نشطت مدرسة تراسنطا، في عكا، في الأيام الماضية، ضدّ العنف بشكل عام، وضدّ جرائم قتل النساء، بشكل خاص، وذلك من خلال برنامج متكامل، بعضه قصير المدى، وبعضه الآخر بعيد المدى.

شهدت المدرسة في الأيام الماضية، تعاونًا ملحوظًا بين إدارة المدرسة، المستشارة، المربين، المعلمين ومجلس الطلاب بهدف تنفيذ خطة طوارئ لمحاربة العنف، وذلك من خلال القيام بالدور التربوي، التثقيفي، التوجيهي بين طلاب المدرسة. فبعد تنسيق العمل بين الأطراف المدرسية المتعدّدة، أخذ المعلمون والمربون ومستشارة المدرسة دورهم في طرح موضوع العنف، في الصفوف، ومناقشة ظاهرة جرائم قتل النساء المستشرية في البلاد، بهدف استخلاص العبر الضرورية ممّا يجري، وبالتالي القيام بما يمليه الواجب الإنساني، والاجتماعي، والتربوي، والأخلاقي، في سبيل محاربة هذه الظاهرة المدمّرة لبناء المجتمع السليم.

وبالتوازي مع هذه الخطوة، قام مجلس الطلاب، بالتعاون مع إدارة المدرسة والمربين، وبإشراف الأستاذ رفيق أبو وردة بتنظيم ورشة عمل لتحضير اللافتات والصور والشعارات لمسيرة مناهضة العنف وجرائم قتل النساء التي جرت عصر هذا اليوم، الجمعة، 30/11/2018. وقد استمرّت هذه التجهيزات حتّى عصر أمس الخميس.

انطلقت مسيرة تراسنطا المناهضة للعنف، في التاسعة والنصف من صباح اليوم الجمعة، باتجاه دوار غسان كنفاني (المدفع)، يتصدّرها حملة الشعارات المندّدة بقتل النساء، وبمختلف مظاهر العنف، وأوّلها شعار: "مدرسة تراسنطا في عكا تستنكر العنف وجرائم قتل النساء". يتلوها الطلاب من المرحلتين: الإعدادية والثانوية، يرافقهم المربّون والمعلمون والإدارة. وقد اخترقت هذه المسيرة الاحتجاجية عكا القديمة، من جهة الميناء، وانتهت في دوار غسان كنفاني، حيث أقامت المدرسة وقفة احتجاجية شارك فيها بالإضافة لطلاب المدرسة وهيئتها التدريسية: الأب فيلوثيوس، راعي الطائفة الأورثوذكسية في عكا، أدهم جمل، نائب رئيس بلدية عكا، سبأ السيد، نائب مدير قسم التربية والتعليم في البلدية، معلمون ومعلمات، من مدرسة "أورط" حلمي الشافعي، في عكا، ممثلو مجلس طلاب مدرسة "أورط" حلمي الشافعي، راهبات دير تراسنطا، ممثلو وحدة الشبيبة في بلدية عكا، عدد من أهالي الطلاب وبعض أهالي المدينة.

وقد بدأت الوقفة الاحتجاجية بكلمة من الأب سيمون بيترو حرو، مدير مدرسة تراسنطا، تلته عضو الكنيست، عايدة توما، أعقبها الشيخ، سمير العاصي، ثمّ تحدث عضو الكنيست السابق، زهير بهلول، كما تحدثت الطالبة سيلينا عثمان، نائب رئيسة مجلس الطلاب في مدرسة تراسنطا، باسم مجلس الطلاب، والطالبة إسلام عودة طالبة صف الثاني عشر في مدرسة تراسنطا. وكان الأستاذ رفيق أبو وردة قد تولّى عرافة برنامج الكلمات في الوقفة الاحتجاجية.

وتستعد المدرسة في الأيام القادمة لتنفيذ برنامج تثقيفي ضد العنف، سيجري تطبيقه على طلاب المدرسة، من جميع المراحل العمرية، من رياض الأطفال، وحتّى المرحلة الثانوية.