الذات الانسانية بقلم :طه دخل الله عبد الرحمن- البعنة
2011-03-20 22:31:52

منذ أزلية الكون والانسان يعاني صراع مع الطبيعة من أجل البقاء الى أن تطورت قدرات الانسان في السيطرة والتغلب على الخوارق التي كانت تشكل المخاوف لديه ليدخل الى مرحلة صراع مع الذات الانسانية وأصطدم الانسان بالانسان و كأن الكون قد ضاق بالحشود البشرية وأقيمت معادلة الحرب كمبدأ أنساني أخلاقي , البقاء للفصيلة المتميزه والاذكى التي تحقق الاستمرارية , أنها معادلة الماضي والحاضر , تختلف المسميات والشعارات ويبقى الصراع صراع قوى من اجل الطاقة أو القوة وأصبح قانون الحياة الانساني معادلة لم تخرج عن نطاق الصراع القانون الحيواني الغير عاقل , من مرحله الفطرة الغريزية الغير عاقلة الى مرحلة الادراك العاقل لتنتهي بمرحلة الانسان السلطوي المهيمن أو الدكتاتوري أي الحاكم المطلق التي لم تشكل حاله تقدميه من مراحل تطور الانسان العاقل فهو يعود الى مرحلتان الى الوراء بعد أن خطاها ألا وهي الفطرة الغريزية التي لاتحدها طموح ولايدركها الا الخوف او الموت .
لم يعد قانون أرادة العقل من تحديد الانفعالات الحسية الشعورية واللاشعورية في محيط الفطرة الانسانية , وأصبح إنكار علاقات الوجود الطبيعي للكيان الانساني وهي أحد سمات سلاله الانسان السلطوي .  وتجسدت صورة الكون في إنسان فطري مثالي وإنسان فطري سلطوي, لم ينشأ الانسان السلطوي ألا من دوافع الامتياز والتفوق السلبي الذي تمثل في طغيان شذوذ النفس الانسانية  ليسقط في مرض الاستبداد الغير عاقل .  والامتياز نوعان :
 الامتياز السلبي وهو ألذي أرادته الانا السفلى التي تنشد الموت والانحلال والاستبداد الغير عاقل التي هي إمتداد للغريزة الحيوانيةالبدائية وفي قول الله تعالى عز وجل ( نمدهم في طغيانهم يعمهون)صدق الله العظيم
أما الامتياز الايجابي وهو الذي أرادته الانا العليا التي تنشد الحياة وعالم أنساني متحضر.
لم ينشأ الانسان السلطوي ألا من دوافع الامتياز والتفوق السلبي ليسقط في مرض الاستبداد الغير عاقل قطع الشجرحرق النبات سفك دماء الطيور في السماء ولوث تيار الهواء وغير جيمورفولوجية الارض(هو العلم الذى يختص بدراسة اشكال سطح الارض الخارجيه) ولو شاءت قدرة الانسان السلطوي على أن يعقم الهواء في هذا الكوكب الصغير لفعل , ولكن حمكة الله في الارض أن يرثها لعبادة الصالحين في خلافة الانسان العاقل فيها التي قد حددت من طوفان طغيان جشع الانسان السلطوي التي سحقت المعالم الانسانية لترسيخ معجم قاموس الفناء , وكأن  الصراع صراع دوافع غريزية في حب التملك والسيطرة التي لايمكن أن تكون شمولية جازمة لان حكمة الوجود أن يكون حضور لعنصرين من السمات الانسانية الخير والشر في آن واحد لتحديد معادلة الاستمرارية والتجديد الى الاصلح.
أنقسم الانسان على ذاته الى قسمين أحدهما خاص والاخر عام  ورسم مبادىء الاتجاه الفردي وقرينة الاخرمبادىء الاتجاه العام  وصاغ قطاعا ً خاص ونطيرة قطاعا ً عام , وأصبح الصراع بين الخصوصية والعمومية . أنطلقت صفة الحاكم العادل على شخصيتة , ثم إنقلب الى حاكم مستبد ثم الى طغيان كأعلى مراحل الاستبداد .
الانسان وهوذلك الشعب الخانع للدساتير والاحكام ثم تحول الشعب الى دولة والدوله الى أمبراطورية التي ليس لها حدود, الطاقة تعظم شأنها والحاجة تكبح جماح طموحها المتزايد .
هذه مسيرة الانسان الفطري الغريزي منذ أسطورة قابيل وهابيل الى حاضرالشعوب والحكومات , والى هيمنة الدولة على الانسان
تجسد الانسان المثالي في صورة الشعب , وتقمص الانسان السلطوي دور الحكومات . وأصبحت الحكومات الجانب الشرير من الانسان . يقمع ويدجن الانسان المثالي وكأن البقاء للفصيلة التي تحقق السيطرة والهيمنة بزوال الاخرى من الشعوب .
هاجر الانسان وهاجرت الشعوب وتحول موضوع الهجرة لدية الى فقه عقيدة اللجوء ونشيد السلم والامان , أندثرت الشعوب بين موت وضياع وعاش السلطان ذات التسعة وتسعين جارية  وعاشت حريم السلطان وعاشت قصور السلطان , وضاعت بلدان وشعوب وأستئصلت أراضي وأوطان وتجزءت الوحدة الى أحاد وأصبح الانسان المثالي يسبح في الضفة الاخرى من التيار ليسمى معارض ينتصر تارة وينكسر تارة أخرى .
أن الفطره الغريزية للانسان جعلته يقاوم ليحفظ الاستمرارية الذي تجسد في طراز الانسان المثالي , أما الانسان السلطوي يوعز الى الاطماع ولن يستطيع أن يقاوم لان الغاية الاسمى لدية دافع حب السلطة لذلك فكان ذلك ألانسان ألانهزامي .الانسان المثالي هو ذلك الانسان الذي يؤمن بوحدة الذات العليا في المواجهة لانه ينتمي الى الايمان بقيم المثل العليا , أما الانسان السلطوي فأنه ينتمي الى الحزبية والانفصام الشخصي .
وشتان ما بين اليابس والاخضر وما بين الخريف والربيع .
أن الفطره الغريزيه جعلته يقاوم ليحفظ الاستمرارية . وكان هذا كيان الانسان المثالي , أن دافع التملك وحب الانا السفلى كان غريزة فطرة الانسان الخائن الجشع , طموحه الجشع أدى به الى أن يقتل أخاه الانسان ليسمو بغرورة اللامحدود وكانت هذه صفات الانسان السلطوي , الذي جسد في صورة تآمرالحزبية ضد الفطرة الانسانية المقاومة.

لم يكن العالم الجديد مؤسسات اقتصاديه او سياسيه بل هناك ارادة الشعب الذي اصاغ الدوله . حيث لجأ احرار العالم الهاربون من طغيان الدوله والحكومات بصياغيه الحريه من دماء ابنائها بانهار سقت ربوعها الخضراء وحمل صورة النظام الاكثر حضارة نظام عالم الانسان المثالي الهارب من تحضر الانسان السلطوي في ملء ارجاء الارض المعموره , الماضيه والحاضرة , القديمه والحديثه من عالم القرى الصغيرة التي تهيمن عليها سلطه الحكومه المركزيه العظمى , ليس بالضرورة الى من ينتمي فان دين الحق هو مبدأالفعل المقاوم على ارض الواقع الملموس التي تشكل ادوات التغيير الجذري واستئصال الطغيان والاستبداد الغير مشروع .

سيست الانسانيه وتقمص آخرون فلسفتها لصياغه العقيدة واطلقت عليها اصطلاحات الايديولوجيا الاشتراكيه واخرى الراسماليه بل وحتى الايديولوجيا المذهبيه لصياغه دوله الامام , لكن اصوات الفقراء والارامل والشهداء ليس لهم ايديولوجيا في عالم السلطه لانه ليس لديهم مصطلحا لاتينيا .

ان اضطرابات امعاء الشعوب لا تحتاج الى فلسفه في أي اقتصاد لا الاشتراكي ولا الراسمالي , لان الم الجوع يمكن سد رمقه , ولكن عندما نفقد تاريخا وهويه فلا يمكن ان ينقذنا أي شيىء ولا حتى الخلافه او الدكتاتوريه او حنكه او فلسفه .

هذا لان سيد الحكم المستعمر في احد بنود دساتيره قد اجاز استئصال الامن والسلام واجاز ذبح الطفوله وقتل تراث الاجنه في رحم الحوامل حتى لا يبقى جيل يسأل عن سيرة أبيه .

عندما تنتحر البراءة وتستفحل الآهات القابعه في جنح الظلام وتنقلب الى طائرات الموت القادم من الجزر الضبابيه ومن النار الازليه و سوف لن يكون لبني الانسان الخيار الا ان يجاهد ويبحر في اعماق بحر العرب ليحصل على نبات زهرة التحرير ليقدمها الى الشهداء ليفتح ارض السواد مرة اخرى .

فالى الوحدة يا اخوة العروبه والاسلام ولنكن اخوة التحرير والجهاد لان عروة الاخوة دائمه وعروة الرفاق مؤقته تنتهي وفق المصلحه وقل اخي بالكفاح والجهاد ولا تقل رفيقي بالحزب والطبقه .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق