السيد نزيه بدارنه مدير عام كلية سخنين لتأهيل المعلمين:

• هدفنا الأول هو خدمة بلداتنا ومجتمعنا العربي، هذه هي وسيلتنا لخلق نسيج متكامل ومتفاعل ونوعي للطلاب والأكاديميين والمثقفين لرعايتهم وتطورهم.

• نحن نطور استقلالية فكرية حرة تميزنا عن غيرنا، نحن نطور ونقيم بنايات ومؤسسات أكاديمية يفخر بها كل مجتمعنا، لنشكل قدوة لباقي المؤسسات العلمية في المجتمع العربي في البلاد.
كلية سخنين لتأهيل المعلمين تعتبر إنجازاً بحد ذاته للوسط العربي خاصة وفي الدولة عامة فهي وليدة العمل المتقن،هذا الواقع التربوي الجريء اعتمد بالأساس على رؤية تربوية تفهم المؤشرات التربوية والثقافية وتتعمق في معطيات الوسط العربي بصورة مكثفة، فكلية سخنين التي أقيمت وتأسست تخدم قطاعات واسعة جدا من المجتمع العربي في البلاد، وعليه آثرنا  أن ننطلق في هذا اللقاء عبر أفكار تربوية وثقافية مع مدير عام كلية سخنين لتأهيل المعلمين نزيه بدارنة.
سيد نزيه بدارنه، ما هي المواضيع التي تجذب انتباهكم لتطرحوها ضمن كلية سخنين لتأهيل المعلمين؟

الذي يميز الكلية هو طرحها وطريقة تعاملها مع كل قضية ثقافية، تربوية واجتماعية. إن عملية الطرح لا تتم بسهولة ويجب من خلال تعاملنا مع أي طرح، أن نعي جيداً مدى تفاعل طلابنا مع هذا الطرح سواءً كان اجتماعياً أو ثقافياً.  نقوم دائماً بجذب طلاب المدارس إلينا ليشعروا بقرب العملية التربوية لتنسجم معهم وتلازمهم، حتى وهم على مقاعد الدراسة.  إن وجود كلية سخنين في هذا الموقع يكسبها العديد من الميزات التي يجب التركيز عليها. فالتسهيلات المعطاة لطلابنا لا تقف عند وجود الكلية في مركز الجليل لتتيح لهم عملية التنقل والحركة.  إن مبادرتنا منذ البداية لإقامة الكلية أتاحت لطلابنا ومعلمينا في البلاد أن يأخذوا قسطاً من المبادرات التعليمية التي تتم. في هذا الإطار يجب أن أقول أن إيجاد المساحة الفكرية لأكاديميينا من الوسط العربي هو الذي يدفعنا قدماً نحو إنجازات أخرى.

كيف تفسر التفاعل الحاصل بين عالم الاحتياجات في الحقل التدريسي وعالم الموارد في التعليم العالي العربي في أعقاب القضايا التي نطرحها هنا؟
من الطبيعي أن إيجاد حل لنواقص أو احتياجات معينة يدخلنا في عالم خلق احتياجات أخرى، أي أن الأمر ليس قصراً على حل المشكلة ذاتها بمعناها الحرفي بل يجب أن نذهب أبعد من ذلك عن طريق إلزام أنفسنا في البحث عن احتياجات أخرى في سلك التربية والتعليم وهذه مسؤولية من الطراز الاول، ومثال على ذلك فتح مسارات جديدة امام الطالب العربي والتي يحتاجها الحقل التدريسي فلدينا في كلية سخنين تم الآن افتتاح مسار جديد للقب الثاني M.Ed. في موضوع التقييم المدرسي، وهذا اللقب يعتبر حاجة ماسة للحقل التدريسي حيث سيتم ادخال هذا الموضوع للحقل التدريسي السنة القادمة، القضية لا تنتهي عند هذا الحد بل يجب الدخول عندها إلى الإطار الداخلي والبحث عن احتياجات أخرى في سبيل سدها، هذه سلسلة لا تنتهي في عالمنا المتطور. المؤسسة المسؤولة هي التي تبحث عن حلول وموارد لاحتياجاتها.

سيد نزيه بدارنه، تركزون على استقطاب طلاب المدارس مع كفاءاتهم لدراسة دورات متنوعة في كلية سخنين، ما هي القاعدة والرؤية الأساسيتين التي ترتكزون عليهما من خلال عملكم؟

ككلية،  بإدارتها ومحاضريها والعاملين فيها نسعى دوماً نحو التجدد، والولادة من جديد ولهذا علينا أن نكون متداخلين تربوياً واجتماعياً في مواضيع البحث في جميع المؤسسات التربوية والثقافية. نحن نبادر لخلق جيل يفكر إيجاباً لمصلحة الأجيال المستقبلية، نفكر في خلق تفكير متميز لدى طلابنا في المدارس ليتاح لهم الاستمرار بمسيرتهم الأكاديمية في جميع الظروف والمناسبات.
أثبتنا أن الالتزام الاجتماعي هو خير طريق للوصول إلى الهدف في سياق خلق المبادرات والإنتاج الإبداعي من طرف طلابنا. مراكز الكلية العلمية والتربوية تقوم بخلق الخدمة المباشرة لطلابنا وتعمل على تشجيعهم معنوياً، وتربوياً وثقافياً وبالتعاون الكامل مع المدارس في الحقل.
 إن هذا التواصل التربوي هو ما نصبو إليه، ليس فقط بين كلية سخنين وباقي المؤسسات، بل بين المؤسسات نفسها. الطريق المثلى للتقدم هو التعاون الكامل وفي جميع المجالات وهو أيضاً سر النجاح لدى أي تنظيم كان.

كيف تنظر للوسط العربي إجمالا فيما يتعلق بقضية التربية والتعليم، ربما هنالك تصورات قد تشركنا فيها خصوصا انك منخرط في هذا المجال بشكل مكثف؟

يجب العمل دائما على إيجاد إجابات لجميع التساؤلات التي قد تعلو في كل الأندية والمؤسسات الرسمية. نحن في كلية سخنين لتأهيل المعلمين نكثف اتصالاتنا من اجل تشجيع الاستثمارات التربوية في الوسط العربي. أريد القول أن طاقم المحاضرين والعاملين والمهنيين من القرى والمدن العربية يشعرون بالانتماء لهذا المكان لأننا بالدرجة الأولى نعيش في بيت واحد هدفه واحد، مساعدة الوسط العربي للوقوف بقضية التربية والتعليم لتصل إلى أعلى المستويات ومن ثم طرحها في جميع المنتديات عامة. العالم هو قرية صغيرة، الآن مع التطورات التكنولوجية مجتمعة نستمر بإيصال رسالتنا  إلى المؤسسات والجامعات العالمية حتى نقول لها أن الأكاديميين والجامعيين في المجتمع العربي يملكون كل المواهب والإبداعات التي تجعل المؤسسات العالمية تقلدنا وتستفيد من تجاربنا.

سيد نزيه بدارنه، بعد الانجازات المتوالية لكلية سخنين، كيف برأيكم تساهم كلية سخنين لتأهيل المعلمين على رفع جهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي في البلاد؟

إنجازاتنا هي إنجازات لكل فرد وفرد في المجتمع العربي في البلاد. علينا جميعاً أن ننهض بجهاز التربية إلى أرقى المستويات من خلال الاستفادة من تجارب أبناء مجتمعنا الأكاديميين مهنياً وتعليمياً وإدارياً، فكما هو معروف لديكم تحتضن الكلية نخبة المحاضرين الأكفاء في البلاد، هذا بالإضافة الى احتضانها لنخبة المهنيين والإداريين في مجالات مختلفة ومتنوعة. نحن نتبنى رؤية شمولية ومستقبلية لعدة موضوعات متعلقة بالتربية والتعليم ونقوم بالتعامل معها وفق البحث العلمي المميز، طبعاً مع الحفاظ والتشديد على مجالات أخرى تتعلق بمواضيع اجتماعية التي تنبثق من خلال طرحنا التربوي والثقافي. قلت في نقاشات سابقة أن المؤسسة التربوية هي تلك التي تنظر للأمور نظرة أفقية وتعرف كيف تندمج اجتماعياً وتستقطب عدة موضوعات لتحللها وتتعمق بها لينعكس ذلك إيجاباً على الجهاز التدريسي بأكمله، الأمر الذي يساهم دون ادنى شك على رفع جهاز التربية والتعليم.