ألا يهمّك أن يكون هذا اقتحاما للخصوصيات ؟ " أكثر ما يهمني أن أخرج يوم السبت"
28/01/2018 - 07:49:11 pm

ألا يهمّك أن يكون هذا اقتحاما للخصوصيات ؟ " أكثر ما يهمني أن أخرج يوم السبت"

ألاف الجنود يزيدون عدد اقتحامات البيوت أسبوعيا، ويزيدون تخويف الأطفال وإذلال المسنّين، ولا نعلم أنها دخلت أجوافنا

عميرا  هس
هآرتس 2018/1/28                                          ترجمة: أمين خير الدين

  قامت قوّاتنا ب – 23 اقتحاما في الأحياء الفلسطينية في الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقيّة)، وذلك كلّه في ليلة أل- 23 من يناير / كانون الثاني فقط. في الليلة السابقة لليلة أل 23 يناير أُرْسِل جنودنا للقيام ب- 24 عملية اقتحام. وفي ليلة أل-21 يناير، يوم الأحد، سُجّلَت 19 عملية اقتحام فقط. في الليلة بين يومي السبت والأحد  - 22 عملية اقتحام. هذا ما تورده  الخًلاصات اليومية الأخيرة التي ينشرها قسم المفاوضات التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالاعتماد على تقارير أجهزة الأمن الفلسطينية. هناك أيضا بنود  في التقارير اليومية، تبيّن روتين  إدارة الأبرتهايد الذي أوجد  ويقوم بصيانة الاستعمار اليهودي: توقيف، عرقلة، حواجز متنقّلة،  اعتداءات بالسلاح، عنف مستوطنين، هدم بيوت، مصادرة أملاك. آلاف الجنود أسبوعيّا، من لحمنا ودمنا، يعززون هذه الإحصائيّات، ولا نعرف أنها منّا.  

   هذه الاقتحامات أمر روتيني، إذا لم يكن جرحى أو قتلى، حتى الإعلام الفلسطيني لا يقابل أصحاب البيوت التي اقتحمها جنودنا: المسنّون الذين لا يستطيعون النزول عن أسرّتهم، الأولاد المرعوبون، النساء اللواتي بصعوبة خرجن من غرف النوم. ما هو الهدف من هذه الاقتحامات؟ التوقيف، التخويف، توزيع استدعاءات لمقابلات مع المخابرات [ الشاباك]، التفتيش. وكما يشرح لنا أعضاء جمعية "يكسرون الصمت" في نشرتهم الجديدة "لماذا كسرت الصمت" – إن الهدف من توالي الاقتحامات الروتينية هذه "تخطيط خرائط".

   عريف أوّل [ بالعبرية -سمال ريشون - المترحم] من كتيبة 50 من الناحل  يشهد عل عملية التخطيط التي قام بها في الخليل سنة 2010: "الهدف من التخطيط أن تختار بيتا وأن تخططه من الداخل. عدد الغرف، أيّة غرفة تطلّ على ....مع كل البيانات التقنيّة للبيت. والهدف النهائي هو الاطلاع على كيف تبدو المنطقة الفلسطينيّة في المدينة من داخل البيوت، ولهدف آخر بعد ذلك، إذا كانت ثمّة حاجة في المستقبل للتغييب (إقامة كمائن داخل البيت) أو ما شابه، كي نوفر فرصة احتمال القيام بذلك. لقد  قمنا بالكثير من عمليات التخطيط. وهذا ما يحدث كثيرا".

    هل كان التخطيط هدفا للهجوم على منطقة جنين أوّل أمس (يوم الجمعة)؟ أو أن قوّاتنا لا زالت تبحث عن أحمد ناصر جرّار، المتّهم بقتل رزيئيل شيباح  من عمزرعة غلعاد، المستوطنة العسكرية الصغيرة التي حققت أخيرا غايتها وهي الآن في مرحلة تبييض وجودها؟  يعلن موقع وكالة الأنباء الفلسطينية "سما"، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي  قد اقتحمت مدينة جنين من كل جهاتها، وقامت بتفتيش البيوت. وكذلك الأمر في قرية اليامون في لواء جنين.لأي عدد من البيوت؟ لم تذكر. من غير الواضح فيما ذكرته وكالة "سما" إن كانت القوات الإسرائيلية قد أخرجت السكان من بيوتهم في منتصف الليل إلى البرد اللقارص وتحت المطر، أو أن حالة الطقس العاصف قد ذُكِرَت لأن الكاتب ملّ من الصيغة الروتينية التي يردّدها.  وأيضا في جنوب الضفة الغربية – في حيّ جبل جوهر في الخليل وفي مخيم العروب للاجئين –  هل اسْتُخْدِم جنودنا أبنا الأ 19 سنة لإرعاب الأطفال أبناء الثامنة  وإذلال الكبار.

  وعريف أول آخر، أيضا من كتيبة 50، يروي عن مساهمته في اقتحام روتيني سنة 2014: "كانت مهمتنا في إحدى الليالي (توزيع) بلاغات وتوقيف... مررنا بين قريتين. عندما وصلنا القرية الثانية حاولت أن أتذكّر ماذا جرى قبل نصف ساعة – ساعة في القرية الأولى، لم أذكر مَن أوقفتُ، ومَن أبلغته، وهذا أتعبني. الآن أفسدتُ لأربع عائلات ليلهم أو أسبوعهم، لكنني كيف لا أذكرُ الوجوه؟  في الحقيقة أنت تكبت ذلك، تكبت الحالة كلّها. وتلقي على نفسك قناعا، أنت تصبح الأكثر قسوة في العالم.’’ تصفا [عبرية]، جيش‘‘،  كنت أطرق الباب، وفجأة تقمصتُ الشخصية القاسية، وأنا لم أعُدْ أنا أبدا.

  فقط (تمنيت) أن ننصرف من هناك بسرعة. أتعرف، ننهي في السادسة صباحا، ونستيقظ في الثامنة، أي انك  تبقى مستيقظا حتى التوقيف المُقْبِل، والنتيجة أنك في الرابعة صباحا أنت معفوص، ويتضح أنك متعفص وأنت  تقف داخل بيت لشخص  وتصوِّب السلاح، ومع ذلك لا تتذكر الأشياء، أكثر ما تتمناه أن تنصرف من هناك ولذلك تقوم بما عليك أن تفعله بأقصى سرعة. تدخل في الثالثة  صباحا (بيت) عائلة فلسطينية  وتتكلم  بلغة عربية مُعفِّنة كلغتي العربية، هم في اللحقيقة لا يعرفون اللغة العربية  - هؤلاء المحققون . أيّة سخرية تبدو عندما يدخل جندي ما البيت، ويبدأ بتهديدك بلغة عربيّة رديئة، لكن بما أن لديه القوّة إذن لا بأس بذلك. هو (فلسطيني) تماما ومعك التعليمات إذن يدك هي الغالبة".

عريف أول من سلاح الهندسة، خلال التفتيش عن "شخص" في سنة 2002، هو أيضا وجد طريقا ليكبت: "تبدأ بالدخول البيوت، ليس لديك ما تقوله.أذكر أن كبتي كان  في أنها حملة أنتروبولوجية، نرى البيوت من الداخل. كان ذلك يوم جمعة ليلا، يوم عطلة عندهم، كل العائلات ببيوتها. يشاهدون التلفزيون بواسطة أقمارهم الصناعيّة. تأتي إليهم في قلب حياتهم، من أيّ مكان، تقتحم بيوتهم، غرف نومهم".

سؤال: ألا يعنيك أن هذا اقتحام للخصوصيّات؟

الجواب: "أكثر ما يعنيني  أن أخرج يوم السبت".

2018/1/28

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق