ضمن برنامج "الأخر هو أنا" والذي يُعنى بالقيم الاجتماعية والتي تشدد عليها وزارة التربية والتعليم ابتداء من العام الدراسي الحالي وإيمانا بأهمية تربية جيل قيادي متسامح، استضافت مدرسة أبوسنان الثانوية، مؤخرًا، وفدًا رفيع المستوى من رجال الدين من كافة الطوائف يترأسهم الأستاذ الشيخ يعقوب سلامة، مدير قسم الطوائف الدينية – وزارة الداخلية ومجلس التنسيق بين الأديان في إسرائيل، والأستاذ مهنا فارس – المسئول عن التعليم الدرزي والشركسي، إذ ارتأت مدرسة أبوسنان الثانوية أن تكرس يومها الدراسي لقيمة التسامح بكل ما تعنيه الكلمة من احترام متبادل، تقبل المختلف، احترام التعددية ونبذ العنف. حيث قام الطلاب بتحضير عبارات ذات رسائل قيّمة، والاشتراك بورشات عمل خلال حصص التربية.
هذا واستقبل رئيس مجلس أبوسنان المحلي، الشيخ نهاد مشلب، الوفد بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن مدى سعادته واعتزازه بحضور الأستاذ الشيخ يعقوب سلامة، مدير قسم الطوائف الدينية والوفد المرافق له،  ليكونوا قدوة عظيمة قولا وفعلا للطلاب. وتخلّل هذا اليوم ثلاث فقرات مميزة، أولها: محاضرات داخل الصفوف من قبل رجال الدين مع بداية الحصة الثانية، تعالج بها أهمية التواصل السليم للعيش بسلام ومحبة وإن الحوار والتواصل دائماً وأبداً هو الطريق الصحيح لحل كافة القضايا العالقة، وبالحوار نحافظ على التواصل والمحبة والسلام. أما الفقرة الثانية فكانت زرع شجرة زيتون في ساحة المدرسة سمية "شجرة التسامح" دلالة على إيمان الطلاب بهذه القيمة العليا. أما الفقرة الثالثة كانت عبارة عن حوار مفتوح بين رجال الدين وطلاب المدرسة حيث أقيم هذا الحوار في قصر الثقافة "قاعة الأوديوتوريوم" بجانب المدرسة الثانوية.
مدير المدرسة الشاملة الأستاذ زاهي بربارة أكد على إن فكرة التسامح وقبول الآخر، يعتمد على استعداد الأطراف التي تريد بناء مستقبلها على أساس تغليب المصلحة العامة على الخلافات الشخصية البعيدة عن التعقل والتروي في نتائجها.
الأستاذ ريدان زيناتي مدير المدرسة الثانوية قال في كلمته "إن قبول ثقافة الآخر لا يعني بالضرورة الاقتناع بها، إنما هو إقرار بوجود الاختلاف معها وبوجود هذه الثقافة وقبولها من قبل الآخر، شرط أن لا تكون تلك الثقافة مبنية على حساب حقوق الآخر، كما ويجب النظر إلى الآخر من دون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو القومية أو الخلفية الاجتماعية أو الاتجاه السياسي أو أي سبب آخر".