مازال الاعتقاد السائد ان الرجل وبعكس المرأة لا يعاني من مشكلة التقدم في السن والانعكاسات ذلك على نفسيته وهذا يعني بحثه كما المرأة عن وسائل طبية لتفادي هذه الانعكسات. وللمزيد من المعلومات التقت ايلاف الدكتور فريد سعد المصري الاصل ويعمل في مجال البحوث العلمية على هرمونات الذكور في الشركة الالمانية شرينغ باير لصناعة العقاقير في برلين شرح مراحل تقدم السن لدى الرجل والوسائل المتبعة في الشركة لمقاومة الشيخوخة بقدر الامكان. فهو ينفي وجود  سر لدى رجال يكبرون دون أن تظهر علامات الشيخوخة عليهم، ولو كان هناك سرا لكان الامر جيد وسهل وحاول العلم كشفه. وما يمكن قوله في هذا الشأن أن الهرمونات تنقص بسرعة عند بعض الرجال وتحافظ على نسبتها عند البعض الاخر. وحسب الدراسات الكثيرة التي اجريت حتى الان  يلعب نقص  نسبة الهرمونات في دم الرجل في سن معين وعلى رأسها هرموني التستستورون والاستروجين دور في تسارع الشيخوخة وتراجع القدرة الجنسية،كما  يصبح لديه القليل من هرموني ميلاتونين وDHEA ، هذا لا يعني اهمال  العامل الوراثي الذي يلعب دورا حاسما.  لهذا فان اهم الاسئلة التي  يطرحا الطبيب المعالج عند اجرائه  فحص لوضع تخيم لمدة الحفاظ على قدراته الجنسية هي: كم بلغ عمر والديه او جديه وكيف كانت قدراتهم الجسدية والجنسية.

رغم ذلك  هناك عوامل اخر مهمة  بامكان الرجل التحكم بها من أجل اطالة مدة قوته  مثل نمط حياته وطريقة التغذية والحركة والرياضة وليس من الضرورة  ممارستها بكثرة. والكثير من الامراض المسببة للتقدم بالسن بسرعة تكون نتيجة أنماط  الحياة العصرية التي قلة فيها الحركة وكثر فيها الاكل الخطأ أو السريع المحتوي على دهون وحراريات كثيرة ، هنا لا تلعب  الجينات الوراثية أي دور  بل اسلوب الحياة غير الصحي.

ولا يساند الدكتور سعد القول بان عامل الوراثة يلعب دورا اساسيا  في تحديد طول عمر الرجل فيموت اذا ما توفي والده في سن مبكر او العكس. وبرأيه الوفيات المبكرة تكون كما هو معروف نتيجة امراض مثل مرض القلب، لذا على كل شاب او في مقتبل العمر توجد في عائلته امراض وراثية اصابت بشكل خاص اقرب المقربين له مثل والديه او جديه،  المثابرة على اجراء فحوصات طبية  لحماية نفسه منها مع الحرص على التغذية الصحية والرياضة. ووجود مرض في العائلة لا يعني استسلام الرجل للواقع والقول "والدي توفي بسكتة قلبية في الخمسين لذا سوف اموت في عمره".

والسمنة من العوامل التي تشكل خطرا على حياة الرجل وتعجل في شيخوخته، حيث تتجمع لدى العديد من الرجال مع تقدم السن طبقات دهنية في اماكن  معينة خاصة ما بين المعدة والبطن لتكوّن كرش. ولقد اثبت العلم وجود  علاقة كبيرة بين هذه الدهنيات  او ما يسمى بمنظم الشحم "Adipositat" والتوازن  الهرموني، حيث اتضح  وبعكس الدهن الذي يكون تحت الانسجة ومنتشر  في كل انحاء الجسم، انه  يشكل خطرا على حياة الرجل  كتعرضه لامراض في الدورة الدموية اوالاصابة بالسكري .عدا عن ذلك تحتوي الانسجة الدهنية المتجمعة في الكرش على انزيمات معينة لها تأثير  سلبي على عملية الاستقلاب عند تحول هرمونات معينة الى هرمونات اخرى ، منها انزيم اروماتازه ، فينتج عن ذلك تحول هرمون تستستورون الى الهرمون الانثوي  استروجن ، ويتكاثر مع الوقت فتصبح الهرمونات الذكرية عند الرجل اقل من هذا الهرمونات الانثوية.
ولفت  الدكتور سعد النظر إلى امر مهم وهو عدم اعطاء  الرجل اهتماما للهرمونات التي ينخفض انتاج بعضها تدريجيا مع  سن الاربعين او قبل ذلك  الا عندما يشعر ان حيويته قد قلة وبدء التعب يدركه بشكل أسرع من السابق . والهرمون الاكثر تأثير هو بالطبع تستستورون الذي تتراجع نسبته  لدى الرجل كل سنة مع تقدم العمر ما بين 1 و2 في المائة، لكن هرمون DHEA ويلعب ايضا دورا مهما على حيوية الرجل ينقص سنويا هو ايضا من1،5 الى 2،5 في المائة علىالاقل.

وحيال هذه الوضع هل اللجوء إلى العلاج المسمى " الحفاظ على الشباب Anti-Aging  خطوة يؤيدها الطب، فهذه موضة جديدة بدأت تنتشر في وسط الرجال في الغرب سعيا منهم للحفاظ أطول وقت ممكن على شبابهم؟
يتفق الدكتور سعد مع العلماء بان هذا التعبير لا يدعو الى الارتياح او الفرح لان تفسيره  يعني  اتخاذ اجراءات لمقاومة تقدم السن وهذا امر غير ممكن، ومن اجل اطالة العمر والشباب على الرجل  سلوك  انماط  من الحياة للعيش بصحة جيدة والبقاء نشيطا مع تقدم السن،  فاطالة الشباب لا تتم على اساس تغيير الشكل الخارجي والعلم لم يكتشف بعد وسيلة لابقاء الانسان شابا مهما تقدم به السن، لكن ما يساعده على الحفاظ على قواه الجسدية والجنسية هو اللجوء الى العلاج بالهرمونات البديلة. والمقصود بها هنا كوكتيل الهرمونات مع فيتامينات  يلجأ اليها الان عدد من الرجال فيقلل من سرعة حلول الشيخوخة.
بالطبع تزداد  اهمية الفيتامينات للجسم مع تقدم السن اضافة الى عناصر اخرى مركبة للتقوية  يأخذها الرجل على شكل حبوب او عن طريق الاكل ان في الخضار او الفاكهة، وينصح دائما  بتناولmultivitamines.

ولا تلعب البيئة النظيفة دورا رئيسيا ووحيد  في احتفاظ الرجال في أعالي جبال الصين  بشبابهم وقدراتهم الجنسية والانجاب حتى في سن الثمانين، بل هناك عوامل اخرى لها تأثير على اطالة العمر والقوة  مثل نظام الاكل ونوعيته. فأعلى نسبة للمعمرين متواجدة  في اليابان رغم انها دولة صناعية وليست بعيدة عن التلوث،  ويعتمد سكانها   مثلا في غذائهم  كثيرا على السمك ويأكلون الخضار والفاكهة الطازجة  أكثر من الدول الغربية ويقللون  من اكل اللحوم خاصة اللحم الاحمر.

وما هو رد الطب على لجوء الرجل إلى هرمون HGHلأنه كما يقال مسؤول عن النمو ويساعد تناوله الرجل في الحفاظ على شبابه؟ 
يقول الدكتور فريد كما هو معروف تنخفض نسبة انتاج الجسم  لهذا الهرمون كما الهرمونات الاخرى مع تقدم عمر الرجل ، لكن معالجة الرجال اللذين يشتكون من تراجع قدراتهم الجسدية والجنسية في سن متقدم  به امر مازال غير معروف ولا ينصح به لعدم توفر أي اسس طبية او تجارب دلت على فائدته، رغم ذلك يلجأ اطباء  اليه  في علاجهم لمحاربة "تقدم السن " ويعطى  كعلاج  للاولاد اللذين لا ينمو جسمهم.

وبرأي ايضا من اجل ادخال الطمأنينة الى نفس الرجل عليه سد نقص اهم الهرمونات  وهو تستستورون  الذي تتراجع نسبته مع تقدم السن بالخضوع لعلاج هرموني بديل  بعد اخضاعه  لتحليل هرموني دقيق والتأكد من وجود عوارض مميزة لديه مثل نحول في عضلاته وتعب مستمر واحباط نفسي.

لكن لا حاجة له لهذه العلاج اذا كان يشعر بان وضعه جيد  حتى ولو نقصت كمية هذا الهرمون. ويبدأ العلاج بتناول الرجل لمدة ثلاثة اشهر تستستورون  فاذا ما شعر بالتحسن واصل تناوله والا فان للعوارض التي تصيبه اسباب غير هرمونية.

والجانب الايجابي من تناول هرمون التستسترون انه اصبح اليوم اسهل من السابق وكان يعطي للرجل على شكل حقنة في العضل كل اسبوعين او ثلاثة، بينما يتوفر الآن منه مستحضرات سهلة الاستعمال منها جيل  هرمون التستستورون على شكل مرهن يدهن الجسم به مرة كل يوم  من دون أي مشاكل  فيمتصه الجلد وترفع نسبته الى الحد الطبيعي . وبامكان الرجل اللجوء اليه طوال حياته طالما انه لا يسبب عوارض جانبية. لكن يمنع بعض الرجال من تناوله  مثل المصابين بامراض في غدة البروستاتا لانه يسبب اضرارا جامة.