بعد كل هذا القتل يردوننا أن نحبهم ، ونعيش معهم ، ونأكل ونشرب معهم في دولة واحدة وهوية واحدة وعلم واحد فما أوسخهم وهم يفكرون بقتلنا مرة أخرى ولكن بشكلٍ مختلف وبطريقة تتماشى ومفاهيم الديمقراطية والإنسانية التي يعرفها العالم الحديث ، بعد أن قتلونا مرات ومرات وكانوا بأقدامهم يدوسون التاريخ ويشوهون الحضارة ويمرون فوق اشلائنا بأصواتهم العالية وصرخاتهم التي ظلوا يرددوها الى هذا اليوم الموت للعرب الموت للفلسطينيين.
بعد كل هذا القتل يريدوننا أن نعيش معهم وننسى كل ما لحق بنا من ظلم وأذى وهل ينسى المظلوم حقه ولو طال الزمن ، تُرى هل ما قاموا به على مدار الزمن وما ارتكبوه من مآسي ومذابح كل هذا الوقت هو شيء يُنسى وماذا يمكن لنا أن نغفر ، وهم من قتلوا فرحتنا واغتصبوا حريتنا وسرقوا الأرض والآن يريدوننا أن نعيش معهم ونعايشهم ، فما هذا الهراء وهذه السخافة التي يتحدثوا بها أولئك الحالمين ، لأننا لسنا فقط لا نحبهم بل إننا نرفض بقائهم فوق أرضنا التي سنعود إليها ذات يوم عندما تشرق شمسنا حرة وتعود البلابل تشدوا أغاني العتابا على شواطئ يافا.
إنه قتل من نوع مختلف يفكرون فيه بشكل جدي تحت شعار الدولة الواحد ثنائية القومية، دولة واحدة كما يريدونها بأسمها والوان علمها وهويتها وحتى مناهجها التعليمية والثقافية ، وأقلية عربية لسنوات ثم تموت أو ترّحل دون قطرة دم واحدة وتحت شعار التعايش السلمي المسموم الذي تراه إسرائيل أنه أحد أهم طرق التطهير العرقي وفق النظرية الحديثة عند اليمين الإسرائيلي الذي يتطلع الى الضفة الفلسطينية على أنها إمتداد تاريخي وديني لأرض إسرائيل الكبرى من وجهة نظرهم الصهيونية المتطرفة التي كانت ولا تزال الحلم الكبير الذين يسعون لتحقيقه بشتى السبل والوسائل ، وبأختلاف الازمان.
من يروج لهذه النظرية مخطئ لأنها ستفشل ولن تنجح ، فنحن يكفي أننا لا نحبهم ، ولا نريد أن نعيش معهم وهذا وحده كافي لأفشال أي مخطط عنصري بهذا الشكل الذي يستتر بحقوق الإنسان والتعايش السلمي وجملة طويلة من المفاهيم التي يحاولون الترويج لها وهي في حقيقتها حرب من نوع مختلف ، هدفها واحد هو إفراغ هذه الأرض من ساكنيها كما كانت أمنيتهم الأولى بأرض بلا شعب.
وهنا لا بد ان ننظر الى الأمر على أنه مشروع يهدد وجودنا على هذه الارض ومصيرنا الذي نحلم به ، وأنه يلغي تاريخ هذه الأرض وأسمها الحقيقي ويزيل عنها بعدها القومي والديني ويشطب تاريخنا القديم فيها ، كما وأنه يهدف تطويعنا لنعيش معهم في دولة واحدة قد أختاروا أسمها والوان علمها ، وأضلاع نجمتها ، معتقدين بأننا نوافق على دولة بهذا الشكل ، ولم يدركوا أننا لا يمكن أن نقبل بمثل هذه المشاريع التي نعرف مسبقاً أهدافها ونعرف خطورتها ، فهم واهمين في اعتقادهم كما كل اعتقادتهم بهذه الأرض واهمة وزائفة.
نحن لا نحبهم ولا نحب العيش معهم ولن ننسى بداية الحكاية ، وما أقترفته أيديهم منذ بلفور وحتى يومنا هذا ، لن ننسى تواطؤ العالم وجريمته الكبرى بحقنا ، لا نريدهم ولا نريد دولة واحدة تجمعنا بهم ، وكل ما نريده هو دولتنا المستقلة وعاصمتنا الابدية وعلمنا ونشيدنا الوطني ولينصرفوا