ننشر اليكم مقالة كتبها الشيخ توفيق سلامة سكرتير المجلس الديني الدرزي الاعلى يرد بها على مقالة تحت عنوان " عاش الحجر " كان قد نشرها الشيخ محمد رمال من يركا احد مؤسسي جمعية امناء الطائفة الدرزية .
وكان الشيخ محمد رمال قد تطرق في مقاله الى اعمال البناء والترميم في المقامات الدرزية.
في مقالته الأخيرة " عاش الحجر " شكى الأخ أبو خضر محمد رمال من "الإزعاج" الذي يسببه له البناءون اللذين يرممون مقام الصدّيق الكائن إلى جانب بيته بقريتنا يركا, ونحن بادئ ذي بدء نتقدم للأخ أبي خضر , باسم المجلس الديني خاصة وأبناء يركا والطائفة الدرزية عامة بالأسف الشديد على قض مضجعه وقطع حبل نومه الهادئ . ألحق كل الحق على العمال الذين كانوا يعملون على ترميم المقام المقدس لأحد أولياء الله الصالحين , أو كما سمّاه "أحد الأولياء" وكأنه نكرة , ونعده أن نعمل على أن يعمل العمال حين يكون مستيقظًا في المستقبل واسمح لنا بسؤال على الهامش : لماذا قمت ببناء سور حول بيتك قسم منه في الشارع العام المحاذي للمقام حسبما- تبيين في خرائط لجنة التنظيم؟نحن نتوقّع من الذي يسدي النصائح للناس أن يوسع ولا يضيّق طريق العبور .
أربعون عامًا أو أكثر وأنت كالديك،تصيح صباح مساء وتغني نفس الموال ولا سامع لموالك ولا مجيب, ألم تسأل نفسك ولو مرة واحدة: لماذا ؟؟؟؟؟
لقد سئم الناس موال "الأموال" المصروفة ومسألة كيفيّة صرفها , لأن الجاهل يعلم قبل العالم أن نقود صناديق الأنبياء للأنبياء وأن هذه النقود تصرف في سبيل جعل مقاماتهم ومقرّاتهم معدّة لاستقبال الزوّار من مختلف الطوائف بالصورة المناسبة التي تليق بالنبي الكريم وبزوّاره .
تقول إن الحجر كلّمك وهذا ليس غريبا منك وعنك أن تكلّم الحجارة وأن تكلّمك الحجارة فكلامك لم يعد مقبولا على البشر وبذلك لم يبقَ لك سوى الحجر ليكلّمك فتكلّمه!! .
قالوا في الأمثال " ألذي لا يرى من ألغربال أعمى " وأنت , أيها الغاضب الحانق , ما عليك إلا أن تنظر يمينا ثم يسارا لترى المساجد ترمم وأخرى تقام وتشيّد لتطال مآذنها السحاب والكنائس تبنى وترمم وتقام وتشيّد عاليا يطال صوت أجراسها سماء الرب السابعة , وكذلك حال الكنس وجميعها بأموال الوقف والتبرعات, ولم يقم لشيوخها وأساقفتها وبطاركتها وحاخاماتها حسيب أو رقيب يلومهم على ما يبنون , كما تفعل أنت وبعض أقرانك , بعد أن ضللتم الطريق أو أضعتموه ؟
تتحدث عن الاكتتاب في تعليم وتثقيف وتهذيب الجيل وتريد من القيّمين على أموال الوقف اقتطاع مبالغ لهذا الهدف أو ذاك ولم تسأل نفسك إذا كان هذا مسموحا دينيا أم لا ولو سألت العالم في الدين من شيوخنا لأخبرك أن هذا لا يجوز , وهكذا هو الأمر لدى جميع الطوائف في البلاد ! لأن أموال الوقف للوقف ومن تبرّع لأحد الأنبياء فانه تبرّع للنبي ولو أراد أن يتبرّع لمدرسة أو مستشفى أو غيرها لكان تبرّع للمجلس المحلي أو لجمعيّة خيرية كهذه أو كتلك.
ثم تتساءل أين تصرف أموال المجلس الديني وكأنك لا تعلم أن الدولة ترصد هذه الأموال لأغراض محددة تعرفها أنت وغيرك وهذه الميزانيات تحت رقابة قانونيّة دائمة لا غبار عليها وكفى تضليلا" للناس.
أربعون عاما وأنت تصرخ وتنوح ولم تفكّر يوما في إقامة جمعيّة خيريّة تقدّم المساعدة لأبناء الطائفة المحتاجين !! وحين يقيم أحدهم جمعية كهذه تهاجمه وشركاؤك وتتهمونه بشتى الأكاذيب والتلفيق , والعياذ بالله من ألسنتكم .
تريد بناء مستشفى ولادة للنساء الدرزيّات ؟
تريد كليّة للبنات الدرزيّات ؟
تريد ملاجئ ؟
جميل , ولكن أية فعّاليات أو نشاطات قمت بها من اجل تنفيذ هذه المشاريع سوى الصراخ والعويل والتعاليق الجوفاء التي تتخذ منها شغلك الشاغل ؟
لا أيّها " ألموحّد " , أنت لا تريد ذلك لأنّك كما قال المثل " من شب على شيء شاب عليه " فأنت لا شاغل يشغلك سوى عائلة طريف , ورغم أن أسطوانتك أصبحت مشروخة فأنك لن تعفّ عنها حتى تنكسر .
وأخيرا" , أيها " الموحد " , المجلس الديني قائم , شاء من شاء وأبى من أبى , وفضيلة شيخنا يحظى بثقة مشايخ الطائفة وأعضاء المجلس , والطائفة وكفانا .
على فكرة , قول السيّد المسيح الذي أوردته بداية "مقالتك " , وبعد أن قرأت ما ورد بها , وجدته منطبقا"عليك فأنت من له أذنان أصمّتان لا تسمع بهما خارج الإطار ألمحيط بك .
نتمنى على المولى عز وجل أن يعيدك إلى أصلك الطيّب وأن تتوقف عن مخاطبة الحجارة والاستماع إلى أحاديثها , هداك المولى وهدانا تبارك وتعالى .