"بوغاتي" تحافظ على سمعة المنتج الأول للسيارات الفخمة
2009-10-19 12:56:48

إذا كان العائق الوحيد الذي يحول دون شراء أي معجب بسيارة «بوغاتي فايرون» ـ التي يبلغ سعرها نحو 890 ألف جنيه إسترليني ـ هو اقتصار عدد مقاعدها على اثنين فقط... فإن هذا العائق سيزول بعد قليل، وتحديدا عام 2013، الموعد المحدد لطرح "بوغاتي 16 سي غالبيير" في الأسواق كسيارة صالون من أربعة مقاعد مريحة.

وعلى الرغم من أن هذا الطراز لا يزال موديلا نموذجيا لسيارة مستقبلية، فإن ذلك لم يحل دون كشف الشركة الصانعة عن نموذج مكتمل الصنع تماما فتن عقول الذين تسنى لهم رؤيته لأول مرة في مصانعها في "مولشيم" في شرق فرنسا.

 

عندما خرجت الـ"فايرون" إلى العلن للمرة الأولى عام 2005 أطلقت بمحركها الجبار ذي الـ987 حصانا مكبحيا مستوى من الأداء لم يألفه عالم السيارات من قبل، كما لم تستطع سيارة أخرى التغلب على سرعتها القصوى التي بلغت 253 ميلا في الساعة (المحددة من قبل الشركة) سوى سيارة واحدة هي «إس إس سي ألتيمت إيرو» التي وصفت بأنها وحش حقيقي تتفوق بسرعتها حتى على سيارات السباقات الكبرى "فورميلا واحد"، فقوة محركها تبلغ 1183 حصانا، وسرعتها تفوق الـ270 ميلا في الساعة، أما تسارعها فيبلغ 2.7 ثانية من نقطة الصفر إلى سرعة 60 ميلا في الساعة.

وباستثناء هذه المركبة الفذة لم تستطع سيارة أخرى مجاراة الـ"فايرون"، ولا حتى الاقتراب من مستوى فخامتها وأدائها القوي. وهذا يشمل "ألتيمت إيرو" هذه أيضا، التي رغم قوتها الكبيرة، تقل عن الـ"بوغاتي" فخامة، مما يفسر سعرها المتدني نسبيا وهو 670 ألف دولار أميركي. كما أن الأسلوب الذي تتعامل به الـ"فايرون" مع قوتها الكبيرة يختلف جذريا عن سائر السيارات المتفوقة بما فيها "ألتيمت إيرو".

إلا أن "بوغاتي" رغبت في استعارة هذه المميزات الاستثنائية ووضعها في سيارة "سيدان" متفوقة من أربعة أبواب قادرة على القيام بكل ما تقوم به الـ"فايرون" تقريبا، إضافة إلى تسهيل مهمة ربة المنزل في إيصال ابنها الصغير إلى المدرسة ومنها.

وهي سيارة كبيرة الحجم فعلا يتعدى طولها الـ16 قدما، ولكن لأن بنيتها الأساسية مصنوعة من الألياف الكربونية المتينة، إلى جانب الألمنيوم المصقول في الأماكن غير الحساسة، تظل خفيفة الوزن نسبيا. وهي علاوة على كل ذلك مركبة بمؤخرة "هاتشباك"، بدلا من صندوق منفصل للأمتعة، مما يضفي عليها لمسة من العملانية، إلى جانب الأداء العالي. ومن الجوانب الجمالية الأخرى المميزة لـ"غالبيير" الأرضية الوسطى المرتفعة التي تمر في منتصف السيارة من المؤخرة حتى المقدمة لترتفع بعد ذلك لتقسم النافذة الخلفية إلى نصفين، وهو ما أتاح للمصممين تركيب مصباح خاص للمكابح يعمل بمبدأ الصمام الثنائي المبعث للضوء LED.

وأكثر ما يميز مؤخرة السيارة أنابيب العادم الثمانية المجزأة إلى مجموعتين تتألف كل منهما من أربعة، تبرز من جانبي السيارة، وتصدر أصواتا هادرة جميلة لدى الإقلاع.

ويدفع السيارة محرك "بوغاتي فايرون" الأساسي سعة 8 لترات المؤلف من 16 أسطوانة. ولكن بدلا من وجود أربع شاحنات توربينية لتعزيز قوة المحرك، هناك اثنتان فقط في الطراز الجديد. والسبب كما يقول مهندسو الشركة تخفيف ضجيج المحرك، لكي يتلاءم مع سيارات الصالون عادة. من هنا فإن قوة "غالبيير" أقل قليلا من قوة شقيقتها الـ«فايرون»، إذ تبلغ 900 حصان مكبحي مقارنة بـ987 حصانا مكبحيا للأخيرة.

وهذا ما يمكن "غالبيير" من تحقيق سرعة قصوى تبلغ 242 ميلا (390 كيلومترا) في الساعة، بتسارع من صفر إلى 60 ميلا في الساعة في أقل من ثلاث ثوان. أما عزم الدوران فلم يكشف عنه بعد.

ومن اللمسات الجميلة الأخرى أنه يمكن الكشف عن المحرك العملاق عن طريق جنيحين في كل جانب، يفتحان ويغلقان إلكترونيا بلمسة زر. ويعمل كل منهما بشكل مستقل عن الآخر.

وحال الدخول إلى السيارة تشعر بأنك تدخل عالما مختلفا تماما عما عهدته في السيارات الأخرى. والبند الوحيد الذي تبقى من الـ"فايرون» هو المقود. وهناك شاشة القيادة التي تعمل بالبلور السائل (إل سي دي) التي تقدم لك جميع المعلومات كومبيوتريا، كما أنها تعمل كشاشة ملاحة عبر الأقمار الصناعية.

ويفصل بين المقعدين الأماميين خزنة من خشب القيقب (مايبل) المصقول التي تمتد طوليا إلى ما بين المقعدين الخلفيين.. وتتضمن في مقدمتها زرا يعمل بالكبس للتحكم بناقل الحركة الأوتوماتيكي ذي السرعات الثماني الذي يدفع العجلات الأربع جميعها.

وإذا ضغط أحد راكبي المقعد الخلفي على زر إلى جانب هذه الخزنة ترتفع شاشة "إل سي دي" بين المقعدين الأماميين لتستدير 90 درجة وتواجه الراكبين الخلفيين وتتيح لهما مشاهدة الأفلام السينمائية، أو العمل على الإنترنت. والمقاعد الأربعة متشابهة، كما أن الاثنين الخلفيين مستقلان عن بعضهما البعض. ويغطي الجلد الفاخر جميع سطوح السيارة، ابتداء من الأرضية وانتهاء بالسقف. ويغطي أرضية السيارة أيضا سجاد مصنوع من الجلد ذاته الملون، لكنه مقطع إلى شرائط ومحاك بعضه ببعض بطريقة جميلة.

ولدى طرح السيارة للبيع في عام 2013 سيكون سعر الـ"غالبيير" مشابها لسعر الـ"فايرون" اليوم. وهي تأمل في بيع 250 سيارة منها على الأقل، وهو العدد الذي شيد من سيارات "فايرون"حتى الآن، والتي جاءت كلها حسب الطلب. ويبدو أن أغنياء الهند والصين يفضلون الأبواب الأربعة على البابين، خلافا لحال "فايرون" الآن. من هنا تعول الشركة الصانعة على بيع عدد أكبر من الـ"غالبيير" من الـ"فايرون" الرائعة بكل معنى الكلمة.

وعندما عرضت "بوغاتي" سيارتها الجديدة هذه (قبل إنتاجها طبعا) على بعض الزبائن المحتملين من الذين يقتنون شقيقتها "فايرون" في عرض خاص في مصنعها الفرنسي، قدم معظمهم دفعات مالية مسبقة لحجز السيارات الأولى منها التي ستخرج إلى النور.

وهكذا بعد 100 سنة على خروج أول "بوغاتي" من مصنعها، لا تزال هذه الشركة تلتزم بما اشتهرت به دائما: إنتاج السيارات الأنيقة الفخمة التصميم التي تضم في داخلها أقوى المحركات قاطبة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق