ممارسة الجنس أفضل حماية لقلوب الرجال
2011-12-17 13:43:18

يخشى مرضى القلب من ممارسة الجنس مع زوجاتهم، خشية تدهور حالتهم أو فقدان حياتهم أثناء الممارسة، لكن الأطباء يؤكدون أن ممارسة الجنس مثل ممارسة أي نشاط يومي عادي ما عدا الحالات المتقدمة من مرضى الشريان التاجي.
 
وأوضح الأطباء أن ممارسة مرضى القلب للجنس لا تمثل خطورة على صحتهم، ففي سنة 1969 أجرى العالم الأمريكي "هيلر اشتين" فحصاً دقيقاً وشاملاً على أكثر من مائة مريض من مرضى القلب والشرايين التاجية، وفي هذا البحث درس مدى رد فعل القلب أثناء اللقاء الزوجي.

فوجد العالم أن أعلى معدل في ضربات القلب كان 117 ضربة في الدقيقة في فترة الشبق (نزول السائل المنوي)، الذي لا يستغرق أكثر من 10 إلى 15 ثانية، وبقياس متوسط النبض في الفترة من دقيقتين قبل الشبق ودقيقتين بعده وجد أن متوسط نبض القلب 97 نبضة في الدقيقة.

وحاول العالم الأمريكي "هيلر اشتين" توصيل هذه المعلومات بشكل مبسط للمرضى فقد لاحظ وقاس عدد نبضات القلب بالنسبة لنفس المرضى خلال نشاطهم اليومي العادي، والذي لا يزيد على المشي وبعض الأعمال المكتبية وصعود السلالم، فوجد أن أقصى معدل لنبضات القلب خلال هذه النشاطات العادية يصل إلى 120 دقة في الدقيقة، أي أكثر من أكبر معدل له أثناء العملية الجنسية التي هى 117 دقة في الدقيقة، مما يدل على أن المجهود الذي يبذله القلب أثناء ممارسة الجنس لا يزيد على ما يبذله أثناء النشاط اليومي العادي.

وتدعيماً لهذه الدراسة، أكدت دراسة حديثة أن الرجال الذين يمارسون الجنس ثلاث مرات علي الأقل في الأسبوع يمكن أن ُيخفضوا خطر الإصابة بالأمراض القلبية التاجية بشكل كبير.

وأشارت الدراسة إلى أن ممارسة الجنس، شرط تجنب الأسباب التي يمكن أن تؤدي للإصابة بالأمراض، يمكن أن يكون مفيداً للرجال، فممارسة الجنس بشكل قوي يمكن أن تضاعف دقات القلب وتؤدي إلى إحراق 200 سعرة حرارية، أي ما يعادل الركض السريع لمدة 15 دقيقة.

الجنس وتقدم العمر

مع تقدم العمر يتساءل الرجال عما إذا كان الجنس هو أمر مفيد بوصفه شكلاً من أشكال الرياضة أو أنه أمر يسبب الإجهاد للقلب، ورغم أن هذه التساؤلات تبدو وكأنها "أحاديث أطفال"، إلا أنها مهمة جداً في الواقع، كما بدأت تتوفر حولها أجوبة علمية دامغة.

وبهدف تقييم تأثيرات النشاط الجنسي على القلب والأوعية الدموية، راقب باحثون عدداً من المتطوعين أثناء مشيهم على الدواسة الكهربائية في المختبر، كما قيموا ممارستهم الجنس في الفراش في منازلهم، وقد شارك في التجربة 13 امرأة إضافة إلى 19 رجلاً كان متوسط أعمارهم 55 سنة.

وكان ثلاثة أرباع الرجال متزوجين، وعانى نحو 70% منهم من شكل ما من أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية، وتناول 53% منهم أدوية "حاصرات بيتا". ورغم تاريخ أمراضهم فقد أفاد الرجال بأنهم يمارسون الرياضة 4 مرات في الأسبوع ويمارسون الجنس 6 مرات في الشهر في المتوسط.

وراقب العلماء معدل ضربات القلب وضغط الدم أثناء عملية قياسية لاختبار المشي على الدواسة الكهربائية، وكذلك أثناء ممارسة الجنس مع الشريكة أو الشريك. وتوجت كل النشاطات الجنسية بعملية الولوج عبر المهبل ووصول الرجل إلى الذروة.

ولعل الأمر المخيب للآمال يكمن في النتيجة التي توصل إليها الباحثون وهي أن المشي على الدواسة الكهربائية كان مرهقاً أكثر على القلب، إذ ظهر أن معدل ضربات القلب لدى الرجال أثناء الممارسة الجنسية ازداد بنسبة 72 % من معدله عند المشي على الدواسة الكهربائية، أما ضغط الدم فقد ارتفع بنسبة 80% من معدل ارتفاعه عند المشي بأقصى طاقة على الدواسة، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".

وفي سلم لقياس شدة التأثير يتكون من 5 درجات، حيث 5 هى الدرجة العليا، قيم الرجال التمارين على الدواسة بدرجة بـ 4.6 درجة مقابل 2.7 لممارسة الجنس، كما ظهر أن الجنس كان أقل إجهاداً للنساء من حيث تأثيراته على معدل ضربات القلب، ضغط الدم، والشعور بشدة الإجهاد.

الجنس تمرين رياضي

يبدو أن الرجال يستنفدون طاقة عند تفكيرهم وحديثهم عن الجنس أكثر من الطاقة التي يبذلونها أثناء ممارستهم للجنس، إذ وخلال ممارسة الرجل للجنس لا يزيد معدل ضربات القلب على 130 دقات في الدقيقة، بينما يظل ضغط الدم الانقباضي (وهو القراءة العليا لضغط الدم التي تسجل عندما يضخ القلب الدم) له أقل من 170 ملم زئبق.

وتؤدي ممارسة الجنس إلى حرق نحو 5 سعرات حرارية في الدقيقة. وهي أكثر بأربع سعرات من الكمية التي يحرقها الرجل عند مشاهدته برامج التلفزيون، إلا أن مقدارها هو نفس المقدار عند التمشي في ساحة لعب كرة الجولف، وإن كان بمقدور الرجل ارتقاء سلالم لثلاثة طوابق فإنه في وضع جيد لممارسة الجنس.

وتنصح الدراسات الرجال ألا يمارسوا الجنس إن كانوا يشعرون بالمرض، كما أن عليهم التوقف عن ممارسته إن ظهرت لديهم أعراض مزعجة على القلب أثناء المعاشرة. وكل هذه الأمور تأتي من باب الاحتياط. فالجنس آمن للقلب، إلا أنه يجب أن يكون أيضا آمناً لكل أعضاء الجسم، فالأمراض الجنسية المعدية تشكل خطراً أكبر من خطر الجنس على القلب.

وفقاً لتقرير بريطاني، تم فيه تقييم 918 رجلاً كانوا بصحة جيدة عند بداية الدراسة، قدم كل رجل منهم معلومات عن عدد أنشطته الجنسية. وعلى مدى الـ 10 سنوات اللاحقة ظهر أن الرجال الذين أفادوا بأنهم وصلوا إلى الذروة الجنسية 3 مرات أو أكثر في الأسبوع، قل لديهم عدد الوفيات بنسبة 50% مقارنة بالذين قل لديهم عدد الممارسات الجنسية.

ويتفق تقرير عن دراسة "هرم الذكور في ماساشوستس" مع فكرة دور الجنس في الحماية. وقد اختير للدراسة رجال بين أعمار 40 و70 سنة من مدينة بوسطن في ولاية ماساشوستس. وضمت الدراسة 1165 رجلاً لم يعانِ أي منهم من أمراض القلب أو الأوعية الدموية لدى بدء الدراسة.

وعانى 213 رجلاً منهم من اختلال في الانتصاب تم تحليل بياناتهم على انفراد، ومن بين 952 من الرجال الذين لم يعانوا من هذا الضعف الجنسي، ظهر أن الذين مارسوا منهم الجنس مرة واحدة أو أقل في الشهر ازدادت احتمالات تعرضهم لأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 45% مقارنة بالرجال الذين مارسوه مرتين أو أكثر في الأسبوع. ولم تفسر الدراسة العلاقة بين النشاط الجنسي وصحة القلب اعتماداً على عوامل الخطر على القلب ولا على مدى رضا الرجل عن علاقته الجنسية.

ورغم أن النتائج البريطانية والأمريكية مؤثرة على القلوب، فإنها لا تبرهن على أن الجنس نفسه له دور وقائي، لكن تفسيرات أخرى تعتبر أن النشاط الجنسي يعكس الرضا عموماً بالحياة وهو أمر مهم للصحة، كما أنه من المحتمل كثيراً أن الرجال الذين لا يمارسون الجنس إلا قليلاً قد يكونون محملين بمشاكل العزلة الاجتماعية أو التدخين، تناول المشروبات، المخدرات، أو بأمراض تؤثر على الشهوة والقدرات الجنسية، ولذا فإن على الرجال التمعن في مشاكلهم بهدف التعرف على مدى قدراتهم الجنسية.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق