المياه معاناة يومية بقلم بهاء رحال
2010-07-10 09:26:15

أتى فصل الصيف ، وبدأ مسلسل المعاناة اليومي المتمثل بانقطاع المياه ، عطش وظمأ وانتظار دور لم يأتي في عملية توزيع المياه منذ اكثر من خمسة وعشرون يوماً، وقلة مياه في كل أرجاء المحافظة بل في كثير من الاحياء هي تعاني من انقطاع كامل بالمياه منذ وقت اطول من ذلك بكثير ، حتى اصبح المواطن لا يدري ماذا يفعل ولمن يشكي والحال يزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، خزانات على البنايات فارغه ، واجساد تنتظر الاستحمام مرة بالشهر ان تمكنت من ذلك ، ويكفي لكم ان تتصوروا الحال بدون مياه للشرب او الاستحمام ، بعدما كان لنا أمل بصيف مختلف هذا العام انقطع الامل ، وقد استبشرنا خيراً بكميات الامطار التي هطلت في الشتاء الماضي وكان موسماً غنياً بالمياه بشهادة المسؤولين وذوي الاختصاص ، من خلال حساباتهم التي تخضع لمستوى معين من النسب المئوية ومقارنتها بالاعوام السابقة ، لكنها سرعان ما كشفها فصل الصيف ، وبانت اكاذيب ضاعت بين الشفاة العطشى . 

 
 الحال اصبح سيئاً ونحن في كل نقول لننتظر الى الغد علها تأتي المياه ، ويكون دورنا في التوزيع قد حان ، يأتي وينقضي ثم يأتي يوم اخر وينقضي ، دون قطرة مياه ، ولا نجد مسؤولاً يخرج ويصرح عن الاسباب الحقيقية وراء كل هذا الانقطاع ، ولماذا لا توجد عدالة في التوزيع ، ويكفي ان نقول ان الاحتلال وحده السبب ، فالاحتلال ليس مسؤولاً عن كيفية التوزيع ، وليس مسؤولاً عن شرب المياة بالواسطة ، وبدون استغراب الامر كذلك ، اذا اردت ان تنتظر عداد المياة الخاص ببيتك كي تشرب ربما ينقضي الصيف ولا تشرب ، واذا اردت ان تشتري صهريج مياه فهذا يعني لا بد ان تكون ذو واسطة جيده لدى صاحب الصهريج حتى تأتيك بسعر مختلف ومرتفع وغير خاضع لأي شكل من الرقابة سواء كان على الكمية او الاسعار ، فأين دور الجهات المختصة كي تخلصنا من عبودية اصحاب الصهاريج واستعباد موظفين المياه ، ولماذا لا يكون هناك اعلان صريح وواضح في كيفية توزيع المياة على المناطق ليس فقط ليشاهدها المواطنين جميعا بل كي يتحضر المواطنون جيداً لاستقبال المياه .
 
لماذا نكتفي بقولنا ان اسرائيل تسرق المياه ، وان انقطاع المياه كل هذا الوقت سببه سرقة المياه لصالح المستوطنات  ، ليبدوا الامر وكان المسؤولية فقط على قوات الاحتلال ومع اتفاقنا الشديد بأن الجانب الاكبر من المسؤولية تقع على الاحتلال الذي يسرق الارض والمياه ويحاول سرقة احلامنا ايضاً ، ولكن هناك مسؤولية ايضاً امام المسؤولين عن سلطة المياة ووزارة الحكم المحلي ، وان كان الامر ليس كذلك فلماذا هم مسؤولين ، عجباً لأمرنا لدينا مدراء ومسؤولين للمياه وليس لدينا مياه ، ما اغربنا !!! وهل حقاً ان الامر بهذا الشكل ، أم أن هناك خلل في توزيع المياه على المناطق بشكل طبيعي منتظم !!! وان كانوا حقاً صادقين فلماذا لا يتم الاعلان عن مواعيد محددة لتوزيع المياه !!! ولماذا تجد المياه تباع وتشتري عبر سيارات نقل المياة بينما لا يجد المواطن الذي يقوم بتسديد كافة التزاماته الشهرية ويدفع الضرائب المفروضة على المياه ورسوم الاشتراك الشهري للمياة المفقودة .
 
ان هذه القضية حتى اليوم لم تجد اي صدى حقيقي يوقف هذا التدهور وهذا الانقطاع الطويل في مياه الشرب وليكن معلوماً اننا الشعب الوحيد الذي لا يزال يعاني من مثل هذه المشاكل ، فنحن لا نطلب ان نرى البحر ونشتم نسيم هوائة ، ولا نطلب شلالات تقينا حر الشمس ، نحن فقط نريد مياه للشرب ، فهل من مجيب
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق