الصيام لدى مرضى السكري بقلم الدكتور زهدي فتحي إغبارية
2011-07-11 15:17:35


أخصائي أمراض السكري , الغدد الصماء ,الباطنية والعائلية عيادة السكري أم الفحم ,الطيبة  والخضيرة

 يستقبل مريض السكري شهر رمضان بطبيعة أخرى غير التي كان عليها قبل رمضان، فقبل رمضان كان يتماشى مع برنامج غذائي معين، ووصفة علاجية معينة تؤخذ في أوقات محددة وبجرعات محددة، ومع دخول هذا الشهر تطرأ على المريض بعض التغيرات مثل تغير عدد الوجبات، والامتناع عن الطعام فترة طويلة، ويتغير عليه النشاط اليومي الذي كان يمارسه قبل رمضان، فعلى المريض بالسكري أن يراعي هذه التغيرات التي ستطرأ عليه بحلول هذا الشهر الكريم.

 إذا كان مريض السكري  يعتمد على التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني للتحكم بمستوي السكر في الدم‏..‏ فإن الصوم لا يشكل أي خطورة عليه‏  ‏ بل  يعود علية بالنفع‏ ‏ بشرط أن يراعي مجموعة من القواعد الصحية.
الصوم خير فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها, لان الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة, فالبنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنيه تخزن في الأنسجة, فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء, ثم يعجز عن القيام بوظيفته, فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكري.  
.
مع قدوم شهر رمضان المبارك هناك سؤال يطرح نفسه بإستمرار وهو: هل بإمكان المصاب بالسكري الصوم في رمضان؟
يختلف الحال من مصاب لآخر.
لقد خص الله شهر رمضان بميزات وفضائل عظيمة جعلت هذا الشهر عزيزاً على نفس كل مسلم ومسلمة يترقبه الفرد ويسعد بقدومه ويفرح لما فيه من صيام وصلاة وعبادات تؤثر تأثيراً مباشراً على صحة ونفسية المصاب بداء السكري.
للصيام أثراً إيجابياً على هؤلاء المصابين، ويبقى عليهم مراعاة جانب الغذاء والدواء في هذا الشهر الذي يختلف اختلافاً كلياً عن باقي أشهر السنة.

 التوعية للمصابين بداء السكري:
أولا: -  تغيير النظام الغذائي في رمضان من حيث عدد الوجبات وأوقاتها ومكونات الوجبات والسعرات الحرارية.
ثانيا: -   تغيير في النشاط اليومي، إذ يقل خلال النهار ويزداد ليلاً وخصوصاً لدى من يؤدون صلاة التراويح والقيام مما ينعكس بصورة واضحة على نسبة السكر في الدم ) النشاط الزائد خلال فترة الصوم قد يؤدي إلى إنخفاض نسبة السكر في الدم.(
ثالثا:    تغيير النظام العلاجي:- تغيير نظام الغذاء والنشاط اليومي يحتم تغيير النظام العلاجي  مما يؤكد ضرورة مراجعة الطبيب لتجنب الإنخفاض الشديد الذي قد يحدث أثناء الصوم أو إرتفاعه خلال فترة الإفطار.
رابعا:  حدة المرض ومدى تطوره ضمن الصنف الأول أو الثاني تختلف من مصاب إلى آخر مما يجعل الأمر متعذراً لوجود قاعدة واحدة حول داء السكري والصيام.

الصيام لدى المصابين بالسكري من النوع الأول والثاني:

 أن المريض الذي يعالج بحقن الانسولين وسكره منضبط يستطيع الصيام‏.

السكري المعتمد على الأنسولين :ينقسم السكري المعتمد على الأنسولين  إلى قسمين  حسب حدة المرض وارتباطه بكمية حقن الأنسولين وعددها اليومي:
  جرعة واحدة من الأنسولين النوع  ا لسريع وأخرى من الأنسولين  ذو الفعالية المطولة يومياً

باستطاعة هؤلاء المصابين بالسكري الصيام فلا خطر عليهم. ولكن هناك تعديل بسيط وهو أن المصاب قبل رمضان كان يحقن الأنسولين السريع في ساعات النهار، أما في رمضان فيجب عليه حقنه قبل الإفطار مباشرة.
 ويتوجب عليه أن يقوم بزيارة طبيبه المعالج عدة مرات خلال الأيام الأولى لتحديد كمية الأنسولين المثالية التي تتلاءم مع مرضه وطعامه وعمله. كذلك يجب أن يقوم بقياس نسبة السكر في الدم في المنزل, فمعرفة نسبة السكر في الدم بشكل منتظم تساعد على تفادي حدوث حالات هبوط أو ارتفاع  سكر الدم المفاجئ.

 تعدد جرعات  الأنسولين يومياً
المصابون الذين يحتاجون لعدة حقن من الأنسولين في اليوم، شكل صيامهم في الماضي خطراً أكيداً على صحتهم. لذا أجمع معظم الأطباء في الماضي على عدم صيامهم. لكن البشرى السارة  لهؤلاء المرضى  انه  مع توفر  علاجات وأنواع جديدة  الأنسولين والتي تعمل لمدة 24 ولا تسبب هبوط في مستوى السكر – كالانتوس - تسني  لمرضى السكري  من الصنفين الاول و الثاني اداء  فريضة الصوم بسهولة وبأمان .
 فبالنسبة لمرضى السكري من  الصنف الأول , يمكن لكل مريض عمره فوق جيل العشرين سنة أن يصوم بشرط أن يستشير  الطبيب المعالج وأن ينصاع لتوصيات طبيبه فبإمكانه  أن يأخذ حقنة  انسولين طويل الأمد (كالانتوس والذي  يعمل لمدة 24  ساعة دون أن يسبب هبوط في  مستوى السكر الى مستويات غير مرغوب  بها)  في ساعات  المساء   المتأخرة و اخذ انسولين سريع المفعول قبل وجبة السحور مباشرة وقبل وجبة الإفطار مباشرة هذه الطريقة من العلاج  هي الأقرب للطبيعة .

السكري من النوع الثاني:
بالنسبة لمريض السكري من النوع الثاني عليه عند الإفطار أن يتناول كمية من السوائل أولاً وتكون نسبة السكر بها قليلة قبل صلاة المغرب، ثم يقوم بالصلاة ويعود بعدها لاتمام إفطاره‏، ويراعي تناول علاجه قبل الإفطار للمحافظة علي عدم تذبذب مستوي السكر بالدم‏,‏ وعدم زيادة لزوجة الدم، مما يؤثر على الدورة الدموية مع مراعاة تأخير السحور إلى ما قبل الفجر‏.
هناك  أهمية قصوى للالتزام بنظام غذائي جيد لمريض السكري، فإذا استطاع المريض مع المثابرة وقوة العزيمة أن ينظم غذاءه، ويتحكم فى وزنه ويصر على ممارسة الرياضة فإن وضعه بالتأكيد سيتحسن.

 بالإضافة  إلى ذلك هنالك  فرصة لمرضى  السكري من النوع  الثاني لان يوازنوا السكري خلال شهر رمضان، فمن الممكن الاستمرار بتناول العقارات مع بعض التغيير في الكميات وفي الأوقات .
مريض السكري من النوع الثاني الذي يعالج بحقن الأنسولين والسكري لديه منضبط يستطيع أيضاً الصيام بعد إستشارة طبيبه المعالج لمعرفة تأثير الصيام على مستوي السكر في الدم‏.
لا ينصح الصيام, للمصابين بالسكري وأعمارهم أقل من عشرين سنة، الحوامل المصابات بالسكري و لمرضى السكر الذين يعانون من مضاعفات مرض السكر مثل قصور في وظائف الكلي أو قصور في الدورة الدموية القلبية أو الشرايين الطرفية أو المخية.

هنالك فرصة  جيدة  لتغيير نوع الأنسولين  للمرضى المعالجين  بالانسولين المخلوط  ( MIX  )  إلى  انسولين طويل الأمد (كالانتوس  والذي  يعمل لمدة 24  ساعة بحقنة ) والذي يؤخذ في ساعات المساء المتاخروانسولين سريع الفعالية قبل السحور (0.1   وحدة    لكل  كغم ) عند السحور و 0.2  وحدة  لكل  كغم عند وجبة الإفطار .

من خلال الأسطر التالية أضع بين يديكم أخواتي وإخواني  مرضى السكري  بعض الإرشادات والنصائح النافعة التي توفر لكم صياماً مريحا  وآمنا

نصائح هامة
• عجلوا في الإفطار واحرصوا علي تناول السحور دائما وتأخيره إلى اقصي حد ممكن‏.‏
•  يجب الحرص على متابعة تحاليل السكر خلال شهر رمضان لضبط جرعات الأدوية والأنسولين .
• قسموا كمية طعامكم بالتساوي بين  ‏ الإفطار‏ والسحور وتناولوا وجبة خفيفة بينهما‏.‏
• مارسوا نشاطكم اليومي كالمعتاد مع أخذ قسط من الراحة في فترة الظهيرة‏.‏
• لا تنتظروا  موعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم وبادروا بتناول شيء من السكر.
• ‏اشربوا السوائل بشكل مشروبات كشوربة اللحم أو الفراخ‏,‏ ‏شوربة العدس  الفريكه والخضراوات‏.‏
‏          تناولوا الأغذية المحتوية علي نسبة عالية من الماء كالحليب‏,‏ والخضراوات والفاكهة الطازجة‏ ، و‏ تجنبوا          السكر والملح والأغذية المالحة‏.‏
• أحرصوا على تناول الأغذية المحتوية علي كمية من الألياف الغذائية ضمن مكونات الوجبات مثل البقوليات والخضراوات والفاكهة الطازجة والخبز البلدي‏,‏ لأنها تبطئ من ارتفاع مستوي السكر بالدم بعد تناول الطعام‏,‏ وتحسن من حساسية الانسولين‏,‏ وتعمل علي زيادة عدد مستقبلات الانسولين بالجسم‏,‏ بالإضافة إلي أنها تجنبك الامساك وتعطيك الاحساس بالشبع‏.‏
• تجنبوا   أكل الحلويات الرمضانية‏,‏ وفي حالة تناولها مجرد تذوقوها بشكل بسيط مرة أو مرتين أسبوعياً‏,‏ ولابد من ممارسة أي نوع من الرياضة بعد تناولها كالمشي‏.‏

إذا كنتم تعتمدون فقط على التغذية السليمة وتمارسون النشاط البدني للتحكم بمستوي السكر في دمكم‏..‏ فإن الصوم لا يشكل أي خطورة عليكم كمرضى سكري‏..‏ بل في الواقع قد يعود عليكم بالنفع‏

إرشادات  لمرضى السكري الذين يتناولون جرعات علاجية:

• إذا كنتم تتناولون جرعة واحدة من الأقراص عن طريق الفم فيجب تناولها مع وجبة الافطار‏..‏ مع التنبيه  أن الأقراص التي تؤخذ عن طريق الفم تختلف من حيث المفعول فإذا كانت الاقراص العلاجية ذات المفعول طويل الأمد(ما عدا الأماريل(,‏ فيجب أن تستبدل بإشراف الطبيب المختص إلي عقار ذي مفعول قصير الأمد‏ .
• إذا كنتم تتناولون جرعتين من الأقراص عن طريق الفم إستمروا في تناولهما على أن تكون الجرعة الأولي مع وجبة الافطار‏,‏ والثانية مع وجبة السحور‏..‏ ولكن مقدار جرعة السحور يجب أن يكون نصف مقدار الجرعة السابقة المعتادة قبل الصيام‏,‏ لأنه نتيجة الامتناع عن الطعام خلال رمضان يحدث انخفاض في مستوي السكر بالدم‏..‏ لذا تقل الحاجة إلي العلاج بالعقاقير خلال تلك الفترة .
• إذا كنتم تتناولون جرعة واحدة من الانسولين فعليكم تناول الجرعة الاعتيادية من الإنسولين قبل طعام الإفطار مباشرة .
• إذا كنتم ممن يتلقون جرعتين من الأنسولين  المخلوط  يومياً‏..‏ فيجب مراجعة طبيبكم‏.لاستبداله بانسولين طويل الأمد في ساعات المساء وانسولين سريع الفعالية قيل السحور والإفطار  .‏ حتى لا تتعرضون للإصابة بنقص السكر بالدم او بارتفاعه ‏,‏
• الأكثار من تناول السوائل بين الأفطار والسحور
• قياس نسبة السكر بالدم خلال رمضان أكثر من المعتاد.
• أستشارة طبيبكم اذا لاحظتم وجود تفاوت كبير بين نسبة السكر أثناء الصيام وبعد الأفطار ..أو عند الشعور بأي أعراض أو شكوى جديده
• تناول بعض من الأصناف الآتية في السحور: (الخبز الأسمر – الحبوب - الفاكهة كالموز أو البرتقال أو التفاح – الخضروات الطازجة – قليل من المكسرات خاصة اللوز(
• أبدأوا افطاركم بتناول قليل من التمر (واحدة أو أثنين) مع بعض السوائل كالماء أو الشوربة مع تناول دوائكم...ثم قوموا لصلاة المغرب على أن تعودوا لأستكمال افطاركم بعد 15 – 20 دقيقة
-مارسوا الرياضة الخفيفة كالمشي 3 – 4 أيام بالأسبوع في الفترة بين الأفطار والسحور

تــــــجــــنبوا
• تــــــجــــنبوا الإفراط في تناول الحلويات والدهون
• تــــــجــــنبوا الإفراط في الأكل خاصة في وجبة السحور
• تــــــجــــنبوا تناولوا الكثير من الشاي والقهوة مع وجبة السحور
• تــــــجــــنبوا ممارسة الرياضة خلال ساعات الصيام بدون استشارة الطبيب

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق