اعترفت مؤسسة التأمين الوطني لرجل في الخمسينات من عمره يحمل منصب سياسي كبير، بواسطة موكله المحامي ربيع ناصر، بحدوث النوبة القلبية كإصابة عمل جراء نقاش حاد والذي جرى بينه وبين أحد مساعديه السياسيين في بيته وتمثل النقاش بمشادة كلامية حادة وتبادل الفاظ جارحة بينهما أدت الى اصابته على الفور بنوبه قلبية ونقله إلى المستشفى على أثرها بعد ساعات لتلقي العلاج والتعافي.

وبناءًا عليه وبعد المطالبة والملاحقة القانونية تم الاعتراف بحدوث النوبة القلبية جراء هذه المشادة وتسجيلها كإصابة عمل في التأمين الوطني مما يتوجب عليه دفع جميع مستحقات ومخصصات التأمين الى جانب حقوق أخرى نتيجة الاصابة. وبموجب هذا القرار فإن تحديد الإصابة بالجلطة القلبية بسبب الظروف الإستثنائية هو بمثابة حادث عمل وبالتأكيد له تبعيات وآثار جمة تستوجب منح كافة الحقوق والمخصصات.

وفي نفس السياق، ينوَّه المحامي ربيع ناصر بأنَّ من أهم الشروط التي يتوجب استيفائها للإعتراف بحدوث الجلطة القلبية كإصابة عمل كنتيجة مباشرة للعمل هي استثنائية الحدث (אירוע חריג) أي الظرف الاستثنائي الذي سبق حدوث الجلطة ومدى تأثيره على المُصاب، بالإضافة لعوامل أخرى مثل زمن حدوث الحالة ومسبباتها، خلفيات الحدث وأسبابه وطبعًا حدّة الحدث على المُصاب. كما أنه ليس كل جلطة قلبية تحدث أثناء العمل يُعترف بها كإصابة عمل. وبالعكس، ممكن أن تكون هناك حالات لحدوث جلطة قلبية ليس بساعات العمل أو أثناء العمل ورغم ذلك يمكن الاعتراف بها كإصابة عمل بشرط حصولها بشكل مباشر نتيجة العمل إذا حدثت بعد بضعة ساعات أو أيام معدودة من الدوام في العمل أو حتى في أيام الراحة أو العطلة (في البيت مثلاً)، ولكل حالة خاصيتها ولكل وضع وشروطه.

ختاماً، من لا يشكر الناس لا يشكر الله ومن هذا المنبر يوجه المحامي ربيع ناصر الشكر والعرفان والإمتنان الشديد للفقيد طيب الذكر المرحوم الدكتور ذياب غانم مدير قسم القلب في مستشفى بوريا والذي أياماً قليلة قبل وفاته أسعفنا بتقرير طبي قضائي كان له الأثر لإثبات الحالة الطبية وإقرار الإصابة. رحم الله فقيد الانسانيّة الدكتور ذياب وأسكنه فسيح جنّاته وصبّر أهله وذويه.

ربيع ناصر – مكتب محاماة لقضايا التأمين الوطني والأضرار الجسدية.