لقد تفهمنا موقف الشيخ هاشم عبد الرحمن المدافع والمناضل الأول عن لجان العمرة والحج في السابق عندما صرح انه لم يشعر بشكاوى المعتمرين والحجاج وأنه يجب إعطاء وسام الشرف والتقدير لهذه اللجان على خدماتها المجانية للحجاج ،ونفهم كذلك تصريحه الفطري عند توقيع الاتفاق :" أن هذا يوم عيد لنا جميعا" فكيف لا يكون هذا يوم عيد له وقد أفضت الأمور إلى أكثر مما كان يتمناه فقد تم مسح الذنوب السابقة جميعها والتي أشار إليها تقرير تقصي الحقائق والتي كان بها مراقبا لعمل هذه اللجان في حينه ، فها هو أصبح مستشارا ومهندسا للحل بعد الاتفاق ليعود إلى رئاسة جهاز المراقبة الذي سوف يقدم خلال هذه السنة تقاريره للجنة الخماسية التي هو أيضا عضو فيها والتي سوف تقرر مصير المرحلة القادمة.
كما وتفهمنا موقف رئيس لجنة المتابعة عندما سعى في بيانه الأخير "إلى حسم الأمور ووضع النقاط على الحروف" كما يدعي، ومرفقا تواقيع رؤساء الحركات الإسلامية على الاتفاق ظانا منه أنه بذلك يقنع الجميع أن هذا الاتفاق لا يحمل الذل والعار لأنه محمي تحت عباءة وخيمة الهالة الدينية المقدسة وبالعربي "حلوا عني ماذا تريدون مني فقد صُبغ هذا الاتفاق بالهالة الدينية "
ولكننا ما زلنا لا نفهم موقف الشيخ كمال الذي استل ريشته مدافعا عن الاتفاق ليسوق التبريرات عن المانع الذي صعّب التعميم وتطبيق توصيات لجنة تقصي الحقائق كما يدعي هو "لعدم تحديد لجنة التقصي لأي شخص بعينه" وهو بذلك يسيء إلى أشخاص لجنة التقصي الذي يدعي أنه يعتز بأفرادها ويقدر مهنيتهم مع علمه اليقيني أنه لم يكن من مهام لجنة التقصي تحديد الأشخاص لأنك كنت من ضمن الذين حددوا مهمتها وهي فحص آلية ومنظومة عمل هذه اللجان وقد ثبت بالدليل القاطع وفقا للمهنية التي تقدرها، فسادُ هذه الآلية ماليا ومهنيا وبشهادة رؤساء هذه اللجان أنفسهم ، فأين التعميم ؟ والتقرير يشير إلى لجان العمرة والحج والممثلة بلجنة التنسيق ويرفض ادعاء رؤساء هذه اللجان بإلصاق التهم على الإداريين المحليين. فماذا فعلتم؟ كرمتم هذه اللجان وقلتم لهم: عفا الله عما مضى وسوف نبدأ اليوم من جديد ومن يثبت خلال هذه السنة القادمة أنه " يسيء إلى مصلحة الحجاج والمعتمرين ولا يقوم بواجبه" وفقا للتقرير المهني الذي سوف يقدمه رئيس لجنة المراقبة الشيخ هاشم ،فسوف يتم إقصاءه . أليس هذا هو الاتفاق الذي تدافع عنه يا شيخ؟
بل لم يكتف الشيخ من سوق هذه التبريرات والتي لا يقتنع بها هو نفسه وإنما صدر مقاله بعنوان مرعب ومخيف إلا وهو "عكاكيز حزب العمل والإسلام الإسرائيلي" ليظن القارئ أننا في ملحمة ضد الأعداء وأن كل من ينادي ويطالب بالتغيير ولا يتوافق مع ما تم الاتفاق عليه فهو إما أن يكون من العكاكيز أو منخرطا في الإسلام الإسرائيلي أو "من الساذجين الساعين لتصحيح قضايا العمرة والحج"،وهي محاولة لتحويل الأنظار عن الموضوع الحقيقي والأساسي وهو قضية الحج والعمرة وإلقاء الضوء على شيء آخر، نقول لك يا شيخ إن زمن استخدام الخيال الواسع ودغدغة المشاعر والتخويف من غير الموجود قد ولى.ونحن في لجنة مكة للدفاع عن الحجاج والمعتمرين لا نحابى ولا ندافع عن أحد ونعلنها صراحة أنكم قمتم بتكريس الفساد وشرعنته وتراجعتم عن تصريحاتكم السابقة حيث قلتم أنه "يجب ان يكون الجمهور العربي ذا موقف واضح وحاسم في تبني توصيات لجنة التقصي" وأكدتم بأنه سيتم تبني هذه التوصيات ولن يتم تجاهلها مهما كلف الأمر، فكنا نتمنى أن يمر مفتاح الحل المشرف عبركم ومددنا أيدينا لكم بشتى السبل ولكنكم لم تتحملوا الضغوط فلجأتم إلى الحلول السحرية،ففتحتم أنتم الباب على مصراعيه بالحلول الباهرة والاتفاقات الخلاقة ليدخل من يدخل إلى الساحة ليدلو بدلوه .
ثم إن هجومكم الشخصي على من وصفتموهم بعكاكيز حزب العمل لا يمت إلى قضية العمرة والحج بالمرة وهذا أمر لا يعنينا لا من بعيد ولا من قريب. فنحن لم نر البتة تلك العكاكيز أو الإسلام إسرائيلي، فاستخدامك لكلمة عكاكيز وإسلام إسرائيلي يوحيان بوجود حرب نفسية واتهامات مبطّنة لجميع الذين وقفوا مع قضية الحج والعمرة، فهل وجود غالب مجادلة في الساحة جعل الجميع في موضع الشبهة والاتهام ثم، إن كانت هذه العكازة مخيفة حتى هذا الحدّ فلماذا هرول إليها الشيخ هاشم عبد الرحمن هو وثلة من لجان الحج والعمرة، ليتفاهموا مع هذه العكازة كما سميتها أنتَ؟ فهل تَوافقَ رأيُ هذه التي سميتها "العكازة"،مع نصرة لجنة مكة للدفاع عن حقوق الحجاج والمعتمرين يعني بالضرورة أن قضيتنا غير عادلة ومشكوك في بواعثها؟ وأصبحنا في خندق واحد؟
لقد انجلى الغبار عن الحقيقة، وأسفر وجه الشمس عنها، وبانت حتّى صلّعْت. كنا نتمنى إذ ظهر الحق، أن تقف في جانب الحق، كما وقف الشيخ إبراهيم صرصور، عندما انكشفت الحقيقة للجميع، فوقف في صف الحق ولم يتراجع عن موقفه. "فقد سبقك بها عكاشة يا شيخ ".
مكة للدفاع عن الحجاج والمعتمرين