الحب قد يسبب فقدان الذاكرة
2009-09-16 23:35:38

كل منا يخشى من فقدان الذاكرة لانها اثمن ما يملكه، لكن لا احد يفكر كيف تعمل هذه الذاكرة وما الذي يؤثر على قوتها وما الذي يلحق الضرر بها او يمحيها، الطبيبة النفسانية اولغا مونتيرو وعيادتها في سان خوسيه للاطلاع على خفايا هذا الكنز الثمين الذي يعني فقدانه فقدان الانسان لكل علاقة مع ماضيه وحاضره، ومستقبله ايضًا.
وبحسب شرح الطبيبة تتكون الذاكرة من التعلم والتخزين واستعادة الذكريات،  ويمكن تحديدها بنوعين: الذاكرة المباشرة التي تدوم بالكاد بضع دقائق والذاكرة ذات المدى الطويل. وتسمح الاول لنا مثلا بالاحتفاظ برقم هاتف او اسم او عنوان لبضع دقائق فقط عند الحاجة، ثم ننسى تلك المعلومات حين لا نعود بحاجة فورية لها وهذاه الذاكرة المتبخرة يتحكم فيها جزء من الدماع سمى" مارد البحر". ويتعلق الامر بمركز رصد خاص بالادراكات البصرية والشمية التي تتقرر وفقا لها الحاجة الى الاحتفاظ بمعلومة معينة او رفضها، وفي مرحلة ثانية الترخيص لها بالدخول الى الذاكرة الثانية ذات المدى الطويل او اهمالها ونسيانها.

 والذاكرة الثانية ذات المدى الطويل تعد اكثر بطئا في الاكتساب، لكنها تدوم لفترات اطول، وبفضلها مثلا نحتفظ مدى الحياة بالاشعار او الاناشيد التي تعلمناها في الدرسة الابتدائية، بل وحتى في مرحلة الروضة، وهذه  الذاكرة الثانية هي التي تتيح لنا القدرة على الدخول الى مخزوننا من الذكريات القديمة لاسعادتها وتذكرها عن الحاجة.
واذا كانت الذاكرة تميل تدريجيا الى البطئ مع التقدم في السن، بينما يصعب مهمة الوصول الى مخزون الذكريات واستعادته، فان القدرة على تعلم او تذكر وتخزين اشياء جديدة تبقى كاملة. وتنمية هذه القدرة هي التي تسمح لنا بتسريع قدرتنا على استعادة الذاكرة القديمة التي يجب اعتبارها مثل عضلة يجب تشغليها وتنشيطها بانتظام للاحتفاظ بقوتها وقدرتها على الاشتغال.
ويمكن لبعض الانشطة البدنية والفكرية المتنوعة التقليل من حدة اضطرابات السهو المرتبطة بالسن، اذ يوصي الدكتور النفسي بتشغيل الفص الدماغي المحاذي لجبهة من خلال الممارسة المنظمة  والمتنوعة التي تحتاح الى تعلم او حفظ او تذكر معلومات محددة. كما يوصي ايضا بان الاحتفاظ بقدرات الذاكرة  وتطويرها باستمرار، يقتضي نظاما غذائيا متنوعا ومتوازنا،
وتسعى حاليا مختبرات صيدلانية عدة لانتاج ادوية لمقاومة فقدان الذاكرة ، وهناك نحو 40 نوعا من الادوية في طور التجربة الكلنيكية، كما طرحت حبوب يتم تداولها حاليا بناء على وصفات طبيب مختص.

وذكرت بان علماء الاعصاب يعلقون  الكثير من الامال على نتائج هذه الابحاث املا بالتوصل الى تركيبة صيدلانية تساعد على تححسين ذاكرة المسنين وبالتالي وقايتهم من مرض الزهايمر الذي يعد احد الاصابات الخطرة التي يصابون بها.فمخاطره تتزايد كلما  تقدم المرء في السن، اذ تمس نحو 50 في المئة من الاشخاص بعد سن ال85. وفي الوقت الحالي تنفق الصناعة الصيدلانية في العالم الملايين للتوصل الى اكتشاف مثل هذا العلاج، والسبب في ذلك بسيط وهو انه بعد سنوات قليلة سيصل 77 مليون شخص من مواليد الستينات  الى سن الخمسين فاكثر وسيكون 25 في المئة منهم عرضة لامراض الذاكرة.

وفي انتظار التوصل الى مثل هذا العلاج السحري المرجو من  المختبرات الصيدلانية، يتوجب اعتماد اسلوب حياة يساعد على الحفاظ على الذاكرة بوضع صحي . ولكن يجب توخي الحذر حيال بعض الافكار الخاطئة الرائجة في هذا الشان مثل الفكرة المنتشرة لدى العامة القائلة بان السمك الغني بالفسفور يشكل  مادة جيدة لتنمية الذاكرة او تقوتها.
اما الموضة الجديدة للانظمة الغذائية التي تميل الى الاكثار من بعض البهارات كالكاري فانها لا تستند الى اي دليل علمي، رغم انه من الثابت ان الهند هي البلد الذي يضم اقل عدد الاصابات بمرض الزهايمر، مما دفع البعض الى ترجيح ان تكون بعض التوابل والبهارات الغذائية الرائجة كثيرا في الهند هي التي تفسر ذلك، لكن هذا لم يثبت علميا بشكل قطعي بعد.

وبالاضافة الى ضرورة الاحتياط للتصدي لتاثير عامل السن على الذاكرة يتوجب ايضا تفادي عوامل من شأنها تعميق اعراض فقدان او اضطراب الذاكرة . ومن اكثر العوامل المضرة الارهاق والتوتر والقلق والانهيار العصبي والاكثار من تناول الحبوب المنومة والمهدئات والادوية المضادة للارهاق.كما يجب الحرص على المتابعة الطبية المنتظمة لمراقبة ثلاثة معطيات مهمة وهي التغيرات الهورمونية مع التقدم في السن، والعجز او النقص في الفيتامينات وضغط الدم، كما وان الافراط في تناول الكحول ومختلف انواع المواد المخدرة المشروعة منها والمحظورة تؤثر سلبا على الذاكرة.
ومن اغرب ما توصلت اليه الدراسات الحديثة ايضا، وهو امر مدهش وغريب ان الحب قد يؤدي الى ضياع الذاكرة، ففي بعض حالات الحب قد تؤدي العلاقة  الجنسية الى نوع من فقدان الذاكرة العابرة الذي يدوم ما بين ساعة وثماني ساعات، ولكن لا يجب ان يصيبنا الخوف بهذا الخصوص اذ ان خمسة في المئة فقط من بين  كل مائة الف شخص يعانون من هذه الاصابة الغريبة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق