وعد بلفور ووعد أوباما بقلم : عاهد ناصرالدين
2009-11-03 15:48:40
في الثاني من تشرين الثاني عام 1917م أرسل آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين؛فعرفت هذه الرسالة بوعد بلفور أو تصريح بلفور المعروف أيضاً بـوعد من لا يملك لمن لا يستحق وذلك بناءا على المقولة المزيفة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض .
     في ذلك الوقت تبنت إنجلترا ومنذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعاً لنفوذهم وسيطرتهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم ولتكون ملهاة للأمة الإسلامية ينهك قواهم ويورثها الهمّ الدائم ويعرقل كل محاولة للوحدة للأمة لوجود هذا الخنجر المسموم في قلب العالم الإسلامي . 
   ليس غريبا أن يقوم بلفور بإعطاء فلسطين وطنا قوميا ليهود
وليس غريبا أن يصدق يهود بلفور؛فقد تلتقي مصالحهم وأهدافهم ومخططاتهم للهيمنة والسيطرة على بلاد العالم الإسلامي واقتسامها فيما بعد .
 لكن الغريب العجيب أن يصدق بل ينخدع حكام المسلمين وبطانتهم وعود الدول الأجنبية ؛ ومن ثم يتهافتون عليهم وعلى  ومبادراتهم تهافت الفراش على النار .
 صدقوهم وانخدعوا بأباطيلهم وهم يقولون نعترف بفلسطين 48 ليهود مقابل التفاوض لإعادة المحتل من الأرض في 67 وفق وعد بوش بالدولتين!، وهم يدركون قبل غيرهم أن استنقاذ المحتل في 67 بالتفاوض مع يهود هو خيال رجل مريض أشرف به المرض على النزع الأخير أو هو أقرب.
 إن العاقل يدرك أن وعد بوش هو وعد الشيطان {وما يعدهم الشيطان إلا غروراً}. ليس هذا فحسب بل إن بوش يَعُدُّ عزةَ اليهود وذلَّ المسلمين، يعدُّ هذا تديُّناً عنده، وخدمةً جُلّى يسديها لليهود، فأملهم منه تحقيق دولةٍ لهم ذات سيادة هو كالباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه .
 أتت أمريكا للعراق وقد وعدت شعب العراق بالعيش الرغيد بعد أن تخلصه من- ظلم صدام - ،  فإذا بالصواريخ والقنابل بدلا من الورود والمواد الغذائية  تنهال على أهل العراق وتطال الحجر والبشر والشجر .  
   وأمريكا وبريطانيا زورت كلٌ منها الحقائق في شأن امتلاك العراق لسلاح نووي ،وقد اعتمدت الكذب في حربها ،وقد أعلنت أنها ستخلص الشعب العراقي ؛ والحقيقة أن أمريكا تقصد نفط العراق ومكانته الإستيراتيجية .
 وأمريكا تريد تأمين خطوط الغاز العابرة من أفغانستان وإقامة قواعد عسكرية لضرب أي تحرك جدي مخلص للمسلمين ، وتقوم بالحملات التبشيرية لحرف المسلمين عن دينهم ،والجيش الأمريكي يقوم بالأعمال التبشيرية في أفغانستان.
  ومؤخرا دعا أوباما للحوار وضرورة التلاقي عند القيم المشتركة بين الإسلام وبقية الحضارات،
  وهنا السؤال
 أي حوار سيكون مع أمريكا التي أعلنت الحرب على المسلمين ووصفتها بالصليبية ؟!
 أي حوار وأي تصديق لوعود صادرة من دولة جعلت الإسلام هو الإرهاب ؟
أي حوار يجري مع من حكم على نهاية البشرية في ظل الرأسمالية ؟!
 أي حوار يكون مع من أساء للقرآن الكريم ورسوله – صلى الله عليه وسلم - ابتداءاً من كبيرهم وانتهاءاً براسم الكاريكاتير باسم حرية الدين والمعتقد التي تسيرعليها دولة أوباما ؟!
من الذي قام بتجويع أكثر من ملياري إنسان ؟!
من هو الذي يدعم الفتن ويختلقها لإثارة الإقتتال الداخلي والطائفي في كل من العراق وباكستان والسودان والصومال وفلسطين ؟!!
  وقد حاول أوباما أن يستشهد بالقرآن الكريم في محاولة يائسة خادعة للتقريب بين المبدأ الإسلامي والمبدأ الرأسمالي  .
   أنْ نصدق الدول الأجنبية ونسير وراء وعودهم ،وأنْ تصبح الشخصية الأجنبية مركز دائرة الثقافة , وموضع الإتجاه والبوصلة وقِبلة أنظار السِّياسيين أو محترفي السياسة الإستعانة بالأجنبي والإتكال عليه . دون الإدراك أن ربط قضيتنا بغير أنفسنا وعقيدتنا ومبدئنا هو انتحار سياسي وبقاء الأمة الإسلامية في مصائب ونوائب يَتَنَقَّل بها هؤلاء الحكام حيث حلُّوا .. فكيف لا تغلي الدماء في عروق هذه الأمة التي قهرت الصليبيين والتتار، وفتحت القسطنطينية؟ كيف ترى الأرض المباركة تباع وتشترى في أسواق بوش وأحلافه من أوروبا ويهود، ولا تتحرك أو تنتفض؟ كيف نصدق بوش ؟
كيف نخدع بأوباما وبوعوده
 كيف ؟ كيف؟
   إن الأمة الإسلامية ظلّت عبر العصور هي من تخاطب البشرية كونها تحمل رسالة الخير لهم، وهي من توجه لهم الرسائل، وهي من تقتحم عليهم ظلمتهم فتنيرها بعدل الإسلام، فذاك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يخاطب كسرى والفرس وقيصر والروم والمقوقس والنجاشي، وذاك الرشيد يخاطب الغمام قبل البشر، وذاك المعتصم وذاك .. ، فهل يدرك المسلمون سبب هوانهم وأن بالإسلام والخلافة يعودون كراماً أعزة قادة للعالم، فيجلبون الخير للبشرية والأمم ؟!
  أنصدق وعد الشيطان الذي قال الله عزوجل عنه  {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً }النساء120.
 ام نصدق وعد الله القائل  {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق