بَشرَ رئيس مجلس حرفيش المحلي ورئيس منتدى السلطات الدرزية السابق صالح فارس قبل قرابة الشهر خلال إجتماع تضامني لأعضاء الكنيست العرب  في خيمة الأعتصام المُقامة في حرفيش والوحيدة التي لا تزال صامدة في البلاد, بَشّرَ بأنه تم الوصول أخيراً لحل جذري بالنسبة لقضية الخارطة الهيكلية الشائكة في حرفيش, كل ذلك وسط الأزمة السكنية الخانقة التي تجتاح شباب البلدة الواقعة في الجليل الغربي والتي يبلغ عدد سكانها6000    نسمة, وكذلك بعد موجة الأحتجاج الواسعة التي تفاقمت في البلدة بعد أن حاولت سلطة حماية الطبيعة بالتعاون مع الشرطة من إعتقال مقاول بناء وأيقاف العمل في إحدى بيوت البلدة بحجة البناء الغير مُرخص. بحيث ثار الشارع الحرفيشي وتم إغلاق المدخل الشرقي للبلدة ومن بعدها جاءت فكرة خيمة الأعتصام التي تم إقامتها في المدخل الغربي للبلدة وما زالت تنبض حتى يومنا هذا في مسيرتها النضالية المُشرفة نحو نيل حقوق المواطن الحُرفيشي.
 
للحديث عن هذا الموضوع ومواضيع أخرى تهم الشارع الحُرفيشي وكذلك الوسط الدرزي والعربي المحلي إلتقينا برئيس المجلس المحلي في حرفيش الأخ صالح فارس وكان لنا حديث مُشوق معه جاء في  مجازه كما يلي ومُرفق

(فيديو موثق للمُقابلة)

 
عن قضية الخارطة الهيكلية اهم ما جاء في أقوال صالح فارس ما يلي:
رقم الخارطة الهيكلية هو 1275 وتم تقديمها سنة 1975 والمصادقة عليها بعد 22 سنة أي سنة 1997 ومن هنا تنبع المُشكلة فحين تم المصادقة, البلدة توسعت ولم تعد المنطقة المُصادقة عليها تُلائم إحتياجات السكان والأرض.
 مُشكلة اخرى تعاني منها حرفيش هي وضعها الجغرافي بحيث تقع البلدة في وسط محمية طبيعية نابعة لجبل الجرمق(הר מירון) من 3 جهات الغربية, الشرقية والجنوبية, وهذا يُزيد الطين بلة, فُإضافة للضائقة السكنية نحن موجودين وسط سياج المحمية الطبيعية جبل الجرمق.
 قطعنا شوط لا بأس به في قضية الخارطة الهيكلية لكن الطريق ما زالت طويلة فهنالك عدة أبنية ودور مُعرضة للهدم من قبل السلطات بحجة عدم ترخيصها, وهذا نتج عن تعامل السلطات مع المواطنين, فماذا يفعل المواطن حين لا يجد مكان للسكن وتُضَيق عليه الحصار, سيضطر للبناء الغير مُرخص وساعتها سيتحول من مواطن صالح لمواطن مُخالف ويتعرض بالتالي للعقاب ودفع الجزية والهدم في النهاية.
 مشكلة الخارطة الهيكلية عند البلدات العربية تختلف تماماً عن البلدات اليهودية, بسبب مُلكية الارض الخاصة في الوسط العربي الأمر الغير متواجد في الوسط اليهودي الذي حصل على الارض من دائرة أراضي اسرائيل, ويجب أن يكون تخطيط الخرائط الهيكلية في الوسط العربي مُبرمج ومُنظم بشكل يتمشى مع حاجيات المواطنين والأخذ بالحسبان قضية توريث الأرض للأبناء وإعطاء الحق لكل مواطن البناء على قطعة أرض خاصة به.
 أرض حرفيش وصلت مساحتها حتى 30 إلف دونم ومنطقة النفوذ تصل اليوم حتى 4000 دونم فقط وحتى يتم بناء خارطة جديدة يجب أخذ موافقة وزير الداخلية والمُضحك في الأمر بأنه هنالك عدة مناطق سكنية داخل حرفيش لا تتبع لمنطقة حرفيش وعلى رأسها المجلس المحلي المتواجدين فيه حالياً, إضافة الى ملعب كرة القدم, المركز الجماهيري, المقبرة العسكرية جميعهم وغيرهم غير تابعون لمنطقة نفوذ حرفيش.
كان لنا جدال طويل مع وزير الداخلية حول موضوع الخارطة الهيكلية وقمت بترك  إحدى الجلسات إحتجاجاً على تعامل وزير الداخلية وتماطله بالموضوع.
رغم التقدم الملموس في قضية الخارطة الهيكلية, الطريق ما زالت طويلة, مُعقدة, مُركبة ومليئة بالعوائق نتيجة بيروقراطية وزارة الداخلية, وحتى لو تم إقرار الخارطة الهيكلية فأُوكد بأنها لن تفي حاجيات السكان.
 
عن دور خيمة الاعتصام في حل مُشكلة الضائقة السكنية ذكر فارس في حديثه:
 خيمة الأعتصام عامل مُساعد وهام في القضية وخصوصاً بعد الأحتكاك الذي حدث بين السكان وسلطة حماية الطبيعة, وحين يثور الشعب فلا طريق للعودة سوى إيجاد حل للمشكلة وشخصياً لا أرى بخيمة الاعتصام أي عائق أمام جميع الأطراف, وأقل ما يمكن القول في ذلك بأنها توصل رسالة مُقدسة من المواطن المُحتج والمظلوم للسلطات لعله يجد الحل في ذلك.
 
عن وضع المجلس المحلي في حرفيش, تحدث صالح فارس قائلاً: 
في الحقيقة إستلمت مجلساً في وضعاً يُرثى له كباقي المجالس العربية, ديون قديمة, موظفين وعُمال لم يستلموا أُجرتهم منذ أكثر من سنة, وينتج ذلك من عدة أمور منها سوء في الأدارة وكذلك نسبة الجباية المُنخفضة, فالمواطن لم يعمل واجباته كما يجب وبالتالي لم يتلقى جميع الخدمات المفروض ان تُقدم له.
 قمنا بنضال شامل وقاسٍ امام مكاتب رئيس الحكومة ونتيجته وصلنا لخطة إشفاء من أجل حل العجز الموجود فيه المجلس مقابل رفع نسبة الجباية عند المواطنين وحين دخلت لوظيفتي كانت نسبة الجباية بالكاد تصل حتى 40% واليوم تصل نسبة الجباية حتى 80% وبل أكثر من ذلك.
 وتابع:اليوم وضع المجلس جيداً نسبياً لباقي المجالس, المجلس غير مُدان لأي موظف أو عامل والجميع يتلقوا رواتبهم في الوقت المُحدد, كذلك قمنا بتسديد ديون قديمة ومُتراكمة على المجلس, ويمكن القول بأن مجلس حرفيش في الطريق الصحيح نحو جعله مجلساً مُعتدل الميزانيات.للأسف الشديد الميزانيات التي نأخذها من الوزارات المُختلفة لا تفي لحاجياتنا, فحين تُقر ميزانية بمبلغ 0 مليون شيكل, أقولها بصراحة المجلس بحاجة لميزانية تفوق ال 50 مليون شيكل ولكن مع كل هذا الوضع في طريقه للتحسن.
 
عن المشاريع والانجازات يتحدث فارس:
أنجزنا حتى اليوم 59 مشروعاً في حرفيش, ومن تلك المشاريع أفتتاح بيت المسنين والذي يفى بحاجيات كل مُسن في حرفيش وذلك بعد أن كان مُغلقاُ لعدة سنوات. نقلنا مركز الخدمات الجتماعية لبناية كبيرة وواسعة بحيث يعمل بها طاقم كبير ومُجرب يقوم بخدمة المواطنين. في مجال التربية والتعليم, أضفنا مُكيفات هوائية للصفوف, وأدخلنا اللوحة الذكية(לוח חכם), وكذلك أضفنا مواضيع إثراء للطلاب بالأضافة الى تطوير بعض المباني في المدارس المُختلفة بالأضافة الى العديد من المشاريع التطويرية في المرافق التربوية في البلدة. بالنسبة لملعب كرة القدم, المُشكلة ليست في المجلس,فلا نستطيع ان نحصل على ميزانية للملعب إذا لم تتواجد جمعية ذات إدارة سليمة على الأقل لمدة 3 سنوات لتُدير امور الرياضة وهذا ما لا يتواجد في حرفيش.
أضف الى ذلك, ما حصل عليه الوسط الدرزي من مركز التكهنات هو ضئيل جدا وبالارقام مليون شيكل من أصل 450 مليون شيكل, فكيف سيتم العمل على ملعب كرة قدم في حرفيش!!!؟؟؟؟؟
 
مشاريع حالية مُستقبلية:
 نحن بصدد إقامة مبنى للاخصاء النفسيين بقيمة 3 مليون شيكل, كذلك إقامة مسكن يومي منطقي(מעון יום אזורי), وبالنسبة للشبيبة هنالك بيت الشبيبة الذي تم افتتاحه مؤخراً, كذلك عملنا على افتتاح مكتبة عامة لتخدم طلابنا, أقمنا مركز مبادرات نسائية لأحياء التراث الدرزي وإشغال نساء البلدة فيه.
نعمل كذلك على حفظ الأثريات المتواجدة في البلدة عن طريق جمعها في مكان واحد وبالتالي الحفاظ على تراثنا وتقاليدنا, بالأضافة الى معرض النحت على الحجر الذي تم اختتامه مؤخراً بنجاح كبير والعديد من المشاريع الأخرى.
وفي نهاية هذا الموضوع قال فارس:أعمل بدون كلل او ملل وعلى مدار 24 ساعة لمصلحة المواطنين في بلدتي وأعمل كل ما في جهدي لتكون هذه البلدة قدوة لجميع البلدات الدرزية والعربية في البلاد, وعلى امل أن نصبوا لفترة أفضل من جميع النواحي.
 
عن منتدى السلطات الدرزية والشركسية وحول أداء رئيسه الحالي نصر خير قال صالح فارس:
أسأل رؤساء السلطات الدرزية عن أدائي حين كنت أشغل هذا المنصب, وبصراحة متواضعة, كنت أعطي للمنتدى 70% من وقت عملي و30% لأبناء بلدتي وكان يحق للمواطن في حرفيش ان يرفع باب العتب عليّ.
وما فعلته من أجل منتدى السلطات الدرزية من نضال ومطالب تستطيع ان تسأل باقي رؤساء السلطات الدرزية بحيث تم انتخابي لسنة واحدة وكنت رئيساً للمنتدى لمدة سنتين, والسبب في إجراء انتخابات جديدة هو عدم حضور بعض من رؤساء السلطات للاجتماعات التي كنا نعقدها مما اعاق عمل المنتدى.
 بالنسبة لأداء المنتدى الحالي تردد صالح فارس كثيراً في بداية الحديث عن أداء المنتدى الحالي ورئيسه نصر خير بسبب وعلل ذلك بالإحراج الكبير كونه رئيساً سابقاً للمنتدى, ولكنه وضح أمراً هاماً بقوله:" لو أردت أن أضع كل أوراقي على الطاولة, الأمرُ لن يكون سهلاً وسيُحدث ضجة كبيرة, رئيس المنتدى يجب ان يتصرف كقائداً وليس فقط كرئيس مجلس أو منتدى, فرئاسة المنتدى هي رسالة للمواطن وليست فقط إتمام وظيفة".
 
وعن أداء نصر خير في رئاسة المنتدى أجاب صالح فارس:
عمل رئيس المنتدى يتطلب أكثر من إنتخاب ورئاسة منتدى,وتتطلب منه قيادة والجلوس على شريان الوزارات لنيل الميزانيات, رئاسة المنتدى ليس فقط الجلوس على الكرسي أو لبس العباءة, يجب أن يضحي على الأقل 70% من وقته لمصلحة طائفته, ولكن للأسف الشديد نصر خير لا يُكرس حتى نصف هذا الوقت, وعملياً نصر خير لا يقوم بواجبه كما يجب للسلطات الدرزية.
 
عن التعاون بين منتدى السلطات الدرزية ولجنة المتابعة العربية كان لصالح فارس قول في ذلك: 
بنظري الشخصي يجب ان يكون تعاون تام بين السُلطتين وأرى في التعاون بينهما جنوداً في خندقاً واحداً من أجل مصلحة المواطنين والسلطات المحلية بما يصب في مصلحة جميع الاطراف.
 
عن قضية عطلة يوم السبت في البقيعة, كون حرفيش كذلك بلد مُختلطة طائفياً قال فارس: 
المحبة والوئام بين الطوائف في حرفيش سادت على مر سنين طويلة وحتى يومنا هذا وما يحدث في البقيعة يختلف عنه ما يتواجد في حرفيش ويعود السبب في ذلك لنسبة التجانس بين الطائفتين والمقصود هنا أن نسبة المسيحيون في البقيعة أكبر بكثير من نسبة المسيحيون في حرفيش لذلك لا أواجه هذه المشكلة في بلدي, بينما في البقيعة الوضع مختلف والحل فقط عن طريق إتفاق مُتبادل بين اللجان المُختلفة, الأهالي والسلطة المحلية.
 
عن فكرة إقامة قرية درزية في الجليل, قال ابو السعيد: 
أًؤيد بكل جوارحي إقامة قرية درزية جديدة, وبل إقامة أكثر من قرية درزية واحدة, في سنة 1948 كان هنالك 16 قرية درزية وإمتلكت هذه القرى حوالي 360 الف دونم, واليوم اكثر من 70% من هذه الأراضي تمتلكها الدولة وإذا أرادوا أن يُقيموا قرية درزية فسوف يقيمونها على أنقاض قرى درزية.
 إقامة قرية درزية لن يضر بتوسيع الخارطة الهيكلية, فلكل قرية وقرية حاجياتها الخاصة بها, وذلك لا يمنع إقامة قرية درزية جديدة او أكثر,فلننظر للمستوطنات اليهودية التي لا يتعدى إحداها 400 أو 500 مواطن وتمتلك أراض عديدة.
 بل على العكس من ذلك فكرة إقامة قرية درزية تمكنها أن تحل مشاكل الضائقة السكنية في قرانا الدرزية, ولننظر لمدينة الناصرة كأكبر مثال للضائقة السكنية في وسطنا العربي, ومن بعدها فليسألوني لماذا أًؤيد فكرة إقامة قرية درزية.
 
عن قضية الأعضاء المقالين من المجلس بسبب ديون وضرائب متراكمة عليهم, ذكر فارس:
في البداية لم أعلم عن هذا الأمر بالمرة, وحين قدم العضو زيدان غضبان استقالته من المجلس, من جاء بعده تبين أنه مُدان للمجلس,وحينها حسب القانون أنذرت العضو بتسديد ديونه خلال 60 يوماً حسب القانون, وكان من الواجب علي فحص كل ملفات الأعضاء في المجلس, والمُضحك في الأمر بأنه تبين أن الأعضاء الذين قدموا طلب عدم تعيين العضو الجديد, هم كذلك مدانون للمجلس ضرائب وأرنونا.
 عضو منهم قام بتسديد ديونه والعضو الثاني تم إقالته من المجلس لعدم تسديد ديونه حسب قوانين وزارة الداخلية.
 
عن أداء الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في البلاد تحدث صالح فارس بكل صراحة:
الشيخ موفق طريف يعمل كل ما في جهده لمصلحة الطائفة الدرزية وحديثي ينبع عن تجربة طويلة معه, إن كان ذلك في نضال رؤساء السلطات الدرزية أمام مبنى رئيس الحكومة في القدس, حين وقف معنا وشدَّ على أيادينا, وإن كان ذلك في الاجتماعات والمُظاهرات التي كُنا نعقدها خلال هذه الفترة, وبصراحة أكثر الشيخ موفق طريف لم يُخذلنا في أي مرة طلبناه بكل ما يتعلق بقضايا الطائفة الدرزية.
الشيخ موفق طريق يقوم بواجباته بكل ما لديه من إمكانيات, كان في خيمة الاعتصام في حرفيش, كذلك في قضية مشاكل أراضي المنصورة والجلمة في عسفيا ودالية الكرمل تواجد دائماً هناك,والمشكلة هنا ليس عند الشيخ موفق طريف, المشكلة تكمن في أصحاب الحق حين لا يتوحدون إمام مطالب موحدة, والشيخ موفق طريف مع المنتدى صرحوا بأنهم يقفون بجانب جميع مطالبهم أمام الحكومة.