بقلم زايد خنيفس
عاد وفد التواصل بشيوخه وبعد أن قام بزيارة تاريخية إلى القطرين الشقيقين السوري واللبناني حيث التقى الوفد القيادات الدينية والسياسية وكانت لقاءات تمنى كل واحد منا أن يكون من بين أعضاء الوفد خاصة ونحن الذين نؤمن بمبدأ "حفظ الإخوان" بل أننا نعتبر أنفسنا نفسًا واحده .. وأرواحًا تذهب وتعود ولا تفصلها الجدران والاسلاك العالية ولا تفصلها الحدود بكل ألوانها الحمراء والزرقاء والكاميرات التي تعلو هنا وهناك..
لجنة التواصل بل لجنتا التواصل والتي لا اشك بنوايا قياداتها ومؤيديها وأنصارها ولكل واحد من هؤلاء الاخوه اجتهاداته حيث يبقى العنوان الرئيسي في هذه القضية هو اختلاط الأوراق وطرح أسئلة عديدة من قبل أصحاب الفكرة في التواصل مع الأهل في جبل العرب وجبل لبنان .. وفي كل الحالات فأن التواصل حق من حقوق الإنسانية حيث اتفقت شعوب العالم وعبر مؤسساتها الدولية والأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات على إجراء مثل هذه اللقاءات والتي تعبر في قمتها عن إنسانية الإنسان والكامنة في جوارحه وعقله ومثلما قرر الشعب الألماني والذي فرقته الحرب العالمية الثانية في تحطيم جدار "برلين" وكما قامت شعوب أوروبا في إزالة العوائق والجدران العالية ونقاط التفتيش على حدودها لتلتقي فيما بينها وبعد أن شردتها الحروب والسياسة القذرة فأن تواصل بني معروف مع بعضهم فهو لحق لا يمكن العبث في مقدراته وشريطة ان يبقى اللقاء بين الأخوة في هذه الأقطار الثلاثة وفي دول الاغتراب لقاء الإنسانية لأن غير ذلك هو الظلم بعينه ولن يغفر الله وقواميس الإنسانية بكل لغاتها وسطورها للذين يمنعون تواصل شعوب العالم ونحن في القرن الـ-21 .
ما أجملهم شيوخ العشيرة وهم يلتقون في مشارف الضيّع والقرى هناك في تلال جبل لبنان والشوف والبقاع وما أجملهم عندما اختلط دمع الشوق في رحاب خلوات البياضة العامرة وما أجملهم عندما ارتشفوا من ينابيع الجبال وبركة من بركات الشيخ الجليل أبو محمد جواد وليّ الدين من "بعقلين" أطال الله عمره وما أجملهم شيوخ العشيرة عندما اجتمعوا في "رحاب المختارة" قيادات دينيه وزمنيه وما أجملهم شيوخ العشيرة عندما زاروا سرح القائد المغفور له سلطان باشا الأطرش في رحاب الجبل الأشم .
التواصل بين الأهل لا يحتاج إلى لجان منقسمة على نفسها بل يحتاج لنوايا طيبه من الجميع لان البوصلة واحده والسفينة واحده تعرف ربانها بل تعرف ربها ..التواصل بين الأهل في الأقطار ودول الاغتراب لا يحتاج للجان تنقسم كل مره على نفسها ما دام الهدف الأسمى يتوجها .. من هنا وأنا شخصيًا من الذين يدعون للوحدة تحت سقف الرئاسة الروحية وعلى رأسها شيخنا الشيخ موفق طريف حفظه الله , الدعوة إلى مؤتمر عام لأبناء الطائفة الدرزية في البلاد ومن كافة الاتجاهات والأطر لبحث موضوع التواصل مع الأهل في الأقطار المجاورة .. مؤتمر لا يتجاهل احدًا واتخاذ القرارات المناسبة من منطلق وحدة الكلمه والتوجه إلى حكومة إسرائيل وعبر الشخصيات المكلفه والمخوله التنسيق مع الجهات الحكومية المسؤولة فكما يحق للإخوة السنة زيارة الأراضي الحجازية للحج وكما يحق للإخوة المسيحيين زيارة أماكنهم المقدسة في الشرق يحق لنا نحن أبناء الطائفة الدرزية المعروفية التواصل مع أهلنا تحت شعار الإنسانية وحقوقها الأولى.
يعزُ على الأحرار ومن تسير بعروقهم دماء التوحيد ومن قبلوا على نفسهم الميثاق والوثائق الشريفة أن يروا شيخًا زينت رأسه لفة التوحيد البيضاء يتعرض للتفتيش الدقيق في معابر الحدود وهو الآتي من رحابِ النبي "هابيل عليه السلام" والمعبئ بعبق الشيخ أبو محمد جواد وليّ الدين وقبلات على ضريح الشيخ أبو حسن عارف حلاوه من الباروك .. يساقوا هؤلاء الاخوه في بلادنا لغرف التحقيق في وحدة "الإجرام الدولي" فأين أجرمت هذه العمائم البيضاء وماذا اقترفوا بحق الدولة ليبقى السؤال يطرح نفسه هل نقبل الاستفراد واهانة هؤلاء الشيوخ .
ومن هنا اتوجه إلى القياده الروحيه والممثله في شيخنا الأجّل الشيخ موفق طريف والرئاسه الروحيه والمجلس الديني واعضاء الكنيست ورؤساء المجالس ولجان التواصل والجمعيات الاجتماعيه الاخرى المبادره إلى عقد مؤتمر لبحث موضوع التواصل مع الاهل في اقطار الشرق الاوسط والدول الاغتراب على ان تكون الرسائل في زياراتنا ولقاءاتنا مع الاهل هناك والاهل هنا جسور للسلام واحترام الاوطان