يطل علينا كل عام في تاريخ 4-25 أحد المسؤولين الحكوميين لتقديم التهاني لنا بمناسبة زيارة النبي شعيب عليه السلام، وعادة ما يكون وزيرًا، يأتي هذا الوزير مع مسؤولين آخرين يشبعوننا وعودًا كاذبة.. يلقون كلمات الإطراء.. يدغدغون مشاعر البسطاء منا الذين ينتشون فرحًا.. يزعم الوزير بأنه يموت هيامًا بأبناء الطائفة الدرزية.. يتحدث عن عشقه الذي لا يوصف لأبناء هذه العشيرة الكريمة.. التي تتحلى بالشهامة والبطولة والإخلاص.. ويتحدث عن تضحياتها بشكل كركاتيري بهدف زيادة الشرخ بيننا وبين أبناء شعبنا وإيهام المستمعين عبر وسائل الإعلام بأننا جهاز أمن الدولة.. يتحدث عن وحدة المصير وعن وحدة الدم وكأن هناك دمًا يجري في عروقهم؟!! وإلخ.. من الكلمات الممجوجة العارية عن الصحة.. ثم يعترف بتقصير الحكومة التي لا تستحقه الطائفة الكريمة ويعد بأنه سيفعل المستحيل في سبيل تصحيح الأخطاء.. وهم من الوقاحة ما يخولهم بالحضور إلينا وهم في قمة اضطهادهم لنا في ظل هجمتهم الشرسة على ما تبقى لنا من ارض، وهناك من تأخذه موجة عاطفية ممتزجة بالسذاجة فيصدق الوعود معتقدًا بان الحكومة ستخجل هذه المرة وتفي بوعودها.. ثم تُأخذ الصور التذكارية وتذهب المناسبة لتعود على نفسها في السنة القادمة .
رجال السلطة المستفيدين.. الذين يصنعون كراسيهم من عظام الضحايا يلقون الخطب النارية ويقدمون الضريبة الكلامية.. يعدوُن وكأنهم "الحاكم الماين" والحقيقة أنهم لا يمونون على ....... وذلك بعد أن دخلوا الحركة الماسونية ومورست معهم طقوسها السرية؟!!
أهلنا الأحباء.. يجب أن لا نصفق لهم هذه المرة.. يجب أن لا نستقبلهم.. لقد استقبلناهم عمرًا طويلًا دون فائدة.. جربنا.. صدقنا.. انتظرنا وكل ذلك باء بالفشل وخيبة الأمل.. لقد بقيت الوعود بلا عمل.. لذغنا من الجُحر مرات ومرات.. لسنا كفرة.. لقد كان ذلك ثمناً لسذاجتنا.. رحماك يا رب.. أغفر لنا يا الهي.. انك ارحم الراحمين.
علينا هذه المرة أن لا نستقبلهم.. علينا أن نقول لهم.. لا أهلًا ولا سهلًا بكم.. لا هلًا ولا سهلًا بالمنافقين.. بالخداعين.. بالجشعين.. بالظالمين.. بالجاحدين.. بالمعتدين.. بالمتغطرسين.. بالمتواجدين على أرضنا بشكل غير شرعي .
أهلنا الأحباء.. هلموا لإيقاف المهزلة.. هذا هو زمن الثورات.. كل الشعوب العالم.. حتى أكثرها رجعية تنتفض اليوم لكرامتها.. لقد سبق وفعلناها عام 1974 عندما قدم "يتسحاق رابين " لقد قام كاتب هذه السطور( وكنت آنذاك ما زلت غلامًا ) مع بعض الإخوة بكسر أنبوب الصرف على منصة (الشرف) مما أدى إلى فشل المسرحية، واليوم لا يقيمون منصة في الهواء الطلق وإنما في غرفة مغلقة.. هكذا حصرناهم ويجب أن نواصل محاصرتهم داخل الغرفة.. نحن أقوياء دون أن ندري.. علينا أن نجمع هذه القوة ونوحدها مما يقتضي أن نحضر لوقف المهزلة مجدداً.. إن هذه الغرفة بنيت لنشر القيم العليا.. لنشر روح المحبة والسلام الذي يجب أن يعم المعمورة.. للدعوة إلى التسامح وليس لحضور الوزراء والتهديد بالحرب والكشف عن العضلات.. هذه الغرفة لم تبنى من أجل نشر الأكاذيب السياسية.. لم تبني من أجل مسح الجوخ.. لم تبني من أجل استقبال لصوص الأرض.. لم تبنى من أجل تبجيل من يضطهدنا.. فتعالوا.. تعالوا أيها الشرفاء من جميع القرى لنضع الحد للعهر السياسي..للاستهتار بنا.. للعبث بكرامتنا.. وإلى لقاء الشرف في المقام الشريف .