ساهرعاطف إسماعيل: للعملة وجهان
26/03/2019 - 02:42:55 pm

للعملة وجهان بقلم ساهر عاطف إسماعيل 

لكل أمر في الحياة طابعان وان أردت وجهان، كل ذلك يتعلق بالزاوية التي نعاينها.

 

نحن أبناء عشيرة معروفية توحيدية لها جذورها العميقة على مر التاريخ نتمتع بصفات معروفية، علمنا يرفرف هيبةً ووقارًا.

 

الطائفة المعروفية في البلاد العامود الفقري لكل أبناء الطائفة بالشرق الأوسط وقد أُثبت ذلك بالشدائد والمحن بالسنوات الأخيرة بقيادتها الدينية والدنيوية الحكيمة هذه هي حصيلة الإرث من قيادتنا منذ القرن التاسع عشر حتى أواخر القرن العشرين، بحيث يتوجب علينا أن نحافظ على هذا الإرث وأن نستمر بهذا النهج تماشياً مع التطور العلماني، التكنولوجي، الأكاديمي والتربوي للحفاظ على الميراث لتأمين مكانة طائفتنا في جميع مجالات الحياة لنبقى على خارطة التطور والتقدم العالمي، ولكي تقوم بواجبنا تجاه أبنائنا وأحفادنا وأن نسلمهم القيادة لاستقبال القرن الثاني والعشرين بوضع يلائم متطلبات الحياه.

 

هذه هي الرسالة التي يتوجب علينا أن نطالب بالعمل بموجبها ومن كل مكان لمتخذي القرارات وخصوصاً بالبرلمان والحكومة الإسرائيلية.

 

ها نحن على أبواب انتخابات الكنيست الواحدة والعشرين وطائفتنا ما شاء الله تحظى بوفرة كبيرة من المرشحين من جميع أرجاء الطيف السياسي من اليمين حتى أقصى اليسار منهم جدد على الحلبة السياسية ومنهم مستمرون لولاية أُخرى طبعاً وقف قرار الناخب في التاسع من نيسان 2019 .

 

لكن ينتابني شعور من القلق وعدم الطمأنينة من الشعارات والأقاويل التي لا تملك أي مصدر أو وثيقه يستند عليها من مهارات سابقه بهذا المجال وفقط الترويج لإقناع الناخب لدعم حزبه حتى يحظى بالكرسي الذي ليس له أي قيمة بدون صلاحيات أو شراكة في الحكومة المقبلة.

 

وهنا نرى الوجه الآخر للعملة، هل كل من له نية بالحصول على مقعد بالبرلمان فحص بينه وبين خالقه الى أين هو ذاهب ؟ هل قام بمسح شامل لوضعنا كطائفة وبنى برنامج عمل واقعي للنهوض والإستمرارية بتطوير وضعنا ووضع قرانا بشتى المجالات، للأسف الشديد لم ولن نشاهد او نسمع او نلمس برنامج عمل واقعي من خلال تصريحات المرشحين بجولاتهم إلا تصريحات بمستوى خطوط عريضة لا يمكن أن نثق بها لأنها مشتركة بين كل المسيسين وخصوصاً الأحزاب الجديدة والأكثر من ذلك شتم الحزب الحاكم بالشعارات السلبية التي لا تليق بالناخب وانما بنظري تهين شخصه الكريم .

 

كيف يمكن لأشخاص أكن لهم الاحترام الشديد بمجال عملهم المحدد وبنجاحات باهرة وفجأةً يتكلمون عن خرائط هيكلية، مناطق صناعية، تربية وتعليم، أماكن وفرص عمل، وشق طرقات، بناء مباني والكثير من التصريحات التي ليس لها أي رصيد أضافةً الى ادخال قوانين، وإبطال قوانين أساس وليس لديهم الخبرة ولو ليوم واحد بالعمل البرلماني وذلك يدل على جهلهم بهذا السياق بدون أي حصيلة سياسية اجتماعية وانما شعارات تتمحور حول محور ضيق بدون أي حنكه أو بصيص من المعلومات بهذا المجال .

 

لماذا هذا الاستهتار بالناخب ؟

كنت أتمنى لو سمعت مرشحاً تكلم عن القفزة الكبيرة التي حدثت لقرانا وطرح برنامج للاستمرار بمسيرة التطوير والاعمار بجميع المجالات حتى لو كان لديه بعض الملاحظات .

 

لم نسمع عن مرشح طرح برؤيته المستقبلية العمل حسب برنامج واضح بأمور ملم بها، وأوضح كقيادي مستقبلي عدم المامه بمجالات معينه وأبدأ نواياه بتعمق بهذا الشأن حتى يتسنى له النجاح في تنفيذ مشاريعه حينها  بالفعل من حقه اكتساب صوت الناخب ودعمه، لكن الأمور على أرض الواقع ما هي الا استخفاف بمكانة الناخب .

 

للعملة وجهان !!! وجه ما قبل الانتخابات ووجه ما بعدها .

وأريد أن أتطرق الى ما بعد الانتخابات على مر السنين حتى يومنا هذا فأقتبس جملة طالما ترددت " الحقيقة فش احسن من حزب الليكود لطائفتنا" من منكم لم يسمعها ولو لمرةً واحدةً .

 

بينما بشهر الانتخابات نرى سيوف تشهر أمام هذا الحزب لمدة شهر ومن بعدها تعاد السيوف الى أغمادها وينقلب وجه العملة الى وجهها الآخر وتبدأ مسيرة من لون آخر مليئة بالمدح والطلبات وجمع باقات من الورد الجوري لنفس الحزب .

 

عندما نعود بالذاكرة الى أواخر عام 2009 نتذكر الإضرابات المتزامنة مع بداية كل عام دراسي في جهاز التربية والتعليم ، نتذكر المعاناة الاقتصادية للمعلمين بسبب الأجور المنخفضة في جهاز التربية خاصةً والقطاع العام عامةً، نتذكر التقليصات الكبيرة بالميزانيات، نتذكر النسبة المنخفضة للأكاديميين والأكاديميات وعدم التسهيلات لدى أبناء وبنات طائفتنا المعروفية، نتذكر حلمنا أن يرأس أحد أبناء الطائفة مشفىً حكوميًا، نتذكر حلمنا بزيادة عدد القضاة والقاضيات بأروقة المحاكم .

 

نتذكر حلمنا بتسديد الفجوات بالنقص بالغرف الدراسية ورياض الأطفال، نتذكر عبئ رسوم تسجيل أطفالنا بجيل 3-4 سنوات للأزواج الشابة .

 

نتذكر حلمنا بتوسيع مسطحات القرى والخرائط الهيكلية لقرانا .

نتذكر حلمنا بفتح وتوسيع مناطق صناعية .

نتذكر حلمنا بفتح وبناء مركز التراث الدرزي .

نتذكر حلمنا وخوفنا من اغلاق مدرسة العلوم والقيادة في يركا لأبنائنا المتفوقين من جميع قرانا .

نتذكر حلمنا بإنهاء ما يسمى لجاناً معينه بمجالسنا .

نتذكر حلمنا بتوسيع شوارع البلاد وخصوصاً لتسهيل وتقصير الوقت لوصولنا لمركز وجنوب البلاد .

نتذكر حلمنا بمشاهدة قطار إسرائيل يصل الى قلب الجليل .

نتذكر حلمنا بعدم انقطاع المياه على بيوتنا وعدم دفع رواتب الموظفين بالسلطات المحلية .

 

ونلاحظ بشكل واضح رصد الميزانيات الخاصة للطائفة حتى وصلت الى 2.2 مليارد شاقل، والكثير من الأحلام التي لا تكفي كل صفحات الدفتر لإدراجها.

 

كل ذلك فقط منذ عشرة حتى يومنا هذا وللتنويه خلال العشرة سنوات كانت حكومات حزب الليكود وشركائه الطبيعيين .

 

كفى استخفافاً بالناخب الدرزي، كفى لبيعنا أو شرائنا لأحزاب جديدة تخرج كالفطاريش لفترة زمنية ومن بعدها لا يبقى لها أثر أو ذكر .

 

العمل الجماهيري والبرلماني له وزنه وثقله نحو أبنائنا وأحفادنا وليس رحلة للاستجمام مع سائق مساعد وربطة عنق .

 

نحن طائفة لها عقيدة واحدة جذور عميقه وايمان واحد ووجه واحد وللعملة وجهان .



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق