تعيش الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج أزمة سياسية وانقسام حاد بين القوى الشعبية بكل فئاتها على ساحة الوطن العربي بسبب ما جرى ويجري في العالم العربي من حراك جماهيري(ثورة) ضد أنظمة حكم مستبدة ظالمة لسنوات ليست بقليلة مطالبة بالحرية والديمقراطية ولإصلاحات سياسية واقتصادية وهذه مطالب عادلة وكل إنسان مستقيم وعاقل ووطني في هذه الأمة لا بد الا أن يكون وينتصر للفقراء والمساكين والعمال والفلاحين والشهداء واللاجئين.
اليوم وبعد سنة على مرور هذا الحراك (ثورة) يحق لكل متابع لهذه الأحداث الدامية في وطننا العربي بعد سقوط عشرات آلاف الشهداء والجرحى وبعد أن سيطرت قوى لا تؤمن بالعمل الديمقراطي وبالحرية والتعددية الحزبية على زمام الأمور في أكثر من موقع مدعومة ماديا ومعنويا وسياسيا وحتى عسكريا من قبل الدول الامبريالية العالمية الولايات المتحدة الأمريكية وبعد أن أصبح هذه الحراك (الثورة) تغطيه الطائرات وصواريخ حلف الناتو؟ّ! هذه الدول الاستعمارية التي أصبحت هي التي تحدد مطالب هذه (الثورة) مع العلم أن هذه الدول الامبريالية هي التي ساعدت بعض الطغاة العرب في قمع شعوبهم لسنوات طويلة في مصر وتونس مثلاّ!.
إننا نتابع وبحسرة وألم كيف تحاول القوى المعادية للثورة الحقيقية وللقضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين المركزية ان تحول الصراع إلى صراع وحروب أهلية لتدمير النسيج الاجتماعي في الوطن العربي مدعومة بمارينز إعلامي رهيب من بعض الفضائيات الناطقة بالعربية والتي تغالي في تصوير الشعوب العربية على أنها شعوب عشائر وطوائف ولا تفهم غير لغة القوة وان هذه الدول لا تستحق حتى معاهدة سايكس بيكو؟!
وبالمحصلة النهائية نفهم من هذا الإعلام اللئيم والخبيث وان إسرائيل هي فقط الدولة الديمقراطية في الشرق الأوسط؟!
لقد استطاعت هذه القنوات ومنذ فترة زمنية أن تخترق الوعي العربي وتصور إسرائيل على أنها اقل همجية من العرب بحق أنفسهم!!
ويحق لنا ان نسأل كيف يمكن لقنوات تدعي العروبة والإسلام تحترم نفسها وتحترم مشاهديها تقوم بتسويق قادة اسرائليين مسؤولين عن قتل آلاف الفلسطينيين وتجري معهم لقاءات عبر شاشاتها الفضائية في الوقت التي تلاحقهم بعض المؤسسات العالمية والقانونية الدولية بسبب جرائمهم ضد شعبنا الفلسطيني؟!
ويحق لنا أن نسأل ونشدد على السؤال كيف يمكن ان نصدق دعاة إصلاح وديمقراطية وتعددية لأمراء وسلاطين وملوك ولا تجري في بلدانهم حتى انتخابات لبيت العجزة؟! ولا توجد سيادة على أوطانهم وكل أموال وموارد البلاد والأجهزة الأمنية هي تحت تصرفهم وينامون على وسادة القواعد الأمريكية التي رجمت أبناء أمتهم في العراق والمنطقة العربية بصواريخ كروز والتمهوك ؟!
إننا نرى بأن الحراك الشعبي والثوري الحقيقي يجب أن يكون باتجاه الدول التي تساند العدوان والاحتلال الإسرائيلي والوحيد في العالم على شعبنا الفلسطيني ومقدساته وقتل أبنائه يوميا في حين يقف العالم وما يسمى بالشرعية الدولية ودعاة الديمقراطية الغربية عاجزا أن يوقف هذا العدوان والمعتدين وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها دعاة الديمقراطية العرجاء إنها ديمقراطية فتوش المنتوش.