بشكل عام تبدأ حياة الجنين بالتقاء البويضة بالحيوان المنوي، ومن ثم تبدأ انقسامات الخلايا فيزداد عددها وبعد ذلك تبدأ الأعضاء بالتشكل ومن ثم تبدأ بأداء وظائفها مؤدية إلي مخلوق أو كائن بشري متواضع الحجم لكن معقد التطور بالوقت نفسه، ويظل هذا الكائن البشري بداخل الرحم حتى تتم عملية الولادة. وللمزيد ننصحك بالتعرف علي حساب الحمل أو حساب موعد الولادة.

بغض النظر عن حركة الجنين التي تشعر بها الأم، ثبت من خلال جهاز الألتراساوند رباعي الأبعاد أن حركات الجنين الأولي تكون ما بين الأسبوعي السابع والثامن من الحمل، وبالرغم من كون هذه الحركات غير محسوسة للأم الحامل إلا أنها عبارة عن حركات فجائية تستمر مدة ثانية إلي 2 في حين يبلغ طول جسم الجنين 2 سنتيمتر تقريباً. وعلي الرغم من أن أول حركة للجنين تكون ما بين الأسبوع السابع والثامن إلا أن قلب الجنين يبدأ بالخفقان منذ الأسبوع السادس ويمكن مراقبته خلال هذا الأسبوع.

بخصوص الحياة فالحيوان المنوي كائن حي والبويضة كائن حي أيضاً، لكن بالنسبة للجنين فيمكن القول بأن حياة الجنين تبدأ منذ بداية خفقان قلبه أي منذ الأسبوع السادس، ومن الآن وصاعداً يبدأ الجنين بالنمو وتتعقد وتوظف أعضاؤه بشكل تدريجي وتزداد حركاته، وتأخذ هذه الحركات أشكالاً متعددة ومختلفة ومتنوعة. علي عكس ما ظن العلماء لمدة طويلة بأن حركة الجنين هي عبارة عن ردود أفعال، إلا أنه ثبت من خلال المراقبة أن هذه الحركات تلقائية وعفوية وغير مخطط لها، وقد تكون هذه الحركات الابتدائية التي سبق الحديث عنها لمرة واحدة أو حركات متتالية يفصلها ثوان قليلة عن بعضها البعض، مع التقدم في عمر الحمل تتطور حركات الجنين ليقوم بضم وفرد جذعه وأطرافه وتحريك جسمه ككل دون التركيز علي حركة الأطراف.

بخصوص الإجابة علي سؤال متى يتحرك الجنين، يختلف الأمر من أم لأخرى ومن حمل لآخر، حيث تشعر بعض النساء بحركة الجنين منذ الشهر الرابع في حين تشعر الغالبية بحركة أجنتهن منذ بداية الشهر الخامس، وبالنسبة للبكريات (اللاتي يحملن للمرة الأولي) فقد يتأخر شعورهم عن شعورهن في مرات الحمل المتكررة. في حين تبدأ هذه الحركات في الأسبوع الثامن من الحمل ولو لم تشعر بها الحامل، وتزداد هذه الحركات قوة حتى الأسبوع الثاني عشر.

من ناحية أخري أكد العلم الحديث أن الأمر لا يتوقف علي مجرد حركات فقط، فبعد الكثير من الأبحاث ثبت أن الجنين لديه العديد من الحواس تبدأ بحاسة اللمس وتبدأ بالوجه وتنتقل بشكل تدريجي إلي باقي الجسم، يلمس الجنين وجهه بيده ويتلمس جسده. ومع الأسبوع الرابع عشر من الحمل تتشكل مستقبلات التذوق لديه فيمص ويبلع بل ويتذوق. تبدأ حاسة السمع عند الجنين منذ الأسبوع السادس عشر في حين أن الأذن نفسها لم تأخذ شكلها النهائي إلا بحلول الأسبوع الرابع والعشرين. وعند الولادة يكون للجنين قدرة سمعية كالتي لدينا نحن البالغين تقريباً. بدأت بسماع نبضات قلب أمه وصوت أجهزتها وتتوسع دائرة استقباله للصوت حتى من خارج الرحم فيميز صوت والده والأصوات المألوفة المتكررة كالموسيقي، في حين استجابت الأجنة للضوء الخارجي القوي في فترة مبكرة من الحمل. إننا أمام كائن حي بشري جدير بالاحترام.