فاصلة الظهور العربي في المونديال محاطة بالتعصب
2009-11-16 17:39:38

في الآونة الأخيرة لاحت تصرفات عربية غير مسبوقة ناضحة بمشاعر الكراهية المتبادلة وسط فئات مجيشة في أكثر من بلد، لأسباب ليست بعيدة من مؤثرات فن الممكن، وهو ما كان قد لفت إليه الكثير من المتابعين منبهين بلغة الضاد وغيرها من مخاطرها مع إرجاع بروزها إلى فرضية  دس انف السياسة بجوانب انسانية يلزم سيادتها بأجواء الروح الرياضية، غير أنَّ ذلك لم يمنع من ظهور حشود لرياضيين عرب من الكارهين والمكروهين معًا على خلفية استمرار التصدع المترافق مع اجواء متابعة التصارع المعهود لنيل إحدى البطاقات المؤهلة للظهور الباهت دومًا أثناء المشاركة الخجولة للمنتخبات العربية في لعبة الكرة المستديرة الساحرة بمنافسات مونديال كأس العالم كل أربع سنوات.

وعلى هذا أكد الباحث المصري عمار علي حسن أن من عوامل زيادة التعصب حالة الفراغ السياسي التي يعاني منها الشباب حيث يفتقد هؤلاء الشباب إلى المؤسسات والجبهات السياسية الفاعلة والقادرة على جذب الشباب إلى حياة سياسية حقيقية، ومن ثم توجه ذهن هؤلاء الشباب إلى الرياضة التي باتت في السنوات الأخيرة تغذي أحلام الصغار بالثراء السريع والنجومية والنفوذ السياسي والاجتماعي أيضًا، كما انتقد في تصريحات لـ(الجزيرة نت) التحرك السياسي الخافت والباهت لسياسيي ومثقفي مصر والجزائر قبيل موعد مواجهة منتخبي البلدين التي أقيمت في القاهرة، واصفًا إياه بأنه كان تحركًا بطيئًا وبعيدًا من الأضواء، وهو ما فسح المجال أمام طغيان التعصب على العقلانية والرشد.


من جانبه ، أكد د.صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسي في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن هناك "نوعًا من التناول المثير لمباراة مصر والجزائر اعتمد على حالة من المبالغة على مستويات عدة... أبرزها ضعف تعامل المسؤولين في مصر والجزائر مع ذلك الحدث"، معتبرًا في حديثه لشبكة (إسلام اون لاين) أنَّ السياسة ليست بعيدة من تلك المشكلة الرياضية، وإنما هي محركة لها، وذلك لخدمة أغراض سياسية"، فالدولة تستخدم الإعلام الرياضي لتخدير الناس، وتشتيت انتباههم، وصرفهم عن قضاياهم الأساسية؛ ليصبح المجد والنصر أو حتى الانكسار من خلال كرة القدم فقط وليس السياسة".

وكان مشجعو كرة القدم المصرية قد خرجوا إلى الساحات والميادين العامة احتفالاً بالفوز الثمين الذي حققه المنتخب المصري على نظيره الجزائري 2/0 يوم السبت بملعب القاهرة الدولي في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، على الرغم من تبقي  بضع أيام قليلة على موعد صافرة البداية للموقعة الثالثة الفاصلة بينهما المقررة يوم الأربعاء في السودان والتي ستكشف نتيجتها النهائية عن هوية المنتخب الإفريقي الوحيد الذي سيحمل الراية العربية في ذلك العرس الكروي العالمي، بعدما تأكد فشل جميع منتخبات عرب قارة آسيا في التأهل مثلما كان حدث ذلك في مونديال عام 1978م  في الأرجنتين . 
 

 في حين حرص لاعبو المنتخب الجزائري وقتها على التوجه لجماهيرهم واحتفلوا معهم وكأنهم خرجوا فائزين عقب المباراة، فيما يعد بمثابة وعد منهم بتحقيق الفوز في المباراة الفاصلة بالسودان، بينما عززت الشرطة المصرية من إجراءتها الأمنية بعدما حظيت الاستعدادات السابقة لموقعة القاهرة باهتمام لم يسبق له مثيل رافقته بروز أجواء الشحن الإعلامي الذي مارسته وسائل إعلام مصرية وجزائرية لوثت كثيرًا من حالة الأجواء الودية بين الشعبين فأطلت أفعال التعصب وإظهار الكراهية التي وجدت من يفسرها بكونها تعود الى سيطرة مجموعة من الجهلاء وضيقي الأفق من نجوم الرياضة السابقين على المنابر الرياضية مستغلين نجوميتهم في شحن الشارع في البلدين العربيين

غير أنَّ اللافت الغريب والذي تزامن مع تلك الاحتفالات في ستاد القاهرة، هو اندلاع اشتباكات في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا بين الشرطة وشبان حطموا واجهات المتاجر وأضروا النار في السيارات، وأحرقوا صناديق القمامة وستة قوارب كانت راسية في المياه بعد انتهاء المباراة لصالح الفريق المصري , فاضطرت الشرطة هناك بحسب ما أبرقته وكالات الأنباء الى نشر خمسمئة من عناصرها وسط مارسيليا الساحلية التي تقيم بها جالية كبيرة من الجزائريين واعتقلت ثمانية أشخاص ألقوا مقذوفات، بينما لم يعلن عن إصابة أحد بجروح في الاشتباكات.

يشار الى إن الداعية خالد الجندي ظهر قبل أيام معدودة على قناة فضائية خاصة وكان يدعو للمنتخب المصري، فيما مقدما البرنامج يؤمنان وراءه على الدعاء" وهو ما رأى في ذلك  الدكتور محمد مهدي -أستاذ الطب النفسي - نوعًا من التجييش الديني لتلك المباراة الرياضية ، مفسرًا تلك التعبئة التي حملت طابع الانتماء الوطني وقادها إعلام البلدين كأنها معركة ستحدد مصير كل منهما، اتخذت طابعا أكثر سخونة بين أوساط الجماهير المتعصبة ، فاشتعلت الحرب الكلامية على المنتديات، وانتشرت مقاطع الفيديو وتصميمات الجرافيك التي تطعن في لاعبي الفريق الآخر وتسخر من جماهيره.

وكشف المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة المصرية الدكتور عبدالرحمن شاهين عن إصابة نحو 32 شخصًا من بينهم 12 مصريًا و20 جزائريًا نتيجة لحوادث شغب متفرقة وذلك بشارعي جامعة الدول العربية والهرم وقعت فجر الاحد, وأضاف المتحدث الرسمى أن نتائح التقرير النهائى الذي أعدته الإدارة المركزية لرعاية الحالات الحرجة والعاجلة عن الحادث أكدت إصابة 32 شخصًا، مشيرًا إلى أنه فور وقوع الحادث تحركت سيارات الإسعاف لإسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات لتلقى العلاج حيث تم علاج 13 حالة في مكان وقوع حوادث الشغب وتحويل حالتين إلى مستشفى امبابة العام وقد خرجا من المستشفى بعد تلقي العلاج، و 17 إلى مستشفى الهرم حيث مازالت 3 حالات فقط تتلقى العلاج وحالتهم الصحية مستقرة .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق