ألارض والمسكن – بقلم الدكتور محمد حسن ألشغري – كفرياسيف
14/09/2017 - 04:54:26 pm

بادئ ذي بدء أعان الله المنكوبين في أمريكا وما حلَ بهم من مآسي لا يستطيع ألانسان ان يتحملها لوحده وهوبحاجة الى دعم ومساعدة من أي كان لان الاعصار أمر رهيب جدا وما دمره أشياء وأمور لا يمكن وصفها ولا باي شكل من الاشكال،ملايين من بني البشر باتوا دون مأوى وتهدمت بيوتهم وأماكن سكناهم  مهما كانت غالية الثمن ام رخيصة،قصر ام غرفة آوتهم وحفظتهم من البرد في الشتاء والحر في الصيف ناهيك عن الممتلكات والاثاث ومحتويات البيوت والمركبات  والحاجيات ألاخرى وان ما يوجد داخل هذه البيوت من محتويات لا يمكن وصفها وفقط صاحبها هو الذي يعرف ذلك .الآن بعد ان هدأت العاصفة والهوريكان والمياه تراجعت تدريجيا عن البيوت والتي لا يستطيع احد ان يثَمن أو يخمَن هذه الاضرار ومن الذي سيتحمل المصاريف لاعادة عملية الترميم والإصلاح لما هدَم؟!!من المفروض ان المسؤول الأول هي الدولة ممثلة بالرئيس الأمريكي ترامب والذي من المفروض أن يبذل كل ما يستطيع من اجل إعادة الأمور الى ما كانت عليه،وبالطبع هو لا يستطيع ذلك ابدا مهما بذل من جهود،فالذي تهدَم لا يمكن اعادته بل يمكن الترميم والإصلاح،أما الخسائر الأخرى فهي على أنواع فالذي توفي جراء هذا الاعصار لا يمكن اعادته الى الحياة من جديد وليرحمه الله ويتوجب على الرئيس الأمريكي ان يبذل جميع الجهود لاعادة الاعمار والتعويض على المتضررين كما تقتضيه الظروف وعدم التفكير في كيفية وكمية التوفير المالي والمادي،لان هذه أرواح بشر وممتلكاتهم والتي من المستحيل ان تعود الى وعلى ما كانت عليه في الماضي،نشاركهم المأساة  ونتضامن معهم  قلبا وقالبا وعليهم الصبر والنفس الطويل،لان الوعود جميعها على الغالب تتبخر في الهواء الطلق،والغريب ان الحكومة الإسرائيلية لم تعرض خدماتها وتساعد أو تسهم في عملية الاعمار والترميم،أو ربما عرضت ولم نعلم بذلك؟؟!!ونقول بان ترامب ربما "ما بتشاطر الا على خالته امراة ابو"وعلى رجال الاعلام والصحفيين(فيك نيوز) هنا الاختبار يا ترامب لننتظر ونرى !!!!!.

هذا الأسبوع  في الثالث عشر من  شهر أيلول بادر المركز العربي للتخطيط البديل برئيسه الدكتور حنا سويد عضو البرلمان سابقا بعقد المؤتمر في مدينة الناصره قلب الجليل حول"مناطق الإسكان مساحات الأراضي لدى العرب واليهود هدم البيوت خاصة في النقب"ومواضيع أخرى،ربما كنا نتوقع ان يكون اقبالا اكثر على مثل هذه المؤتمرات ومشاركة أوسع وحبذا لو حضره ممثلون لهم تاثير في الحكومة وأعضاء كنيست من كتل مختلفة،لأننا نريد اكبر عدد ممكن منهم لدعمنا في احقاق حقوقنا المهضومة والمميز ضدنا في شتى النواحي والميادين فنحن دائما نصنَف درجة؟ب أو ج او لا تصنيف لنا نحن في نظر الغالبية ربما رعايا؟ فشروا نحن ألاصليون وفقط ألاصليون منزرعون ومنغرسون كشجرة الزيتون ألالفية والتي جذورها ممتدة الى أعمق ألاعماق ولا يمكن زحزحتها أو النيل منها،هكذا نحن المواطنون العرب الفلسطينيون سكان هذه البلاد الاصليون لا نتنازل عن حقوقنا ولا لاي كان.

البحث والنقاش والمقترحات هامة وهامة جدا ولا ننسى اننا كعرب نملك فقط نحو%5 من مجموع الأراضي في هذه البلاد والتي تمَت مصادرة كميات رهيبة منها  بشتى الحجج والقوانين المختلفة والتي هدفها الأول وألاخير سلبنا أراضينا واصبحنا لا نملك ارض الآباء والاجداد فتارة قانون الحاضر غائب وأخرى قوانين ما انزل الله بها من سلطان،فقط للسلب والتشليح والتضييق علينا بحيث اصبحنا لا نملك الا النزر اليسير من الدونمات لأننا اضحينا"لا بنرحمك ولا نخلَي مين يرحمك ولا بخلَي رحمة ربنا تنزل عليك"المنازل والمساكن تبنى لليهود وكذا كل من يريد شراء دار من المجتمع العربي،فتارة بانها فقط لليهود وهنالك لجان  للبحث في سكن"الغرباء"العرب وهنالك قروض لليهود كبيرة وربما تفي بالمطلوب لليهود،وأخرى للعرب حيث القروض لا تفي بالمطلوب ولولا وجود الاهل للمساعدة ان استطاعوا لكان من المستحيل على أي شراء دار ويحاولون شراء دور في كرميئيل،ترشيحا-معلوت،عكا والناصره وأماكن أخرى،وبعد شراء هذه المساكن يصبحوا من سكان هذه المدن ولهم تاثير كبير في البلدة خاصة في الانتخابات المحلية.

مما لا شك فيه هنالك أهمية للجان التي عينتها وزارة الداخلية لتوسيع مسطح كل بلدة وقرية،لكن هذه اللجان على الغالب لم تباشر عملها بصورة جدية ويجب أن تضم بين صفوفها اشخاص مهنيين وغيرهم من الضالعين بالامر وبالتخطيط والبناء لحل ازمة الإسكان في المجتمع العربي ووقف البناء العشوائي الاضطراري للحصول على مأوى وعدم البناء دون الحصول أولا على التراخيص المناسبة والضرورية لكي لا يتعرض البيت المقام لإجراءات الهدم،وكلما ازدادت رقعة البناء قلت المشاكل وان توفَرت الأرض فانه بالإمكان حل مشاكل السكن أو التخفيف من حدتها ووقعها على المواطنين العرب وتزيد من عدد المساكن المقترحة للازواج الشابة ولغيرهم من المحتاجين ناهيك عن أن الدولة لا تخصص الأرض للبناء لنا كعرب مثلنا مثل غيرنا من مواطني هذه الدولة،قسائم البناء الي تخصصها الحكومة لليهود ولا تخصصها للعرب وهذه الأراضي هي من المنهال أي أراض فلسطينية صادرتها الدولة لمصلحتها من الفلسطينيين الذين شردوا من وطنهم وطردوا من أراضيهم في عام النكبة قبل نحو سبعة عقود من الزمن،يتوجب على الوزارات ذات الشأن التخطيط المناسب للمواطن العربي أسوة باليهودي وتوفير المساحات والقسائم للازواج الشابة ولغيرهم وهذا يوفر الأموال على المحتاجين للمسكن والبيت والمأوى،ثم ان قضية الأراضي في النقب هي مطلب شرعي هم يتعرضون لشتى المخالفات والهدم غير المقبول متذرعون بالحجج بانها ليست بملكيتهم،اذا لمن؟لماذا هنالك أماكن ومخططات لليهود في النقب وليس للعرب!مثلا أماكن كثيرة بحاجة الى أن تكون للعرب واليهود في النقب الواسع باراضيه وام الحيران وغيرها من التي كلما تبنى تهدم وتبنى من جديد يريدون "إسكان" البدو على مزاجهم!؟المطلب توسيع مناطق النفوذ لسلطاتنا المحلية ورقعة البناء وتوفير الأراضي للصناعة من صغيرة وغيرها وللورش والتجارة وبناء المباني لأغراض الايجار والسكن والمكاتب وغير ذلك،ومشكور الدكتور سويد في هذه المبادرة ويتوجب على منتخبينا ان يعملوا مع غيرهم من اليهود،فالتعاون العربي اليهودي ضروري جدا ويجب ان يستمر ويزداد لمنع الاجحاف بحقنا والتمييز ضدنا ولنحقق حقوقنا والمنتخبون يتوجب عليهم الاهتمام أكثر وأكثر بالمواطن وقضاياه والتركيز على حلها والابتعاد عن المحسوبيات وشراء الذمم لان الانتخابات باتت على الأبواب!!فلنسعى الى تحقيق الامن ونبذ العنف والتعرض للنساء وتحقيق السلام والخير للجميع.            

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق