الحمل بعد الخمسين حق أم مخاطرة؟!
2009-01-03 14:22:04

وضعت فرنسية تبلغ من العمر 59 عاما ثلاثة توائم في مستشفى في باريس بعدما تلقت علاجًا للخصوبة في فيتنام. والام واطفالها الثلاثة جميعا بصحة جيدة، وتثار سلسلة من الأسئلة حول الحمل بعد الخمسين ومدى أمانه أو خطورته على الأم والجنين والجنس البشرى، واذا كانت انباء حمل المرأة الفرنسية قد أثارت انتقادات واسعة في وسائل الاعلام الفرنسية، حيث لا يجيز القانون في فرنسا تقديم علاج للخصوبة للنساء اللواتي تعدين المرحلة العمرية للانجاب الطبيعي. فما رأي الأطباء والمتخصصين فى ذلك؟

 

 

 وتقول مارلين نولين التي تشارك في برنامج التخصيب الصناعي وعمرها 58 عاما " لدينا أحفاد لكننا لم نتمكن من إنجاب أطفال".
تخيل لو أنك سمعت ان المدام حامل  بعد 30 سنة زواج، بعدما يكون أصغر أبنائك على مشارف الزواج وربما يكون تزوج بالفعل ويكون أكبرهم قد أنجب الحفيد الأول.
ترى هل هذا ممكن وهل ستكون لديك القدرة على تربية وتنشئة طفل من جديد بعد أن انتهيت من هذه المرحلة منذ فترة طويلة هل سيكون لديك القدرة العصبية والنفسية والجسمانية لتحمل وجود هذا الضيف الجديد.

مجازفة خطيرة
من الناحية الصحية للحمل فوق الخمسين تحدثنا د. زينب شاهين أخصائى أمراض النساء والولادة قائلة:إن الحمل فى هذه السن يعد مجازفة خطيرة تضطر إليه الأم أحياناً لعدة أسباب مثلاً فى الصعيد قد يكون عدم إنجابها ذكور بغض النظر عن سنها فتتأزم نفسياً وتقدم على هذه التجربة بدون ثقافة صحية أو وعى بإمكانياتها الصحية والنفسية وهنا تتعرض لبعض المشاكل مثل الضغط والسكر أو تسمم الحمل فى الفترة الأخيرة، وقد يؤدى ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث انفجار رحمى، وقد يحدث نزيف قبل الولادة ينهى هذه التجربة بفقدان الأم جنينها.
وتضيف د. زينب: إن المرأة فوق سن الأربعين تعانى الشعور بضياع شبابها وتسرب أنوثتها من بين يديها فيؤدى ذلك إلى عصبيتها الشديدة لحدوث تغيرات فى الجهاز الدورى مما يؤدى إلى السهر والقلق وانخفاض عدد ساعات النوم، وقد تصاب أيضاً بزيادة الوزن وبعض الأمراض المزمنة مثل الضغط، السكر.
مما يجعلها غير مؤهلة لخوض تجربة الحمل فى هذه السن، وإن نجحت بعض التجارب فهى مخاطرة كبيرة.

الأنوثة مرتبطة بالخصوبة
أما د. أحمد محمد عبدالله مدرس الطب النفسى فيرى أن المرأة الحامل فى هذه السن تشعر بأنها مازالت أنثى ولديها القدرة على الإنجاب خاصة وأن الأنوثة ترتبط بالخصوبة إلى حد ما، ولذا فهى تشعر بالسعادة لكونها أم فى هذه السن، ويسعد الزوج لأنه سيصبح أباً مرة أخرى، وإن كان البعض يشعر بمخاوف عبء التربية ومشكلاتها أو أنه لن يعيش طويلاً ليساعد ابنه فى الحياة، أما الأبناء فهم يشعرون بالأكيد بالحرج والدهشة.
وعن الثقافة الاجتماعية يقول د. أحمد: سنجد المجتمعات التقليدية كالريف والبدو مثلاً أكبر ترحاباً بالأم فوق الخمسين أما المجتمعات الحضرية فهى أكثر رفضاً واستنكاراً لهذا الأمر لأنها مجتمعات نمطية ترفض خروج المرأة عن الشكل النمطى المفروض لها وإلا ستسبب مشاكل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق