إنّــهــا لــحــظــاتٌ قــلــيــلــةٌ تــمــرُّ عــلــى الــمــرءِ لا يــكْــفــيــه فــيــهــا شــعــوره بــالــخــجــلِ ، فــيــتــمــنّــى أنْ تــنْــشــقَّ الأرْضُ وتــبْــتــلِــعــه ، وهــذا تــمــامــاً مــا شــعــرْتُ بــه عــنْدمــا قــرأْتُ عــلــى أحــدِ الــمــواقــع ، ويــا لــيْــتــنــي لــمْ أقْــرأْ ، عــنْ زُمْــرةٍ سَــفَــلَــة مِــنْ دروز بــلــدي الــثــانــي (عــســفْــيــا) ألــخــارجــيــن عــنِ الــقــانــون ، الــذين يــقــومــون بــإبْــتــزاز أصْــحــاب الــمــحــلاّت الــتــجــاريــة الــتــابِــعــة لإخْــوانــنــا الــمــســيــحــيــيــن بــلا حــســيــبٍ ولا رقــيــب!!!. سُــرْعــان مــا أتَــتْ الــردود الــمُــسْــتــنْــكــرة لــهــذا الــعــمل الإجْــرامــي ، وسُــرْعــان مــا صُــعِــقْــتُ بــتــعْــقــيــبٍ مُــقــزّزٍ يــقــول : (لا بــأْس أنْ يــكــون الــمُــعْــتــدى عــلــيْــهــمْ مِــنْ مــســيــحــيــي عــســفْــيــا ، فــهــمْ يــسْــتــحــقّــون أكْــثــر مِــنْ هــذا !!!) فــي الــحــقــيــقــة كــان شــعــوري أصــعــب مِــنْ أنْ يــوصــف ، وحــاولْــتُ جــاهِــداً أنْ ألْــجُــمَ غــضــبــي تــجــاه صــوْت الــنــشــاز هــذا وتــجــاه هــؤلاء الــجُــبــنــاء الــذيــن يــقــومــون بــهــذه الأعْــمــال الــمُــخْــجِــلــة ، لــكــنّ كَــلِــمــات (مــعْــروف الــرصــافــي) الــعــالِــقــة فــي ذِهْــنــي ، خَــرَجَــتْ مِــنْ أعْــمــاقــي بــدون إسْــتِــئْــذان لــتــكــون الــردّ الــذي يــلــيــق بــمَــنْ أســمّــيــهــم صــعــالــيــك الــقــرْن الــواحــد والــعــشْــريــن : هِــيَ الأخْــلاقُ تَــنْــبُــتُ كــالــنّــبــاتِ إذا سُــقِــيَــتْ بــمــاءِ الــمَــكْــرُمــاتِ!! فــكــيْــفَ تَــظُــنُّ بــالأبْــنــاءِ خــيْــراً إذا نــشــأوا بِــحُــضْــنِ الــســافِــلاتِ ؟!. وكــمْ إزْدادَ وجــعــي وخــجَــلــي حــيــنــمــا قــرأْتُ تــعْــقــيــبــاً لــســيّــدة مــســيــحــيــة مِــن عــســفْــيــا تــقــول فــيــه : (أرْجــوكــمْ...قِــفــوا لِــلــحْــظــةٍ وفــكّــروا ، بــصــفــتــي مــســيــحــيــة شــعــرْتُ دائــمــاً بــالأمْــنِ والأمــانِ بــيْــنــكــمْ ، فــأنْــتــمْ لــمْ تُــهــاجــمــونــي لأي ســبــبٍ مِــنَ الأسْــبــاب ، ودائــمــاً إحْــتــرَمْــتــمْ مــكــان صــلاتــي وطــريــقــة لــبــاســي حــتّــى وإنْ إخْــتــلَــفَــتْ عــنْ طــريــقــة لــبــاســكــمْ!!!. عــلــى جــمــيــع الأحْــوال ، مِــنَ الــجــيّــد لــي أنْ أكــونَ بــيْــنــكــمْ !!!. قِــفــوا لــلــحْــظــةٍ يــا إخْــوتــي وفــكّــروا!!!... جــمــيــع الــظــواهــر الــســلْــبــيــة عــلــى إخْــتــلافــهــا ، لا تــتــوقّــف عــنْــدَ بــاب أحــد ، ولا بَــدّ أنْ تــصِــلَ يــوْمــاً إلــى بــيْــت كــلِّ فــرْدٍ مِــنّــا ، وعــنْــدهــا لــنْ تــكْــتــب أنْــت تــحْــت أسْــم درْزي ، ولــنْ أكْــتــبَ أنــا تــحْــت أسْــمِ مــســيــحــيــة ، بــلْ ســنــكْــتــب مــعــاً : ضــحــايــا أل ... !!!). ولــهــا أقــول: صَــدَقْــتِ أخْــتــاه بــكــلِّ كــلــمــةٍ ، ولا يــسَــعــنــي إلاّ أنْ أشَــدَّ عــلــى يــديْــكِ وأُشــدّدَ عــلــى مــعْــنــى كــلامــكِ ، فــالــجــريــمــة ســرَطــان بــلا ديــنٍ ولا عــنْــوان ، وهــي كــالــرصــاصــة الــطــائــشــة لا نــعْــلــم مَــنْ ســتــصــيــب!!!.
ســامــحــيــنــا أرْجــوكِ عــلــى مــا فــعــل الــسُــفــهــاء مِــنَــا , وكــونــي عــلــى ثِــقــة أنّ عــســفْــيــا بأهْــلــهــا الــطــيــبــيــن ســتــبْــقــى بــلــد الــتــســامــح والــتــعــايــش بــيْــن جــمــيــع الــطــوائــف شــاء مــنْ شــاء وأبــى مــنْ أبــى!!!. ولأهْــلــي أبْــنــاء عــســفْــيــا الــكِــرام أصْــحــاب الــنــخْــوة الــمــعْــروفــيــة أقــول : هُــبّــوا لــنــصْــرة الــحــق فــالــصــامــت عــن نــصْــرة الــحــق شــيْــطــانٌ أخْــرس ، والــلــه فــي عــوْن الــعــبــد مــا دام الــعــبْــد فــي عــوْن أخــيــه !!!. وأخــيــراً لا تــنْــســوا أرْجــوكــمْ قــوْل أحْــمــد شــوْقــي :إذا أُصــيــب الــقــوْمُ فــي أخْــلاقــهــمْ فــأقِــمْ عــلــيْــهــمْ مــأْتــمــاً وعــويــلا !!!.