على الوجع الذي انتابني , والذي اخذ حدّه بشكل غير منقطع النظير , هذا الوجع هذه المرة لم  يكن كباقي الأوجاع  الأجتماعية وأنما هو وجع من نوع اخر , وجع وألم وحرقة  ولوعة هزّ وجداني ومشاعري لدى  سماع نبأ وفاة صديق , اخ , رفيق درب من معشر الأخوان الصادقين , والمؤمنين بالأمانة وبالزمالة والصداقة والعمل المشترك والشفافية عند حزم المواقف والبت بها , انه اخي المرحوم الشيخ ابو مالك سلمان سرحان عطالله من قرية يركا .

كان ذلك ليلة الخميس في الساعة المتأخرة , عندما  تلقيت مكالمة هاتفية من صديق يعرف علاقاتنا  الأخوية وزمالتنا الأجتماعية التي تجلت بيننا بكل اخلاص ووفاء في نطاق عملنا في  نقابة العمال الأسرائيليين العامة الهستدروت وزملاء اخرين على مدى عدة عقود خلت خاصة  عند ترأسي لمجلس  عمال ابو سنان والمنطقة وترأس المرحوم للجنة  العمال في يركا .

سمعت الكثيرين ممن ابنوا المرحوم اخي سلمان , رأيت في كلماتهم كل الصواب وصحة ما  قيل في المرحوم  وأوافقهم جميعاً فيما ذكر واحداً تلو  الأخر .

الا انني بشكل شخصي : رأيت فيك يا ابا سلمان الأنسان القنوع فيما كتب الله لك , والقناعة لا تصدر ابداً الا من الأيمان الصادق الذي يوحي لصاحبه بكل ما هو ايجابي ويبعده عن كل الشوائب الأجتماعية التي قد تودي بالأنسان الى متاهات لا يعلم عواقبها الا الله عزّ وجل .

نعم عرفت بك ايضاً ما تحويه هذه المقولة " المرء بأصغريه قلبه ولسانه " فقلبك كان طاهرا نابضاً ولسانك يقول ما تفكر وتؤمن به  وبصراحة. هكذا  انت يا ابا مالك ايمانك جسد ّ بك الأمانة , جسدّ بك الجرأة , جسدّ بك  الكرامة وجسّد بك ايضاً صفةً قلما تتواجد هذه الأيام,  الكرم والكريم كما يقول المثل الصادق "الكريم حبيب الله " وفعلاً يا ابا مالك لقد تماذج الكرم مع الوفاء والصدق في شخصك ليخلق منك انساناً محبوباً قريباً  من القلب لدى كل الذين عايشوك رافقتهم  ورافقوك من كل الطوائف .

هكذا كنت كل الوقت , والأمل وطيد في الأنجال خاصة والأقارب عامةً للسير قدما على طريقك بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى  وكلنا يعزي نفسه بوفاتك وكذلك نعزي جميعاً ال عطالله الأكارم هذه العائلة الكريمة التي انحدرت منها وغذت فيك روح الأخوة والشجاعة والكرم الحاتمي ,

والحمد  لله القلم سيّال والأفكار فياضة كلها لا يمكن ان تعطيك حقك فألى جنات الخلد يا ابا مالك اعدك صادقاً  متابعة الطريق مع افراد العائلة الكريمة ما دمنا احياء .