بلدية معلوت تحدد مفهوم الهوية والتربية للهوية لطلاب ترشيحا وتعتبر الهوية الفلسطينية ضربا من العنصرية
النائب زحالقة: " لا نكتفي بما يسمى "تحسين الأوضاع" بل نصر على المساواة الكاملة وعلى توفير كل ما تحتاجه مدارسنا"
النائبة زعبي: " يمثل التوجه التربوي الآن في مدرسة ترشيحا جميع ما تريد لنا السلطة أن نذوته، أناشد أهالي ترشيحا باليقظة والوقوف أمام توجهات تربي نفوسا صغيرة في وطنها"
زار النائبان عن كتلة التجمع البرلمانية، جمال زحالقة وحنين زعبي، الاربعاء 19.09.12 مدارس بلدة ترشيحا، وذلك ضمن سلسلة الزيارات التي تقوم بها الكتلة منذ مطلع العام الدراسي، بهدف الوقوف عن قرب على قضايا التربية والتعليم واحتياجات ونواقص المدارس العربية. ورافق النائبين، عضو المكتب السياسي للتجمع مراد حداد، نائب رئيس بلدية معلوت-ترشيحا سابقا عن التجمع، السيد نخله طنوس، مركز تجمع ترشيحا وسام دوخي وعدد من الناشطين ولجان أولياء الأمور.
بدأت الزيارة في مدرسة ترشيحا الثانوية الشاملة ذات الماض العريق والتي تحولت بعد صراع مرير في البلدة لشبكة أورط الثانوية، ورافق مديرة المدرسة رندة آغا في شرحها والتعبير عن وجهة نظرها للعملية التربوية جميع موظفي قسم التربية والتعليم في مجلس معلوت، بما فيهم مدير عام البلدية سيلاس ليبلاو ومدير قسم المعارف في البلدية ميخائيل أوحيون، بالإضافة إلى نائب رئيس البلدية، جورج عبليني، كما رافق الوفد مدير المرحلة الإعدادية المربي مازن أندراوس، مفتش مدارس ترشيحا خالد حجازي، ورئيسة لجنة أولياء أمور الطلاب السيدة نبال هواري. وعرضت مديرة المدرسة برضى كامل المسيرة التربوية للمدرسة، دون أن تشير إلى ما يحتاج التطوير ودون أن توجه أي مطالب جدية لصالح الطلاب لا للوزارة ولا لممثلي البلدية وقسم المعارف. وحول السؤال فيما إذا كانت المدرسة تهتم بانتماء الطالب العربي وتاريخه ووعيه السياسي، الأمر الذي يعتبر من صلب الدور التربوي للمدارس وبلورة شخصية ووعي الطالب، أجابت المديرة بالأيجاب وبأن هنالك برامج لا منهجية كثيرة، بالإضافة للبرامج المنهجية مثل حصص التربية التي يقوم بها الطلاب بإثارة مواضيع حول هويتهم وواقعهم، وأكملت " نحن نسمح بكل شيء لكن ضمن الحدود التي أوافق عليها". وفي نهاية الجلسة أصر مدير قسم المعارف في بلدية معلوت اوحيون بالإدلاء بدلوه حيث قال : " تذكروا أن الشعب الألماني وصل إلى أوج كبريائه القومي"، خالطا بين الهوية والعنصرية عندما يتعلق الأمر بالهوية الفلسطينية، وغافلا عن التوجهات العنصرية للصهيونية.
بعدها زار الوفد المدرسة الابتدائية، واجتمع بمديرتها المربية رنده نحاس وبالهيئة التدريسية، واستمع لاحتياجات المدرسة التربوية وما تعاني من نواقص، وتم مناقشة قضية بناء مدرسة ابتدائية جديدة في بني النعيم، لسد الاحتياجات، وحذر النائبان من هذه العملية التي ستؤدي بالتالي الى تقسيم ترشيحا اجتماعيا وتخلق استقطابا طبقيا وطائفيا.
وقال وسام دوخي مركز تجمع ترشيحا، مستعرضا النواقص في المدرسة الابتدائية:" نحن في ترشيحا نعاني الغبن والتمييز مرتين، مرة من الوزارة ومرة أخرى من البلدية، التي تكرس التمييز ولا تعمل حتى على التخفيف منه ومن هنا احمل المسؤولية الكاملة للبلدية، فالمدارس ينقصها الكثير من الأمور، مما يعيق تقدم وتحسن مستوى طلابنا العلمي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، مدرسة ترشيحا الابتدائية ينقصها ساعات تعليم تربوي وتعليم لا منهجي، نقص كبير في الغرف والصفوف المجهزة، انعدام مختبرات ومكتبة وقاعة رياضة وساحات ملائمة، عدا عن عدم جهوزية المبنى وترد اوضاعه، فهو قديم وقائم من عام 1971، ويفتقر لمستلزمات الأمان في حالات الطوارئ في ظل إهمال المؤسستين العليا والمحلية للبنية التحتية في المدرسة".
وتساءل دوخي:"لو كان هذا المبنى بوضعه الحالي موجود في معلوت، هل سيسمح الرئيس وبلديته بأن يدخله طلاب معلوت ليتعلموا فيه يوما واحدا؟ أم سيسعى لبناء مدرسة جديدة مكانه؟ وتعهد دوخي بمواكبة قضايا المدارس في ترشيحا بشكل دائم.
خلال الزيارة تطرق النائب جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية وعضو لجنة المعارف، إلى المعايير المطلوبة في التعامل مع قضية التربية والتعليم مؤكداً بأننا لا نتازل عن أي حق من حقوقنا، ولا نكتفي بما يسمى "تحسين الأوضاع" بل نصر على المساواة الكاملة وعلى توفير كل ما تحتاجه مدارسنا وفق المعايير الرسمية والمشاريع المتاحة. ودعا زحالقة إلى الالتزام بوحدة اهالي ترشيحا في كل المجالات بما فيه مجال التعليم، وعدم تقسيم الطلاب وفق الحارات والانتماءات، مؤكداً أن هناك انتماء واحد يوحدنا جميعاً وهو لبلدنا ولشعبنا ولوطننا.
وفي معرض تعليقها على الزيارة قالت النائبة زعبي: " يمثل التوجه التربوي الآن في مدرسة ترشيحا جميع ما تريد لنا السلطة أن نذوته، إذا كان ما قاله أحيون يمثل توجه المدرسة فنحن في مصيبة كبيرة، وهو ما يدعو لقلق كبير على مصير الأجيال التي تخرجها هذه المدرسة، أناشد أهالي ترشيحا باليقظة والوقوف أمام توجهات تربي نفوسا صغيرة في وطنها".