في الساعات والايام الاخيرة والتحليلات السياسية المحلية تشير الى اقتراب موعد تعيين الانتخابات البرلمانية لتتقلص مساحة امكانيات تنفيذ قوانين وقضايا هامة ملتهبة في القرى الدرزية ,خاصة قضايا المسكن للأزواج الشابة وايجاد قسائم البناء وتوسيع المسطحات والبناء وتطوير المرافق الاقتصادية واستيعاب القوى العاملة والمتعلمة من الاكاديميين وخريجي الجامعات ورفع تحصيل البجروت واقامة المشاريع التربوية والثقافية متعددة الاهداف.
وفي الساعات والايام الاخيرة واذا صحت التحاليل السياسية والاتصالات الحزبية والاستطلاعات على اختلاف معاهدها فان الطائفة الدرزية تكون في تقلص الايام التي تفصلنا عن موعد الفصل أي الانتخابات قد خسرت فرصة تاريخية ربما لا تعود في هذا الزمان بتمثيلها البرلماني كما هو الحال في هذه الايام ,واذا كنت قد منحت عنوانا لاحد المقالات السابقة " خمسة بعيون الشيطان" عندما وصل عدد اعضاء الكنيست الدروز هذا العدد فقد تخطينا هذا الرقم بعد اشهر وجيزة بعد ان اصبح عددهم ستة, وعلى الاقل اكثريتهم الساحقة  في الائتلاف الحكومي ,وكانوا بقوتهم وعددهم صنع الكثير  من اجل مجتمعهم.
نافذة الفرص لا تفتح كل يوم والحدث التاريخي لا يحدث كل يوم ,واذا كانت الاقدار قد شاءت ان افتح قبل اشهر خزانة والدي القديمة وهو الذي شغل على مدار فترتين عضو كنيست لأجد ستة الالاف ملف لمواطنين من ابناء الوطن الواحد, وعندما تبحر في هذه الملفات وقضايا الناس تجد هموم الفقراء والمحتاجين وكل من واجهتهم قضايا مصيرية, وتجد المراجعات والحلول فكان الاخلاص والمتابعة والضمير الحي عنوان من عرفوا ماذا تعني خدمة الناس.
نافذة الفرص ثمينة لمن يعرف قيمة الزمن, واذا كانت الاقدار الزمتني  ان افتح ملفات قديمة, لأجد بين السطور والصفحات البالية القديمة كيف تعاونت شخصيات الماضي من اجل مستقبل ابنائها, وكيف كانت الحكمة تخرج من عقول ومشاعر من عرفوا قراءة حاضرهم لإعداد مستقبل اجيال اتية واجيال على الطريق, ونافذة الفرص لا تعود في غالب الاحيان مرتين عندما تصبح في متناول يدنا لا نعرف قيمتها الا عندما تصبح في الذاكرة.
ستة اعضاء كنسيت دروز انجاز في الارقام والرواتب الدسمة, وستة اعضاء ذكرتني هذا الاسبوع وانا اجلس لدى صديق في حي الجنود المسرحين بمدينتي ,وعندما تذكرت وفي العودة  للماضي كيف تم بناء هذا الحي والذي اصبح من الاحياء الجميلة بأهله ,وعندما تحقق الحلم بوعد من النائب امل نصر الدين اطال الله عمره لنواب رئيس البلدية ليتحول المكان لبقعة خضراء وبصمة بيضاء.
نافذة الفرص تتقلص وتصغر المسافات في المضلعات, وستة اعضاء كنيست فرصة لم ترقى احرف احلامها في استقطاب الآراء وابتعادها في مسافات الخلافات الشخصية والحزبية والعائلية والكرمل والجليل, وبدل الابداع في سن القوانين من اجل رفاهية مجتمعاتنا وتقدمه, وبدل اعتصام نائب على باب وزارة من اجل انارة بيت في الكرمل ورخصة بناء في الجليل ,وبدل الغاء مخططات مصادرة اراضي المنصورة لمصالح الغاز واحتكارها واعلان نائب اضرابا عن الطعام على باب وزيره وحكومته الرشيدة نفذت الفرصة وتقلص الزمن ونافذته.   
لا احمل في مشاعري وتفكيري حقدا على اعضائنا الممثلين في سلطة سن القوانين وتشريعها , بل احمل ملامة وعتاب وهمسات باننا لم نكن بحجم مفترق الطريق نحو حياة افضل من اجل طائفة رسمت على اعلامها وبيرقها حفظ الاخوان وكرامتهم في زمن مخالب الحاقدين , ولا احمل حقدا على احد منكم لأنكم من صلبنا ونداء مظلوم في الكرمل والجليل ندائنا نحو واجب في رفعة جماعة افضالها على دولة لم تعرف رد الجميل.