نسمات شفاعمرية :هجرة طلابنا لمدارس الآخرين علامة ساقطة..
2012-03-02 16:15:11

ربما كانت صدفة محادثة مع إحدى الزميلات الموظفات في البلدية لتكون نسمتي هذا الأسبوع ,وعندما سألتها عن ابنها البكر وعلمت بأنه يتعلم في مدرسة مار الياس في قرية عبلين والتي لم يعد يفصلنا عنها غير حاكورة ودوار وأمتار,  ودفعني أن أسال موظف في قسم المعارف في منتصف الأسبوع عن عدد الطلاب الشفاعمريين الذين يستيقظون صباحا ويسافرون إلى حيفا والناصرة وعبلين, وللأسف لم يكن هناك جواب لان لا احدا يعرف عددهم.
الخطأ هو أن لا نعرف ما هي الأسباب التي تدفع بعشرات بل في مئات أولادنا في هجرة بلدهم كل صباح والعودة في ساعات بعد الظهر وقد أنهكهم السفر والمواد التعليمية. والخطيئة تكون اكبر عندما لا نفحص ألان كيف نوقف هجرة هؤلاء وهم من لحمنا وفلذات أكبادنا, لان المدائن قد تحاسبنا ساحاتها في هيبة الأشياء, وإذا سمح لي في النظر في الصور المعلقة على جدران مدارسنا الثانوية لأشاهد الخريجين لأبصر بينهم عشرات بل مئات من انهوا المرحلة الثانوية وهاجروا بعدها للبلاد البعيدة وعادوا أطباء ومهندسين ومعلمين ومربين واقتحموا كل المجالات, لأصل إلى نتيجة واحدة بأننا نملك كل القدرات والطاقات لتكون مدارسنا في الأوائل.
 والهجرة في السنوات الأخيرة لمدارس الآخرين علامة ساقطة يتحمل مسؤوليتها من كانوا  في الدوائر المستديرة.
الخطأ يبدأ فينا وينتهي فينا والخطيئة الكبرى عندما نفضل حفنة من "الأصوات" في الانتخابات القادمة والسابقة على مستقبل أولادنا ومصيرهم, ولا نعرف بان الوجع المطل آت لا محال وتعيين مدير ومعلم في غير مكانه خطأ بل  خطيئة كبرى وكل شيئي يبدأ من هنا وينتهي عنده ومن يتقن فن المناقصات وتلبيسها عليه أن يحمل أولا ضميرا بان هناك نساء تلد كل ساعة طفلا يطل على الشمس وخيوط الربيع,وان يعرف بان اللون الأحمر منطقة محظورة والأسلاك شائكة وهجرة أولادنا إلى مدارس الآخرين وركوب الحافلات الصباحية علامة ساقطة لنا جميعا, والمطلوب سفينة في مضيق يشرف على أخطائنا وطير نورس يعرف مساحة الوصول لوجه الموجة وإعادة فحص الأسباب لهجرة أولادنا جائزة كبرى لان التكريم فارغ من قوالبه في قوافل الأجيال الآتية.     

انتصاب ألافتات وسقوط تربيتنا... قامت البلدية هذا الأسبوع بنصب ألافتات التي تحمل أسماء الشوارع ,وهي خطوة ايجابية تستحق التقدير وخطوة نحو انتهاء تسمية كل شوارع المدينة, وكانت الأسماء على وجه ألافتات تذكرك بحقبة من التاريخ وحتى في ربيع الشعوب. ومن صوت هادر لشاعر توفيق زياد  لشاعر,المقاومة محمود درويش, للمعلم كمال جنبلاط, ولسيف شهره في جبل العرب سلطان باشا الأطرش, وأسماء أخرى تركوا بصمات خضراء في أرضنا الطيبة وخطوة البلدية مباركة, لكن هذا الأسبوع وعند عودتي في ساعات المساء لبيتي استوقفني منظر بعض الشبان وهم يحاولون إسقاط إحدى ألافتات الجديدة والتي لم يجف اسمنت أساسها بعد, وطلبت منهم التوقف عن فعلتهم وسالت نفسي من المسؤول عن صبية لم تتجاوز أعمارهم أربعة عشر سنة وفي ساعة ليل متأخرة لأشير بأصبع اتهامي لأهل وآباء اختاروا النوم قبل أولادهم ليستفيقوا على كارثة ومصيبة بعد ذلك. لان المطلوب تربية تبدأ من البيت وتنتهي فيه واللافتات تبقى منتصبة بتاريخ حامليها والسقوط لأولادنا إذا لم نعرف أحرف التربية الأولى.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق