الصديق وقت الضيق بقلم مالك صلالحه
2009-05-17 00:36:52

 

لذكرى رحيل المرحوم الشيخ ابو جمال حسين محمد صلالحه

بقلم – مالك صلالحه –بيت جن

    ان عمر الانسان لا يقاس بعدد السنين التي عاشها وانما بمقدار الاعمال الخيرية التي قام بها اتجاه اهله ومجتمعه ..

فها هي بيت جن يوم السبت 16/5/09 تفجع برحيل العم ابو جمال ..هذا الانسان صاحب الايادي البيضاء على الغالبية الساحقة من سكان البلدة  ..حيث كان من اول الناس هو واخوته .. الذين اشتروا شاحنات لنقل مواد البناء وغيرها ..ليساهم ويسهل على الناس ترميم بيوتهم القديمة او بناء منازل حديثة من الاسمنت المسلح بدل البيوت المبنية بالحجارة واللبن والاسقف الترابية ..

وفي بداية قيام الدولة كان معظم  الناس يعيش في حالة فقر او قلة ..ولم يكن في ايدي الناس عملة سائلة ..اذ ان الغالبية الساحقة كانت تعيش على الزراعة وتربية المواشي ..وكان الشراء والبيع يتم عن طريق تبادل المنتجات الزراعية او الحيوانية..بالمقايضة..

وكان الناس يشترون حاجياتهم من المؤن والبضائع ..بالدين حيث يقومون بتسديد ديونهم عند بيعهم لمواسمهم ..مما يعني ان الدين قد يمتد تسديده لأشهر او لسنوات ..اذ لم يكن الناس يعملون في الوظائف ولم يكن لهم مرتبات شهرية ..ليدفعوا نقدا او بالتقسيط الشهري .

فكان ابو جمال ملاذهم الاول والاخير ..اذ انه عاش في بيت ميسور الحال وعمل بالتجارة فسلك مسلك المرحوم والده ابو حسين محمد صلالحه ..الذي تبرع بالكثير في سبيل الاوقاف ومنها تبرعه بارض من اجل بناء معصرة للزيت ومطحنة للقمح في الحارة الغربية ..كما تنازل عن بيته في سبيل بناء خلوة لاقاربه ال صلالحه وكان وكيل وقفها الى حين مماته ..

ومن هنا فان المرحوم ابو جمال سلك مسلك والده فافتدى الناس بماله ومد يد العون لهم في وقت ضيقهم ليصدق فيه المثل:(الصديق وقت الضيق )..

فمدهم بمستلزمات البناء كافة دافعين له ما تيسر في ايديهم من اموال ليصبر عليهم بتسديد ديونهم على المواسم ليتسعهم لاشهر واحيانا لسنوات ..اذ لم يكن هناك بنوك قريبة لاخذ قروض .. ولم تكن موجودة الا في المدن الكبرى والبعيدة عن القرية  ..زد ان المواصلات كانت متعذرة !! ولم يكن هناك مواصلات عامة او سيارات اجرة لتنقل الناس ..

فكان هو البنك الذي يمدهم بما يحتاجونه.. كما عمل بتجارة المؤن والوقود والبضائع في وقت لم يكن في البلدة حوانيت تذكر ..تفي وتلبي حاجيات الناس ..وكل ذلك باسعار لا يستطيع احد ان ينافسه بها ..

كما سارانجاله على نفس النهج وكان لنجله البكر جمال مركز الكشاف الدرزي.. الايادي البيضاء في اعادة اعمار مقام سيدنا بهاء الدين وذلك عندما بادر لمسيرة كشفية عامة في اوائل الثمانينات ..ليمهد الطريق امام اعادة ترميم المقام ..حيث تسنى له مباشرة الاعمار في الفترة التي وصل فيه لرئاسة المجلس المحلي ..حيث كان يؤمن طعام وشراب العاملين والمتطوعين من ماله الخاص .. كل هذا بفضل التربية الصالحة التي ربى ابو جمال اولاده عليها ..فهذه بعض من خصال ومناقب المرحوم التي قلما نجدها اليوم في زمن طغت فيه المادة على القيم الروحية ..فأصبحنا نتحسر على ايام زمان ..حيث كانت الألفة والمحبة والمساعدة والنخوة  والمشاركة والمؤازرة هي القيم التي يتفاخر بها الناس ..آملين ان تعود لمجتمعنا سريعا..

فنم قرير العين يا عماه ولنا عزاء في ذويك آملين ان يستمروا على نهجك التي سلكتها ابا عن جد

وان لله وانا اليه راجعون

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق