مرة أخرى يسقط القناع بقلم مالك بدر - حرفيش
2009-09-11 16:57:20

لكل أولئك من أبناء الطائفة الدرزية الذين بقي لديهم أدنى شك حول نوايا حكومة إسرائيل ومؤسساتها اتجاه الطائفة الدرزية ، وحول موقف حكومة إسرائيل الحالية كسائر الحكومات الإسرائيلية من الطائفة الدرزية ، فها هو مدير عام مكتب رئيس الحكومة بنفسه يميط اللثام عن رأي حكومة إسرائيل بالطائفة الدرزية ، فهذا الرجل الذي نتوقع منه بأنه سينقذنا في الأشهر القادمة من خلال ترأسه للجنة مدراء عامين من شأنها ، على حد تصريح رؤساؤنا وفق ما وُعدوا به (وعد إبليس بالجنة) أن تعمل على تحقيق المساواة التامة للطائفة الدرزية فكيف يمكن لهذا الرجل الذي لم يخفي رأيه بالطائفة الدرزية وكيفية تقييمه لها كطائفة ترعب المكاتب الحكومية ، أن يتعامل بموضوعية من قضايا الطائفة الدرزية ومتطلباتها ، علما باني أبديت رأيي في السابق حول موضوع تشكيل لجنة مدراء عامين ، فأنها قد لا تجدي نفعا ولا انصح احد من أبناء الطائفة أن يعول على مثل هذه اللجنة.

بالمناسبة وبدون  علاقة لتصريحات مدير عام مكتب رئيس الحكومة الأخيرة فان الأغلبية الساحقة من أبناء الطائفة الدرزية تستنكر العنف بكل أنواعه فهو ليس نهجنا ولا يجوز أن نعتمد العنف كوسيلة ونهج لتحقيق أهدافنا ، وأتوجه بدوري لشبابنا وأبناؤنا وأقول دعونا نتعامل مع الأمور بتروي وبعقلانية بعيدا عن العنف وهذا بمصلحتنا ، ليس لان حكومة إسرائيل تفرق بين تصرف عقلاني أو غير ذلك فهي في الحالتين متجاهلة ومتنكلة ولكن لان احد عناصر كل نضال عادل هو الحرب على الرأي العام وإذا لم نتصرف بتروي وبعقلانية فقد نكسب جولة في نضالنا مع الحكومة ولكن نخسر الرأي العام الذي برأيي هو الأهم ، إضافة إلى أننا مجتمع متحضر وعقلاني ويجب أن نتصرف من هذا المنطلق. فهنالك وسائل جمة لتحقيق أهدافنا ضمن القانون وضمن المقبول .

وعودة إلى تصريح مدير عام مكتب رئيس الحكومة فان هذا التصريح هو مؤشر أضافي ورسالة أخرى ترسلها الحكومة إلى أبناء الطائفة الدرزية بأننا غير مرغوب بنا،وان حكومة إسرائيل ترى بنا ليس أكثر من " ريشة في مهب الريح" لا يهننا أمرنا بتاتا ولا تكترث بما يحدث في قرانا.

وإذا كانت بالسابق تعيرنا بعض الاهتمام (لغاية في نفس يعقوب) ليس أكثر ، فها هي اليوم تعلن رسميا بأنها لا تعدنا بين الأحياء.

والسؤال الذي قد يُطرح  هو إلى متى سنستمر نحن أبناء الطائفة بمغازلة الحكومات الاسرائيلة ومؤسساتها ومخاطبتها بعبارات مستجدية، والإثناء على ما قدمناه للدولة من تضحيات وكأني بنا نؤمن بان هذه المؤسسة تقدر أحدا أو تحمل جميلا أو قد تعتبرنا مواطنين درجة ثانية بدلا من درجة ثالثة أو رابعة نظرا لخدمتنا العسكرية أو لكوننا دروز، فان الأوان أن نتيقن بأن الحكومة الإسرائيلية لا تعير أي اهتمام لكوننا دروز او لكوننا نخدم في الجيش، ومن يعتقد بأن درزيته قد تفيده فهو مخطئ ، فلينتهي الحب من طرف واحد بيننا وبين حكومة إسرائيل، فمن هذا المنطلق أقول" أن الله لا يصلح قوما ألا أذا أصلحوا ما بأنفسهم "، فدعونا يا أبناء الطائفة نستدرك الأمور ونستفيق من غفلتنا ، رغم أن هنالك ومن أبناء الطائفة الدرزية من يريدون لنا أن نبقى في سبات عميق وان يستمر وضعنا كما هو عليه ، لأنهم منتفعين من هذا الواقع ، لأنهم وكما يبدو في معزل عن مشاكل الطائفة الدرزية ،  فسبات الطائفة هو يقظتهم، وواقعنا المزري والسيئ هو بصالحهم ، ما داموا هم بخير ومكانتهم محفوظة وإيوانهم محجة للقادة والزعماء ، فهم بخير والطائفة في الحضيض ، فبالرغم من ذلك علينا أن نستفيق ونتعامل مع واقعنا بشكل مغاير.

الغريب أن الطائفة تسارع إلى عقد اجتماع عام بحجة نبذ العنف الأمر الذي أؤيده بشكل قاطع،ولكن نبذ العنف ومحاربته لا يتم بمجرد اجتماع بل من خلال عمل دائم ومستمر، كما أن عدم التطرق في هذا الاجتماع إلى الأسباب والمسببات لظاهرة العنف ، وربطها بشكل أو بأخر ، بإحباط شبابنا ، وفقدانهم للآمل ، وعلى خلفية السياسة المجحفة ، يشكك في نوايا المبادرين للاجتماع ، ليبدو اجتماع لغرض أرضاء أوساط معينة .

فدعونا نخطو بما فيه مصلحتنا ونتخذ قراراتنا من اجل أبناؤنا وأحفادنا متيقنين بأننا نحن فقط نستطيع أن ننهض بالطائفة الدرزية إلى حيث يجب أن تكون ، دون أن نحلم أحلام يقظة بأننا قد نحظى بالنعيم في يوم من الأيام لكوننا دروز أو لكوننا نخدم في الجيش ، فكل بإمكانياته وبقدراته وبعمله وعلمه، فهنالك من سيحاول الاتجار بنا وبمصالحنا ويعدنا بوعود فارغة "كمن يدهن من قارورة فارغة" ، وهذا لنستمر في غفوتنا وسباتنا ولكن ، لا ، لان أرادة أبناؤنا أقوى من كل شئء ، فنحن بعونه تعالى برأينا الجزيل ورباطة جأشنا وقوة أرادتنا سننطلق إلى غد أفضل. من خلال بناء جيل جديد يرى الانتقاء هدفا ،والتألق نهجا، والنجاح دربا، لا ينضب أبدا، ولا تفل عزيمة يوما، واعيا لتحديات هذا العصر الذي لا يرحم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق