كلما استطاع الإنسان أن يكون متعاطف أكثر مع الغير، هكذا تكون لهجته باللغة غير لغته الأم اخف.
2009-08-07 13:42:00
هذا ما أشار إليه البحث الجديد الذي انعقد بجامعة حيفا من قِبَل الدكتور رفيق إبراهيم والدكتور مارك ليكين من قسم بحوث الدماغ في العسر التعليمي والبروفيسور زوهار أبيتار من قسم علم النفسوالذي نُشر بالمجلة العلمية International Journal of Bilingualism. بالإضافة إلى العوامل الشخصية/ العاطفية، تبيّن أيضًا أن ال- "الأنا اللغوي"عند متحدث اللغة الثانية متأثر من موقفه الاجتماعي/السياسي تجاه الأغلبية.كلنا نستطيع أن نميز متكلم باللغة العربية الذي يحاول التكلم باللغة العبرية أو الانكليزية لأن اللهجة العربية تكشفه بسهولة. ماسبب وُجود اللهجة وما هي الأسباب التي تحوّل متكلم إلىصاحب "لهجة ثقيلة" وآخر إلى صاحب "لهجة خفيفة"، ما زالت غير مُعروفة كليًا عند الباحثين.

اعتقاد واحد يأتي من المجال الذهني والذي يدعي أن الجهاز اللغوي وتفعيل المخارج اللفظية يقيدان إنتاج لهجة بلغة غير لغة الأم. تفسير آخر لهذه الظاهره يأتي من المجال الاجتماعي- اللغويوالذي يدعي أن للمركبات الاجتماعية-النفسية توجد تأثير على اللهجة وأن اللغة الثابتة عبارة عن هوية للمتكلم أمام الأغلبي

في هذا السياق، دولة إسرائيل تعتبر بمثابة مختبر لغوي بسبب تركيبة السكان: القادمين الجدد الذين يتعلمون اللغة العبرية بجيل متقدم، الأقلية العربية الذين يتعلمون اللغة العبرية بجيل مبكر او متقدم ومجموعة الأكثرية ولغة الأم العبرية.

بالقسم الأول من البحث وُزّع المشتركون، طلاب من جامعة حيفا، إلى ثلاثة مجموعات: عشرون مشترك لغتهم الأم العبرية، وعشرون مشترك لغتهم الأم العربية والذين تعلموا اللغة العبرية من جيل 7-8 سنوات، وعشرون مشترك من القادمين الجدد من روسيا اللذين تعلموا اللغة العبرية بعد جيل 13 سنة. جميع المميزات الاقتصادية للمشتركين متشابهة. في سياق البحث طُلب من كل المشتركين قراءة مقطع من مقال باللغة العبرية بصوتٍ عالٍ وبعد ذلك أن يصفوا باللغة العبرية صورة عُرضت أمامهم.

المقاطع كلها سُجلت وقُسّمت إلى مقاطع مُدتها دقيقتين. بالإضافة، عَبّأ المشتركون استمارة مبنية من 29 جملة مختلفة وهدفها فحص قدراتهم في التعاطف مع الغير.
 بالقسم الثاني من البحث استمع 20 مشتركًا جديدًا، لغتهم الأم العبرية، للمقطع الذي سُجّل في القسم الأول للبحث وقيّموا كل مقطع حسب مستوى "ثِقل اللهجة". التحليل الاحصائي أظهر أن "مستوى ثِقل اللهجة" عند القادمين الجدد من روسيا وعند الأشخاص التي لغتهم الأم عربية متشابهة.
واتضح أيضًا أن عند القادمين الجدد من روسيا وُجدت علاقة مباشرة بين المستويين – كلما ازدادت قدرة التعاطف مع الغير، تصبح اللهجة ضعيفة، بينما عند الأشخاص اللذين لغتهم الأم عربية لم تظهر أية علاقة – إيجابية أو سلبية – بين قدرة التعاطف واللهجة.
حسب فرضية الباحثين، بمجموعة الأشخاص الذين لغتهم الأم عربية تداخل عامل آخر ل- "الأنا اللغوي"وهو الموقف الاجتماعي-السياسي تجاه الأغلبية. "نحن نؤمن أن نموذج النتائج عند متكلمي اللغة العربية يعكس علاقتهم بمجموعة الأغلبية. الاقلية العربية تنظر للعبرية كلغة قومية وتعتبر اللهجة بمثابة نوع من الهوية التي تميزهم عن أبناء الأغلبية وهم حريصون على الاحتفاظ بها. أن نتائج البحث عامًة تثبت أن للميزات الشخصية وللميزات الاجتماعية/السياسية تأثير على لهجة اللغة الثانية, ولذا يجب على المعلمين الذين يلقنون اللغة الثانية، خاصةً عند الأقلية، أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا العامل. 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق