صعوبات بالغة ومواجهات إنسانية مؤلمة تقابلها كثير من الأمهات حول العالم ممن يقدر لهم إنجاب أطفال صغار مصابين بعيوب أو مشاكل في عضلة القلب، وجميعنا يعرف مدى خطورة هذا الأمر على صحة هؤلاء الأطفال سواء في أشهر ولادتهم الأولى أو إذا قدر لهم وإن عاشوا بعد المواظبة على تناول مجموعة من العقاقير الطبية أو خضعوا لعمليات جراحية، لكن بريق الأمل يراودنا بين الحين والآخر بحلول وطرق علاجية أكثر فاعلية، لطالما ظل الباحثون والعلماء يواصلون أبحاثهم ودراستهم التي تمد دائمًا يد المساعدة للبشرية.

وفي سياق المشكلة الآنف ذكرها، كشف باحثون ألمان عن طريقة جديدة سوف تنقذ أرواح الملايين من الأطفال الصغار المولودين بمشاكل في عضلات القلب، حيث قالوا إنهم نجحوا في تصميم صمامات جديدة للقلب من خلال خلايا منشأ قاموا باستخلاصها من الدم الموجود بالحبل السري. وقال دكتور رالف سوديان، الباحث الرئيس في الدراسة وجراح القلب بمستشفى ميونخ الجامعي: "وفقًا لمفهومنا، إذا أظهرت اختبارات ما قبل الولادة عيبًا أو مشكلة في عضلة القلب لدى الجنين، فيكون بامكاننا وقتها تجميع نسبة من الدم من الحبل السري عند الوضع وجمع خلايا المنشأ الموجودة به ومن ثم تصنيع صمام للقلب يكون جاهزًا للطفل عند الحاجة إليه في أي وقت ".

وفي تلك الدراسة، قام الباحثون بخلايا المنشأ ( خلايا CD133+ ) التي تم استخلاصها من دم الحبل السري. وقد تم تجميد هذا الدم من أجل حفظه. وبعد مرور 12 أسبوع تم وضع الخلايا بداخل ثماني سقالات لصمامات القلب التي تم تصميمها من مادة متحللة بيولوجيًا، ثم تم إنماؤها بداخل أحد المعامل الطبية. وبعد ذلك، أظهر فحصًا باستخدام مجاهر إلكترونية أن الخلايا قد نمت بداخل مسام السقالات وكونت طبقة نسيجية.
وأشارت احدى الفحوصات البيوكيماوية إلى أن الخلايا لم تعش وتنمو فقط، بل أفرزت عناصر ضرورية لـ "مصفوفة الخلايا الخارجية"، وهي نسبة نسيج الجسم التي تعمل خارج الخلايا وتكون محورية بالنسبة إلى هيكل النسيج ووظيفته. وعند مقارنة الصمام الجديد بصمامات القلب الطبيعية، تبين أنه يكون نسبة 77.9 % من الكولاغين ( البروتين الرئيس في النسيج الضام ) وكذلك 85 % من مادة الغليكوسامينوغليكان، (وهي مادة كربوهيدراتية مهمة للنسيج الضام )، و 67% من بروتين إيلاستين في النسيج الضام.
كما استعان الباحثون بأجسام مضادة للكشف عن مجموعة من البروتينات في الصمامات الجديدة، ووجدوا أنها تحتوي على بروتين "ديسمين" الذي يوجد بالخلايا العضلية وكذلك بروتين "لامينين" الذي يوجد في جميع الأعضاء الداخلية وبروتين "ألفكتين" الذي يساعد الخلايا العضلية علي الانقباض ومركبات CD31 و VWF و VE-cadherin وهي المركبات الخاصة ببطانة الأوعية الدموية.