وفقا لتصريح لشركة كولا للمشروبات الغازية فأن الكولا الصغيرة الحجم والتي ستنزل إلى الاسواق لأول مرة في شهر ديسمبر/كانون الأول القادم، ستحتوي على 7.5 أونس من سائل الكولا، أي أقل بحوالي ثلثي علبة الكولا العادية. والأهم من ذلك ستحتوي العبوة الجديدة على "90 سعرة حرارية فقط".

ويأتي إطلاق الكولا الصغيرة في إطار جهود الشركة لتعزيز الصحة، واسلوب الحياة النشيط، وفقا لما قاله رئيس الشركة في تصريح صحفي. وهذا يعني بأن الشكل والحجم الجديد يدعمان فكرة الاعتدال ويقدمان للناس اختيارا أخر جديد من شركة كوكا كولا.

بعد تفكير مطول في هذه الخبر بدا لي كأنه يشبه تلك الرسائل الدعائية التي استخدمتها شركات التبغ عندما قدمت اختراعها الابداعي الجديد السجائر الخفيفة. وفقا لتقرير الحكومة الامريكية للعام 2001، والذي يكشف جهود شركات صناعة السجائر في توسيع رقعة المستهلكين والتسويق لمنتجهم الضار بالصحة على أنه بديل صحي أكثر، فالسجائر الخفيفة قليلة بالنيكوتين والقطران وهي خفيفة لدرجة أنك لا تشعر بها، وهي تتجمع على جدران الشرايين والرئة. 

ولكن هذا ليس الحل، فالمستهلك يستطيع التلاعب بهذا الساجائر وبالتالي يزيد من نسبة القطران والنيكوتين . إن استعمال مصطلحات مثل "قليلة الخطر" بالنسبة للسجائر لم يقلل من خطر الاصابة بالمرض بشكل ملحوظ. في الحقيقة، إن إستعمال هذه السجائرِ قد يكون جزئياً مسؤولا عن الزيادة في معدلات الاصابة بسرطانِ الرئة بين المدخنين على المدى البعيد وهذا يشمل بالطبع فئة مدخني السجائر الخفيفة. وأخيراً، الانتقال من السجائر الكاملة إلى السجائر الخفيفة يمكن أن يعزز شعور خاطئا لدى المدخن، الذي يعتقد بأنه يدخن كمية منخفضة من القطران والنيكوتين في حين أنه يدخن الكمية الفعلية من القطران والنيكوتين إذا لم يكن أكثر الموجودة في السجائر العادية.

إن الفيديو الترويجية للكوكا كولا الصغيرة يقدم نفس المضمون. فاكولا الصغيرة التي تحتوي فقط على 90 سعر حراري توفر نفس المتعة التي تقدمها العبوة التقليدية، ولكنها أقل حجما، أي انها اقل ضررا، وهذا ما لم ولن تقوله شركات الكولا.
بالرغم من انها خطوة جيدة لتعليم الناس وخاصة المراهقين الاعتدال في تناول الكولا إلا أنها ليست خطوة صحية أبدا، فالكولا هي ذاتها والاضرار هي ذاتها لم تتغير أو تتحسن. تخيل معي هذا المنظر، سيجارة كاملة بالنيكوتين والقطران وسيجارة خفيفة، علبة كولا كاملة بالكافيين والسكريات والسعرات، وعلبة كولا صغيرة قليلة السعرات. إذا كنت مدخنا ستكتفي بسيجارة عادية واحدة لأنك تعرف ضررها أما إذا كنت تدخن اللايت فستشتهي سيجارة ثانية مباشرة لانك تعتقد أو كما اوهمك الاعلان التجاري تدخن كمية قليلة من النيكوتين والقطران، وهذا غير صحيح.

لماذا تشرب الكولا من الاساس؟ للشعور بالمتعة – كما في الاعلان التجاري، هذا هو السبب الوحيد الذي يمكن أن افكر به. لقد اقنعتنا شركات الاعلانات بأن شرب الكولا منعش، محفز للنشاط و المرح، والمغامرة، والتحدي، والعديد من الصفات التي بدون تناولنا لعلبة الكولا نعود إلى شكل وتفكير ومبدأ إنسان الكهف الأول.

لذا إذا كنت ستشرب الكولا الصغيرة فلا بأس: أنت شخص تحب الاعتدال، وترضي ادمانك للكولا. وإذا لم تشبع شهيتك لها، فلا بأس يمكنك أخذ علبة ثانية من كولا الـ 90 سعرة حرارية فقط، فما المشكلة ما دمت ضمن نطاق القليل. في الحقيقة أنت ستحصل على 20 بالمائة سعرات حرارية اضافية لأن العبوة الصغيرة تحتوي على 20 بالمائة رذاذ أكثر.
 
وفقا لصفحة المعلومات الغذائية للشركة، فأن علبة الكولا الكلاسيكية بحجم 8 اونس تحتوي على 97 سعرة حرارية. تقريباً 145 سعرة حرارية في كل علبة 12 اونس. أما الكوكا الصغيرة التي تحتوي على 7.5 أونس فتحتوي على 90 سعرة حرارية، وهذا يعني بأن علبتان صغيرتان ستمنحك 180 سعرة حرارية. لكنك وبالرغم من ذلك ستشعر بأنك صحي أكثر لأنك تمكنت من السيطرة على الكمية. تماما كشعورك عندما تدخن سيجارة خفيفة واحدة أو العلبة كاملة.