عشق البرازيل وجنون الفوضى بقلم زايد خنيفس
2010-06-24 11:22:46

شخصيًا من المؤيدين والمشجعين للفرق الرياضية التي تقدم على ارض الملعب الأخضر وبكل خطوطه وألوانه ألعابا رياضية شيقة.. ولا أخفي بأني من المؤيدين لفريق البرازيل ولربما في تأيدي هذا انحيازا تاريخيًا بل تقليديًا لا اعرف كما لا يعرف ملايين الأطفال والفتية في العالم لماذا يعشقون وبصورة تلقائية وعفوية هذا الفريق صاحب القميص الأصفر حيث حاولت كل هذه الفترة البحث عن سبب عشق الناس وتولعهم بهذا الفريق وهل هي محطة تسافر من جيل إلى جيل أم لان هؤلاء السمر في غالبيتهم من دولة فقيرة كحالة العرب أم لان الكرة تعشق أرجل لاعبيها فتراها تداعبهم وكأنها جزء من جسدهم الأسمر.. وفي كل هذه الحالات ونحن على أعتاب المرحلة الثانية من تصفيات المونديال لتبقى في الساحة ستة عشر فريقا يتنافسون فيما بينهم للوصول للقمة لتلمس عيونهم الكأس الذهبي وفي لحظات رائعة تحلق فوق قلوب عشاق كرة القدم.

جنون البرازيل والعشق لهذا الفريق قد يصل في البعض منا وفي مجتمعنا العربي خاصة وما نشاهده بأم عيننا عند بداية وانتهاء مباريات تشارك فيها البرازيل فقبل النتيجة ينتفض العديد من شبابنا وصغارنا نحو الشوارع الرئيسية واثقين بالنصر حاملين الأعلام الخضراء وفي وسطها كرة قدم مشكلين بتصرفهم خطرا على حياتهم وحركة السير ومع بداية المباراة وعند أول هدف في شباك الخصم تنطلق إلى السماء المفرقعات وأحيانا الطلقات النارية الحية حيث لا يبقى المنظر هكذا ليبدأ المشوار مع انتهاء الشوط الثاني ليعلن فوز البرازيل لينتقل المشهد إلى منظرا فوضويا يبدأ باستعراض عشرات بل مئات السيارات وهي تجوب شوارع وأحياء المدينة يخرج من كل شباك سيارة طفل وبيده علمًا يرفرف به في الهواء لا يعرف هذا الطفل ساعة سقوطه وقد أخرج نصف جسده من شباك السيارة المنطلقة لا تعرف ساعة الكارثة لينتقل المشهد لسيارة مكشوفة اعتلاها أكثر من عشرة شبان وهم يصرخون بأعلى أصواتهم مخترقين جدار الصوت ثم تسمع الزمامير التي لو عرفت مصانع إنتاجها لطالبتهم بتغيير صوتها خاصة عندما تخترق أصواتها المزعجة بيوت الناس حيث لا يعرف من ينفخ في هذه الزمامير بان هناك أطفال ينامون في هذه الساعات بل هناك أناس لا تربطهم في المونديال أي رابطة ويكون المشهد الآخر عندما تشاهد الدراجات النارية وهي تقوم بحركاتها الجنونية في الشوارع الرئيسية لتشكل آلة موت على المحتفلين وعلى الأشخاص العاديين وكانت قمة هذا المشهد حدوث احتكاك في أحد أحياء شفاعمرو بل "طوشة" بين الأنصار والمعارضين وإذا سألت عن السبب فلا يصلك الجواب مباشرةً فالكل في معمعة جنون البرازيل.

في كل هذه المشاهد لا بد أن يلتفت الواحد منا لنفسه ليبدأ من عائلته فيسأل إلى أين نحن سائرون وهل الروح الرياضية المتدفقة من أحاسيسنا الصادقة تسمح لنا بهذه الفوضى والتي سيكون آخرها مصيبة وكارثة لا تحمد عواقبها..فما أجمل أن ندق الأجراس من الآن.. وما أجمل أن تكون الفرحة في حلقات بيتية وحلقات صداقة وزمالة ومن قال بأن الشارع هو ملكي ومن قال بأن الساحات سجلت بأسماء أصحاب الفوضى.. ومن قال بأننا ننتظر محطة الأحزان الآتية "لعيون البرازيل" وهل تنقصنا أحزان في ظل اتساع دائرة العنف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق