إرتفعت وتيرة المبادرات المصريّة الجزائريّة  مؤخرًا الهادفة إلى تحجيم استفحال التصريحات الاستفزازية لقيادات كروية ولاعبين، فيما تتواصل حالات التراشق المتبادلة بين جماهير البلدين العربيين والتي وصلت أصداها البغيضة لبعضهم إلى الكثير من الوسائل الإعلامية والمنتديات الرياضية الالكترونية مع قرب موعد الموقعة الكروية الحاسمة بين الخضر والفراعنة على ستاد القاهرة الدولي يوم الرابع عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم .

في ظل تراشق إعلامي مرشح للتزايد وربما قد لا يمكن احتوائه والسيطرة عليه، أثنى وزير الرياضة الجزائري الهاشمى الجيار على المبادرات التي أطقلتها وسائل إعلام مصرية لنبذ التعصب الكروي مع مصر قبل اللقاء المرتقب والذي سيحدد من سيذهب إلى جنوب أفريقيا للمشاركة فى المونديال. وأكد الجيار أنه مع أي صوت عقل يهدئ من روع الجمهورين ويعمل على تثقيف الجمهور والبعد عن الأقلام التي تحاول إشعال الفتنة بين شعبين يرتبطان بعلاقات ممتدة منذ عدة عقود بسبب مباراة في كرة القدم.

غير أن الصحافة الجزائرية كانت قد إلتقطت بدورها تصريحًا لقائد الفراعنة احمد حسن، ورأت انه كان يسخر من إمكانيات المنتخب الجزائري، عندما قال بأن أقصى ما كان يطمح إليه هو الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا. ففي حوار نشرته يومية 'المصري اليوم'، يوم الأربعاء، قال حسن بخصوص إمكانيات المنتخب الجزائري 'أحنا اللي منحنا الفرصة للجزائريين أن يتحدثوا عنا بهذه الصورة، بعدما كان أكثر طموحاتهم الصعود لكأس الأمم الإفريقية في أنغولا'• ولم يكتف بذلك، بل أكد في الحوار ذاته أن لاعبي المنتخب الجزائري  'لا يعرفون النشيد الوطني للجزائر'، وهي ما اعتبرته الصحافة الجزائرية بأنها العبارة الواضحة والصريحة التي تشكك في انتمائهم لبلدهم .

وعن سبب تلك الأجواء السائدة ، أكد وزير الرياضة الجزائري أن هذا شيء طبيعي لما عانته كرة القدم الجزائرية في حقبة التسعينيات من انتكاسات، حيث أصبحت غير قادرة حتى على الوصول إلى كأس الأمم الأفريقية، والمنتخب الجزائرى أعطى أملا لشعبه بالظهور من جديد في المونديال بعد النتائج الرائعة التي حققتها الكرة الجزائرية فى مونديالى 1982 و1986 وهو ما جعل الشعب الجزائرى متشبثًا بتلك الفرصة، ويبذل الغالى والرخيص لتحقيق حلمه في الصعود لنهائيات كأس العالم القادمة. وأضاف أن كبرياء الفريق المصرى بطل أفريقيا لدورتين متتاليتين يجعله لن يقبل إلا بالصعود للمونديال، وبالتالى أخذت المباراة حيزًا كبيرًا من الأهمية لتحقيق حلم الشعبين، ولكن لا يجب أن تتحول تلك الأهمية إلى توتر بين البلدين، خاصة أنها مباراة فى كرة القدم وليست فيما أبدت وكالة الأنباء الجزائرية اهتمامًا كبيرًا بمبادرة  صحيفة «المصرى اليوم» لنبذ العنف والتعصب وأفردت الوكالة تقريرًا مطولاً حولها وقالت أطلقت صحيفة «المصرى اليوم» مبادرة «وردة لكل لاعب جزائرى»، حفاظًا على علاقة تاريخية من الصداقة والتآلف التى تربط مصر بالجزائر , وقد أكد صاحب المبادرة مجدى الجلاد، رئيس تحرير جريدة «المصري اليوم»، في تصريح لـه أن المبادرة أخذت حيزًا كبيرًا في الصحافة والإعلام المصريين، وكان لها ردود فعل إيجابية من جانب الجمهور والقراء المصريين، الذين أعربوا فى اتصالاتهم عن تضامنهم مع هذه المبادرة، وقال إن المبادرة هي بمثابة رسالة سامية وأخلاقية تسعى إلى تحويل مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر إلى مهرجان للروح الرياضية.

وكان الجلاد قد وجه في مقال له بالجريدة دعوة وطنية لكل مصري «واع» للذهاب إلى المطار والملعب بالورود، وكتب فى مقاله «لنقل لأشقائنا الجزائريين: أهلاً وسهلاً في بلدكم مصر ولنلعب كرة نظيفة وجميلة ولا خاسر اليوم»، فالمباريات كما أضاف «تأتي وتذهب ولا يبقى سوى الحب والتحضر.. أو الكراهية والتخلف.. فاختاروا بين الاثنين»وأضاف: «دعونا نصنع من ١٤ نوفمبر كرنفالاً جميلاً نقول من خلاله للعالم كله إن مصر أكبر من مباراة وإن الجمهور المصري أفضل وأكثر تحضرًا من الجمهور الإنكليزي والأرجنتيني، وستكون رسالة أكثر تأثيرًا من مشاركة مصر في كأس العالم، ولا سيما أن الصحف الغربية أجمعت على أن هذه المباراة ستكون (معركة) وأن العنف ربما يؤدى لإلغائها في أي لحظة»، وتساءل: «هل نمنحهم فرصة تشويه صورتنا في العالم كله؟!».

وبعد اخبار السيفون سبورت الكاذب عن الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي زعم انه يصلي لتفوز مصر على الجزائر , تواصلت حالات التراشق  المتبادلة لعل آخرها ما نشره موقع البشاير المصري ضمن مقالاً بعنوان "ممنوع المزز فى مباراة مصر والجزائر..الماتش دموي" ، ويتوجه المقال بتعليمات للمصريين والجزائريين حول المشاركة في تشجيع الفريقين الشقيقين في المباراة التي ستعقد بينهما في القاهرة في 14 نوفمبر وستقود أحدهما للتأهل لكأس العالم 2010 وعلى الرغم من أن المقال يظهر تعصب الفراعنة الشديد لمنتخبهم الوطني، إلا أنه لا يخلو من الطرافة وخفة الظل وروح الدعابة ..
 فقد طالب كاتبه من الجمهور المصري إتباع عدد من التعليمات منها "يمنع منعًا تماماً اصطحاب العائلات وصاحبتك وأصحابها والشلة الكووول بتاعت السكوووول -لا لحضور المزز كفاية عليكم المكيف والعائلات ياريت مفيش بنت واحده تخش الاستاد واى طنط وعمو واولادهم يشوفوا الماتش فى بيوتهم - حيث إن التشجيع سيكون دامي , كما خاطب المقال  الجمهور الجزائري بقوله إن شاء الله بعد فوز مصر عليكم طلب حق اللجوء السياسي لمصر لتعذر عودتكم بعد مباراة 14نوفمبر , وتابع  ولا قدر الله في حال التعادل أو هزيمة مصر فعليكم توفير منتخب بديل لمنتخبكم - عشان حتبقوا بلد المليون شهيد والمنتخب الفقيد !!!!"