شفاعمرو تبقى" منديالنا" على سطوح قلوبنا
2010-05-21 15:18:34

بقلم : زايد خنيفس

في الأشهر الأخيرة شهدت مدينة شفاعمرو فعاليات ونشاطات مباركة بادرت لها العديد من الجمعيات، والمؤسسات  الثقافية والجماهيرية والتربوية والبلدية ميز هذه النشاطات المشاركة المتفاوتة من مكان إلى أخر من قبل الجمهور الشفاعمري ومن هذا الباب كان لا بد من تسجيل بعض الملاحظات وتصويبها في خانة النقد البناء والهادف إلى تصليح الأخطاء ولكن ما يلفت النظر من قبل بعض الأخوة في هذا الموضوع هو الانتقاد الجارح والذي يصل أحيانا إلى التجريح الشخصي ليبقى السؤال المطروح هل المشكلة هي في الجمهور الشفاعمري وتركيبته ونسيجه الاجتماعي أم إن المشكلة تنصب في المبادرين لهذه النشاطات المختلفة.. وفي محاولة لوضع النقاط على الحروف يظهر بان البعض ذهب في تقييم نجاح أي فعالية أو مشروع من باب فحص عدد الأشخاص المشاركين في هذا النشاط وتناسى أن يفحص  جواهر الأشياء وبرامج هذا المشروع  والاستفادة التي تمخضت من هذا العمل.. وللأسف  وعندما كانت هناك مبادرة لمسابقة اكبر صحن" تبولة" ذهب بعض الزملاء إلى انتقاد هذه الفعالية في وقت كانت شفاعمرو تمر بأحداث مؤسفة تتوق فيها الوجوه للتلاقي ولو على صحن تبولة وان الحضور الذي قدر في المئات في هذه المناسبة كان اكبر برهان بان الجمهور يعرف أحيانا اختيار الأشياء دون ان ينتظر قلما تائها هنا وقلما تائها هناك.. وعندما بادرت الأخوات في جمعية التواصل من نساء المدينة وبعد ان دقت أجراس قلوبهم خوفا على بلدهم وقاموا بنشاطات مباركة وبحضور العشرات من نساء المدينة فان البعض وللأسف الشديد ذهب لإحصاء الأرقام والأسماء ونسى جواهر الأشياء.. وعندما توالت النشاطات الثقافية واختيار "الام المثالية" بحضور المئات من نساء المدينة في قاعة البلدية وقاعة سمير أميس فان هذا العمل توج وللمرة الأولى بانتخاب مجلس نسائي يمثل نسيج شفاعمرو التاريخي واذا نسيت فعاليات ومشاريع بادرت لها المدارس المختلفة في المدينة في التسامح بين الأديان واللقاءات الرياضية فقد توج المهرجان الدولي "للتمثيل الصامت" قمة الإبداع والذي جاء ليعبر عن إمكانيات أبناءنا وقدرتهم على التساوي مع إبداعات الشعوب المتحضرة فقد ذهب البعض وعبر أقلامهم التائهة في فحص إحصائيات ونسب الحضور ونسي هؤلاء الزملاء تصوير زوايا أخرى في عدسات كاميراتهم ليروا فيها الممثل والفنان سعيد سلامة ويروا في عدسة أخرى لصحفي ناشئ  صورة "حناجر البعث" وهي تصدح على مسارح أوروبا والقدس المغتصبة ومسرح راهبات الناصرة وفي دائرة عدسة التصوير المكبرة كانت هناك صور  لا يراها البعض أحيانا لأنهم فقدوا البصر بل فقدوا البصيرة.. فلكل مشروع جمهوره ولا ذنب في غالب ألأحيان لصاحب الفكرة وصاحب الحلم.. وعندما شاهدت فرقه "القلعة" للرقص الشعبي وفراشاتها وهي تطير فوق مسرح البلدة تأثرت كثيرا وآنا أرى حركاتهم تطير فوق قلبي وقلوب الذين حفروا قلعتهم وسط المدينة .. صورة هنا وصورة هناك "دوار مئوية" عانقته أسماء الشهداء بكل الألوان .. وصوره الموسيقار تيسير الياس باقية في عدسة المصور كبيرة حجمها وفي امتداد  البلاد .. الأعمال الثقافية والإبداعية لا تقاس في غالب الأحيان بعدد الكراسي المحجوزة أو المقاعد الفارغة أو ازدحام القاعات بعدد بل إنها تقاس في قيمتها وكيفها ورسالتها في نقلنا من موضع اللا شيء  إلى شيء ومن موضع حجارة الوادي إلى قمة النبع ومن ألبقائي في الحضيض والنهوض إلى قمة الشراع .. صورة الأشبال وهي تسير في مسيرة التمثيل الصامت من منطقة "العين" وهي رافعة أعلامها بكل الألوان كانت بالنسبة لي الصورة الحقيقية لقلب المدينة تذوب عند جبينهم كل الأشياء الصغيرة لان شفاعمرو تبقى "منديالنا" الباقي فوق سطوح قلوبنا والباقية تأتي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق