عندما يلعب "الصبي" في عود الكبريت ...
2010-12-11 10:26:05

بقلم زايد خنيفس

الدخول والغوص في الجدال القائم في مدينة شفاعمرو بين بعض الاطراف السياسية المحلية يأخذك في بعض الحالات التفكير في الوقوف جانبا كمشاهد لكن بعض الاقلام التي اخذت تجتهد على بعض صفحات  الصحف المحلية ومواقع" الانترنت" ومصورًة الأوضاع بأننا على شفا انزلاق لا تحمد عواقبه بل يزيد من العداء والاستقطاب وينتفخ بكل الاحجام ولا نعرف عندها متى ينفجر الوضع ونعود لنسأل عن أسباب احداث شفاعمرو المؤسفة ...

شخصيًا لا أجد في الاخوة بقائمة "الفجر" أعداءًا ولا اطلب من احد كما طلب احدهم عزلهم عن الساحة الشفاعمرية بعد اتهامهم بالاصولية فنحن  اخوة وان اختلفنا بوجهات النظر والمواقف المحلية فأنهم يبقون في كل الحالات أبناء بلدي... ويستذكرني القائد سلطان باشا الاطرش عندما حاول البعض تقزيم دوره في ثورة سوريا ودحر الاستعمار الفرنسي وعندما قال بكل معاني الاختصار " الدين لله والوطن للجميع " واذا ظن البعض بان الاخرين كفارا وملحدين فنقول له  في صوت خافت هداك الله لانه هو الهادي ...

ابن شفاعمرو الدكتور عاطف عبود وابن شفاعمرو الياس جبور جبور وغيرهم وغيرهم من كتبوا مؤخرا عن تاريخ مدينتهم قلبوا صفحات مجيدًة تلخصت في اوراقها كيف حافظ اهلها على كرامة شفاعمرو حيث لم يتسابق هؤلاء الاجداد على النسب المئوية لكل طائفة وعندما كانت شفاعمرو بالنسبة لهم طائفة واحدة والشعوب الواعية لمستقبل ابناءها لا تدخل في تفاصيل النسب المئوية كما كان  يفعل الفاشيون في بقاع العالم بل بحثوا عن نسب النجاح وتقدم ابنائها .

في الاشهر الأخيرة حمل "صبي" قلمًا واخذ يخربش على اوراق بيضاء فتارة تراه وطنيا ومبادرا وفي مقال اخر تراه انعزاليا طائفيا  وتارة اخرى تراه يتحدث باسم حارته وهكذا ضاع الصبي ولم يعرف من اين يبدأ خاربيشه واين ينتهي  بل وضع هذا الصبي نفسه امام سيدة تطمح في التقدم  وعندما بدأت تتعلم في المدرسة الليلة لتنهي الثاني عشر ,وتواصل طريقها وطموحها لتنهي خلال فترة وجيزة اللقب الثاني ولم تقم هذه السيدة بشراء لقبها الجامعي من حوانيت الجامعات الاجنبية وهي الفاضلة وهي الطموحة .

ولا اعرف لماذا يحق للاخرين الارتقاء بوظائفهم ونمنع ذلك من مثابرين وكل ذنبهم بانهم ينتمون لعائلة أو طائفة لا تعجب "الصبي" الضائع بين الوطنية والطائفية والاصولية وهذا الصبي لا يعرف من اتى في ميزانيات بناء الاحياء الدرزية عندما قدم التماس للمحكمة العليا ضد حكومة إسرائيل ورئيسها حين ذاك اسحاق رابين ومن بنى المركز الجماهيري في حي الجنود وشاملة الشيخ صالح خنيفس ومراكز الطفولة والشوارع والبنية التحتية ولا يعرف هذا الصبي ربما لا ذنب له بأنه يجهل التاريخ  ...

ما اسهل عند البعض ان يكتب ويظن نفسه بان كل العام يشير اليه في البنان لكن من الصعب ان يبقى البعض لوحدهم يكتبون للجدران  فقط ... وما اجمل عندما نفتح في هذا البلد ابواب الحوار على طاولة النقاش لنصل إلى بلد يعرف ابناؤه اطفاء النار عندما يوقدها صبي يخربش على اوراق بيضاء ونعرف في هذا البلد بان الطريق من باب الدير حتى عين عافية مرورًا في ازقة الميدان وشجر العين وهضاب الخروبية وتلال مرشان تبقى هي الطرق المفتوحة التي يمر فيها النسيم وتلوح بها سنابل الاجداد في الحقل القريب ... وتبقى دعوتي للحوار  فهي لغة الشعوب المتحضرة ولان زهرة  من بلادي تبقى اقوى من أي عابث يلعب في عود الكبريت .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق