نظرة في سر وجود إسرائيل ومجيء المسيح المنتظر!!!
2010-06-04 15:59:22
بقلم منير فرّو
إن سرّ وجود دولة إسرائيل مرتبط بعلامات الآخرة، ومتعلقةبعودة المسيح -ع -الموعود بقدومه جميع الأمم، والمسمى عندهم بأسماء كثيرة ، فعندالزرادشتيين الشاه بهرام، وعند البوذيين بوذا الخامس ، وعند اليهود رب الجنود، وعندالمسيحيين الأب السماوي والمخلص والمنقذ،  وعند المسلمين السنة عيسى ابن مريم –ع-الذي بظهوره يقتل المسيخ الأعور الدجال مدّعي الإمامة والإلوهية ويكسر الصليب ( لايعود هناك آلام ) ويقتل الخنزير ويضع الجزية وعند الشيعة الاثناعشرية الجعفريةالمهدي المنتظر والقائم وصاحب الزمان. 
 قال تعالى في القران :"وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنواالأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا "، فوجود إسرائيل وفقا وتوافقا لما جاءفي جميع الديانات التوراة والإنجيل والقرآن هي أمر رباني لا يتزحزح، ولأن أرضإسرائيل سميت بأرض الميعاد، ويوم الميعاد هو يوم الآخرة، وهو من العودة يعني عودةبني إسرائيل إلى أرض إسرائيل، وهي أرض كنعان ، أرض سيدنا يعقوب أبو الأسباطالاثناعشر، والذي هو اسمه إسرائيل  بن إسحاق بن إبراهيم أبوالأنبياء، 
 فعودة اليهود في آخر الزمان إلى أرض آبائهم هي حتمية لابد من حدوثها، وارتبط حدوثها بمجيء المسيح المنتظر لدى الشعوب مهما طال شتاتهم فيأنحاء المعمورة ، فاليهود بموجب التوراة يعتقدون بالعقيدة الألفية، ومعناه على كلرأس كل ألف "لا بد أن يشهد العالم أحداثا كبرى ، وستظل تتابع حتى يجيء الألف الأخيرالذي يأتي بصحبته "الملك الألفي " الذي يحكم العالم كله بعد فترة من الاضطراباتوالحروب والفتن ، لأن المسيح حسب اعتقاد اليهود يأتي فبل يوم السبت أي قبل يومالسابع الذي هو الألف السابعة والمسيح اليهودي هذا ستكون مهمته العالمية خلاص الشعب (اليهودي ) وحكم العالم بشريعة صهيون ، ويكون هذا المسيح من نسل داوود، ويكون خروجهقبل قيام الساعة، أي قبل الأيام الأخيرة للعالم ، وعند خروجه سيحارب أعداء إسرائيل،ويتخذ القدس عاصمة لمملكته، ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية، ويحكمبالشريعتين المكتوبة والشفوية يعني التوراة والتلمود،  وبعودته هذه يكون بدايةالفردوس الأرضي والذي سيدوم ألف سنة ، 
أما الاعتقاد المسيحي وبالرغم من معاداتهم لليهود بحجة أنهمقتلة السيد المسيح وتلامذته، إلا أن ظهور حركة الإصلاح الديني في أوروبا والذي دعاإليه مارتن لوثر في القرن السادس عشر الميلادي غيّر المفهوم المسيحي البروتستانتي،وجعله في مواجهة مع البابوية الكاثوليكية التي كانت تبيع صكوك الغفران ، فقد دعالوثر المسيحيين إلى تعظيم وإجلال اليهود وذلك بقوله : "شاءت الروح القدس أن تنزل كلأسفار الكتاب المقدس للعالم عن طريق اليهود وحدهم ، إنهم الأطفال ونحن الضيوفالغرباء ، وأيضا إن إعادة اليهود إلى أرض فلسطين هو تحقيق للنبوءات الواردة فيالكتاب المقدس تمهيدا لعودة المسيح إلى الأرض "، ومن هنا بدأ ظهور الحركاتالصهيونية المسيحية وأعاد المسيحيون النظر في معتقداتهم وتفسيراتهم للكتاب المقدس،واستنتجوا أن الشعب اليهودي هم: " شعب الله المختار وهم القديسيون فمن يباركهميباركه الرب، ومن يلعنهم يلعنه الرب "، فانتشر هذا المعتقد في شمال أوروبا، وانتقلإلى العالم الجديد (أمريكا)، وتحول الاعتقاد البروتستانتي بالإحياء القومي لليهود،وقيام مملكة إسرائيل قبل المجيء الثاني للمسيح إلى حركة سياسية "مسيحية صهيونية "،وتسبق الحركة اليهودية الصهيونية في الدعوة لإقامة وطن لليهود في ارض فلسطين هي فينظرهم مملكة الرب على أرض إسرائيل، 
 وهكذا ومنذ منتصف العام 1600 م بدأت الحركة البروتستنتيةدعوة اليهود إلى مغادرة أوروبا والعودة إلى فلسطين لإقامة مملكة الله والدعوة إلىتهويد فلسطين تمهيدا لعودة المسيح ومن هنا رفع اللورد أنطوني أشلي كوبر الإصلاحيالانكليزي الشهير(1839) شعارا تبناه  الصهاينة المسيحيون من بعده وهو " أن فلسطينأرض بلا شعب لشعب بلا أرض " ،لذلك قال اللورد أنطوني كوبر: " إن اليهود رغم أنهمغلاظ القلب وغارقون في المعصية وينكرون اللاهوت فأنهم ضروريون بالنسبة للأملالمسيحي في الخلاص " وعليه يجب مساعدتهم على إقامة دولتهم في أرض فلسطين،   ومن هناشهدت السياسة الأمريكية ما أصبح يسمى " حزب الله " أي تحالف اليمين الايفانجيليوالجمهوري ، وصعود "اليهو- المسيحي" وهو تماثل القيم اليهودية والمسيحية، والتيترجمت إلى التوافق الإسرائيلي الأميركي والذي يفرض على كل مرشح للرئاسة الأمريكيةأن يحلف اليمين الدستوري على التوراة والإنجيل في خدمة إسرائيل وشعبهاالمختار، 
هكذا أصبحت التوراة العهد القديم والإنجيل العهد الجديدجزءا من الإيمان البروتستانتي، وأن عودة اليهود إلى فلسطين بات عصب العقيدةالبروتستانتية المبنية على النبوءات التوراتية، لذلك جاء إنشاء إسرائيل على أرضفلسطين تحصيلا للنبوءات التوراتية والذي تم فعليا بعد وعد بلفور عام 1917، وإن هذهالدولة العبرية ستظل تلعب دورا هاما ومركزيا في مخطط السماءوالأرض، 
لذلك قال القس "بات روبرتسون " : " إن إعادة مولد إسرائيل هي الإشارة الوحيدة إلى أن العدالتنازلي لنهاية الكون قد بدأ، وأن بقية نبوءات الكتاب المقدس أخذت تتحقق بسرعة معمولد إسرائيل "، وكان بن غوريون رئيس حكومة إسرائيل الأول قد قال: " نحن مدينونبنجاحنا في إقامة دولة إسرائيل بـ 97.5% للسياسة المسيحية التوراتية ، وبـ 2.5 %للحرب والجيش " ، وقال بنيامين نتنياهو : " لقد كان هناك شوق قديم في تقاليدنااليهودية للعودة إلى أرض إسرائيل ، وهذا الحلم الذي يراودنا منذ 2000 سنة تحقق منخلال المسيحيين الصهيونيين "، وقد قالت الباحثة الأميركية في كتابها " النبوءةوالسياسة " جريس هالسل : " إن اليمين المسيحي كان مستعدا، بل راغبا بكل قوة فيإشعال حرب نووية من أجل إسرائيل تحقيقا للنبوءات التوراتية "، 
و قال المستشار الأميركي السابق للأمن القومي " بريجنسكي ": " إن على العرب أن يفهموا أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تكونمتوازية مع العلاقات العربية، لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية  علاقات مبنيةعلى التراث التاريخي والروحي "، وأيضا يقول المنصّر الأمريكي " فالويل " زعيمالأصوليين : " أنه يتمنى أن تأخذ إسرائيل أراضي جديدة كالعراق وسوريا وتركياوالسعودية ومصر والسودان وكل أراضي لبنان والأردن والكويت لأنها أصلا للأمةاليهودية ،وأن الله قد بارك أمريكا لأنها تعاونت مع الله في حماية شعب غال عليه "، 
 
وإذا عدنا إلى الوراء حيث قال مكتشف العالم الجديد "أمريكا " كريستوفر كولومبوس للملكة إيزابيلا: " إنه سوف يستخدم الذهب الذي يجده في العالمالجديد في إعادة بناء المعبد لكي تكون أورشليم مركز العالم "، أيضا جاءت حملةنابليون بونابرت تحت شعار إعادة بناء ما أسماه " مجد اليهود الضائع  في القدس "بالرغم من أن نابليون كان يكره اليهود لكونه كاثوليكيا ولكنه كان صهيوني الفكر ومنأجل تبرير موقفه في احتلال الشرق ،  لذلك جميع القوى المسيحية ذات العقيدةالبروتستانتية تجمعت في مفهوم إعادة اليهود إلى أرض إسرائيل بهدف الإسراع بما يسمىبالخلاص المسيحي، وهو ما يعني عودة المسيح الثاني، ولكن هذا حجة، لان الهدف الحقيقيهو مادي، يبغون من وراءه احتلال الشرق، ثم العالم باسم اليهود، وذلك عن طريق قتلثلثي شعوب العالم لينعموا بحكم العالم وثرواته لوحدهم، ومن أجل مجيئه يجب تحقيقثلاثة أشياء  : 
 الأول يجب أن تصبح إسرائيل دولة يهودية، خالية منالاممين الغير يهود "الغوييم"، وحتى يجب إخراج المسيحيين ( وكم مرة طالب الارشمندحنا عطالله بعدم مهاجرة المسيحيين البلاد وأيضا نرى هجرة المسيحيين في العراق لهذاالسبب )،  
 والثاني يجب أن تكون القدس عاصمة يهودية موحدة بشقيهاالغربي والشرقي،  والثالث يجب أن يعاد بناء الهيكل مكان مسجدالأقصى،  فالأول والثاني نوعا ما قد تحققا وبقي توسيع إسرائيل منالفرات حتى النيل لتصبح "إسرائيل الكبرى"، وبقي الثالث وهو بناء الهيكل مكان قبةالصخرة ومسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين عند المسلمين، وهو الذي أسرى إليهالرسول محمد صلعم في ليلة واحدة من بيت الله الحرام في مكة وعرّج إلى السماءالسابعة، وهذا هو سبب الصراع العربي الإسلامي اليهودي المسيحي، وسبب الحروبالدامية، والتي لا ولن يمكن أن يكون  لهذه الأزمة حلا، لأنه لا وجود لدولة فلسطينإلى جانب إسرائيل بالرغم من كل الوعودات الدولية، بل فلسطين ستبقى حبرا على ورق،ولا مجال أيضا للسلام بين إسرائيل والدول العربية، لأنها سوف تكون الحرب الأخيرة،وهو ما تسمية التوراة والإنجيل بحرب " هارمجدون "،وعند المسلمين معركة المجد أوالملحمة الكبرى أو العظمى،  ومجدون واد في مرج إبن عامر يبعد 55 ميلا عن شمال تلأبيب و20 ميلا جنوب شرق حيفا و15 ميلا من شاطيء البحر المتوسط، وهذه الحرب تعني غضبالرب وسوف تدور رحاها على القدس المقدسة لدى جميع الأديان، والتي هي إشارة لقربالمسيح أو المهدي المنتظر، لقول المسيح في الإنجيل :" فعندما ترون رجاسة الخرابالتي قيل عنها بلسان دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ( يعنى أورشليم القدس )،ليفهم القاريء عندئذ ليهرب الذين في منطقة اليهودية ( يهودا والسامرة) الى الجبال(يعني جبل الشيخ )"، وهي في المنظور الصهيو المسيحي مجزرة بشرية هائلة، وفسرت اليومأيضا بحرب نووية يباد فيها معظم البشرية، وهي حرب يأجوج ومأجوج ، وتقع بين معسكرين معسكر الشر الممثل بالشيطان الذي هو الدجال وجنوده ، ومعسكر الخير الممثل بالمسيحوأتباعه من الملائكة التي سترافق عودته، وتعاونهمأميركا، 
 لذلك هم يبنون على تحقيق هذه النبوءة بتطبيقها على ارضالواقع، مستعملين جميع الدلالات المذكورة، حتى ولو كلفهم المال الوفير، وافتعالالحروب والفتن، وصناعة الشخصيات في كل دولة، كل هذا لتخدم فكرتهم ظنا منهم أنهميعجلون في عودة المسيح الثانية، وكأن المسيح ينتظر منهم شارات المرور، وأنهم من سوفيقف إلى جانب المسيح ضد أعداءه الذين هم حزب الدجال، يعني في نظرهم الصين والروسوالدول الإسلامية ,
 وفي النهاية ينتصر المسيح وأعوانه على الشيطان، ويتم أسره وسجنه، لذلك تغنى رؤساءأمريكا  بقرب هذه الحرب وأبرزهم رونالد ريغان،وقد تابع جورج دبليوبوش في تحقيق هذا المشروع الإلهي، وجهز العدة لشن حرب إبادة على الشرق لا هوادةفيها، ستدخلها روسيا والصين وإيران ودول كثيرة، وفيها تستعمل أسلحة متطورة تفوقعقولنا، ومنها لم يستعمل مثلها حتى ألان، كأسلحة إشعاعية والمحكّمة، هذا عدا عنالنووي والذري والاعصابي والهيدروجيني والأنواع كثيرة، مما يسبب الدمار الشامل علىالإنسان والبيئة، وما من شك أن أحداث غزة هي الضوء الأخضر الذي أعطاه بوش لإسرائيلعند زيارته للمنطقة بعد مؤتمر أنا بوليس للسلام في بدء هذه الحرب، التي سوف تشملسوريا ولبنان والأردن ومصر وإيران لتصطدم مع روسيا والصين، وما تهديد روسياباستعمال النووي إذا مس الهجوم الأمريكي لإيران أمنها إلا إغراق المنطقة بحرب نووية،  
فشرقنا سوف تحل عليه لعنة لم يسبق لها مثيل لأنها سوف تكونعبارة عن مخاض الذي هو ألم ولادة لولادة عالم أخر عالم ملائكي،  فنحن قادمون علىمحنة عالمية تكون فيها نهاية العالم، حيث يكثر فيها الجوع والخوف ونقص الأموالوغلاء الأسعار والموت والقتل والدمار، وفيها سوف تتغيّر قوانين هذا العالم، لان هذهالحرب الخطيرة سوف تجعل جند السماء تتدخل بإذن الله، لتعلن انتهاء الدنيا وابتداءالآخرة، ليحاسب الله جميع الخلق على الأعمال التي ارتكبوها ،وعندها تكون الساعةالتي وعد الله خلقه فيها في كل الديانات، وذلك لعلو الباطل على الحق حتى يعود الحقليخمده، 
لذلك المسيح لن يأتي إلا بعد خروج الدجال، والدجال لن يأتي إلا بعد عودة اليهود إلى القدس، وهدمهم الأقصى، وبنائهم الهيكل، وذبحهم البقرة الحمراء التي تنزل من السماء، وعندها على اليهود أن يتحولوا إلى الدين المسيحي قسرا وإلا الموت الحتمي ينتظرهم،وتعيش إسرائيل وشعبها إلى الأبد تحت ملكوت السيد والمعلم  المسيح الملك الأوحد،والذي هو منتظر عند كل الأمم، والذي لا بد له من شعب يختاره؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق