أبناء الطائفة الدرزية في البلاد قد لا يتجاوز المائة والعشرين ألف نسمة وفي حسابات الانتخابات البرلمانية قد لا يتجاوز المصوتون السبعون ألف وهو بالكاد ان يكون نائبا واحدا في الكنيست الإسرائيلي, فكل شيء يبدأ في المعادلات وينتهي بالأرقام, وقول الشاعر "لا تعيرنا بان قليل عددنا" لا يتناسب في حقيقة الأمر مع الواقع في هذه البلاد لكن التعددية في الآراء والمواقف والخارطة السياسية تحتاج في غالبية صورها للحكمة فترانا في اليمين المتطرف وترانا في أحزاب المركز والوسط وترانا في اليسار وأكثر من ذلك, فاندماجنا في الحياة السياسية يأخذ طريقه للمشهد المتكامل لطائفة بحثت عن نفسها على مدار أربعة وستين عاما ليبقى السؤال الكبير مرسوم في فضائنا هل وصلنا إلى شواطئ الميناء؟ أم ما زلنا نتخبط بين الموج وقاع البحر وبين سفينة تبحث عن منارة الشاطئ لتستقر في حالة البحر
استبشرنا خيرا في منتصف الأسبوع الجاري عن احتمالات عودة الأخ شكيب شنان للكنيست بعد استقالة احد الوزراء من حزب المنشق براك وإشغال هذا الوزير لمنصب سفير في الصين وطبعا في الصين الرسمية والتي تملك سفارات وعلم ونشيد وليس في الصين التي نعرفها منذ الولادة وتموت معنا,وهكذا وبلا حسد وخمسة نواب دروز في الكنيست الإسرائيلي وبلا حسد وخرزة زرقاء على أكتافهم ,وبعد هذا الإعلان والبشرى والفرحة وتوزيع الحلوى بأشكالها المختلفة يضاف إلى القائمة نائب جديد لكنه ذاق طعم الكنيست في فتراتها السابقة وهي فرصة ليحقق النائب الجديد ما لم يحققه سابقا .
خمسة نواب دروز وقضايا ملتهبة تبدأ في قضايا الخرائط الهيكلية والمساكن للأزواج الشابة وآلاف البيوت الغير مرخصة ومصادرة الأراضي على حساب "مشاريع قومية" واستيعاب الأكاديميين في أماكن العمل والخدمات الناقصة في السلطات المحلية وغيرها من قضايا في المشهد العام للدولة وخمسة نواب يستطيعون التنافس فيما بينهم من اجل المصالح العليا لأبناء الطائفة والمصالح العليا للمجتمع الكامل وقد نحظى بمنصب وزير إضافة لنائب وزير, وهكذا وزن من التأثير قد نشكل ربع الدولة والمطلوب تنسيق في الأفكار والجهود لأنها فرصة قد لا تتكرر حتى نهاية الساعة ودق الطبول وعودة "الخمسة" بألوانهم وهي فرصة ان نبحث عن هويتنا وتحقيق المكاسب ,والقضية في ملخصها ليست عددا بل عملا.