120 سيارة جديدة في معرض فرانكفورت الدولي والجمهور يمنح «أودي ر8» لقب «العروس»
2008-01-23 23:00:38

تفاجأ زوار المعرض الدولي للسيارات في فرانكفورت، من مالكي سيارات مرسيدس، بوجود واق مطاطي يغلف نجمات سياراتهم. وفسر الزوار هذه الالتفاتة على أنها رغبة من مرسيدس لوقاية سياراتها وتجهيزاتها الاحتياطية، وخصوصا النجمات، من الاستنساخ على أيدي الصينيين.

وعلى اية حال شارك الصينيون بمعرض جذاب في فرانكفورت رغم الحديث عن تجنبهم عرض السيارات المقلدة التي تقض مضاجع الألمان، والتي كانت أحد مواضيع محادثات المستشارة انجيلا ميركل مع المسؤولين الصينيين في زيارتها الأخيرة لبكين.. وعليه ذهبت المداهمة السرية التي شنتها الوحدات الجمركية الألمانية على الجناح الصيني ـ كما نقلت ذلك صحيفة المعرض «روندشاو» ـ بحثا عن النسخة المقلدة من «سمارت» أدراج الرياح لأن الصينيين لم يجلبوها معهم. وكان المعرض الـ 62 الدولي للسيارات في فرانكفورت (13 ـ 23 اكتوبر/ تشرين الاول) معرض الموديلات الجديدة بلا منازع إذ ضم اكثر من 120 موديلا جديدا عدا نماذج عن سيارات مستقبلية تنتظر رؤية النور ابتداء من عام 2010. وإضافة إلى الجناح الصيني، الذي تطور بشكل ظاهر خلال سنة، كانت مواضيع حماية البيئة والمحركات الهجينة من أبرز شعارات المعرض.

اتحاد منتجي السيارات الدولي، الذي يرعى المعرض، أطلق لقب «المقود الأخضر» على التوجه البيئي الجديد الذي فرض حضوره في كافة الأجنحة، من جناح مرسيدس الضخم إلى جناح لادا الصغير. وبقيت شركات «الخط الأيسر»، أي السيارات السريعة والضخمة مثل بورشه ومايباخ وهمر، بعيدة عن مطالب مراعاة البيئة، فيما اعلنت بورشة أنها لن تلج هذا الميدان قبل سنتين من الآن.

ولا يبدو أن حب البيئة وحده كان الدافع وراء «المقود الأخضر» الذي يعبر عن الالتزام بتوجيهات الاتحاد الأوروبي الداعية لخفض الغازات المنطلقة من العادم وتخفيف وزن السيارة وخفض ضجيج المحرك واحتكاك الإطارات بالأرض. وقال رئيس اتحاد صانعي السيارات الألمان، ماتياس فيسمان، لـ«الشرق الأوسط» إن مبيعات السيارات على المستوى العالمي انخفضت بنسبة 8% خلال العام الماضي وأن الشركات تعتقد أن بالامكان توجيه الانتاج نحو السيارات الصغيرة والصديقة للبيئية بهدف رفع المبيعات مجددا.

ويبرز التوجه البيئي في قطاع انتاج السيارات بسبب قرار الاتحاد الأوربي منع السيارات التي تطلق اكثر من 130 غراما من ثاني أوكسيد الكربون، من دخول مراكز المدن. وهو قرار ينتظر أن يبعد 27% من السيارات القديمة عن الشوارع. ونجحت شركات بي ام دبليو ومرسيدس وفولكس واغن واودي خلال السنوات الماضية بخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون من عودم سياراتها بنسب تتراوح بين 20 و22%.

وطرحت شركة بورشه تقنية جديدة لخفض استهلاك البنزين تتألف من جهاز بدء التشغيل (ستارتر) وجهاز استشعار يحدد وضع البطارية وينقلها إلى كومبيوتر لإدارة الطاقة. ويقلل النظام استهلاك البنزين بنسبة 8% عند الانطلاق والتوقف والفرملة. وزود طراز بي أم دبليو 520d بهذه التقنية فخفضت استهلاك هذه السيارة الضخمة إلى 5.1 لتر فقط / 100 كلم.

وفي مسعاها لتقليل استهلاك البنزين طورت شركة دلفي كابلات جديدة، خفيفة ودقيقة، وقابلة للتدوير. وتختصر الكابلات الجديدة من مادة نوريل ثيرموبلاست العازلة نصف وزن الكابلات البالغ 50 كغم في السيارة كمعدل. وقطر الكابلات الجديدة يقل 28% عن سمك الكابلات التقليدية واستخدمتها مرسيدس في الفئة C.

وفي إطار المنافسة على لقب «المقود الأخضر» استخدمت فيات في سيارتها الصغيرة «باندا باندا» الغاز الطبيعي فقللت إنبعاث ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 23% وقللت إنطلاق ذرات السخام إلى الصفر (أقل 80% من اية سيارة تعمل بالبنزين). وزودت الشركة السيارة بخزانين تحت جسم السيارة يتسعان إلى 13 كلغم من الغاز الطبيعي المضغوط. وقيادة هذه السيارة لا تكلف اكثر من 3.5 يورو لكل 100 كم.

وبعد أن صنعت شركة HJS الألمانية في الثمانينات مرشحا للبنزين ثلاثي الآلية، طرحت في معرض هذا العام مرشحا مماثلا لمحركات الديزل في السيارات والقوارب. اسم المرشح هو «الديزل صفر» ويستخدم عامل اكسدة مساعدا (مستخرج من اليوريا) يحول ثاني اوكسيد الكربون إلى بخار ماء واوكسيد النتروجين إلى ثاني اوكسيد النتروجين. وبدورها قدمت مازدا سيارة مازدا 2 (12 الف يورو) التي يقل وزنها 100 كلغم عن سابقتها مازدا 1. ولا يزيد وزن الشاسيه في هذه السيارة عن 22 كلغم، ونجحت الشركة بخفض وزن الكابلات بثلاثة كلغم ووزن المحرك بـ 5 كلغم.

وجذبت تقنية «بلو تكنيك»، التي قدمتها مرسيدس في نماذج حية في جناحها، أنظار الجمهور بحكم تفوقها في مجال الديزل، وهي عبارة عن صندوق تحت الشاسيه يلم ذرات الغازات والسخام ويحولها إلى بخار ماء وثاني اوكسيد النتروجين (الموجود في أجواء الأرض بنسبة 78%). وطرحت شركة سيمنز تقنية جديدة في صناعة المحركات وتقنن هذه التقنية استهلاك البنزين وتقلله بنسبة 20%.

وعلى مستوى الإطارات ثبت في المعرض أن ليس كل غال هو الأفضل. فقدمت شركة هانكوك الكورية إطارات تقلل الاحتكاك بالأرض وتقلل إطلاق الضجيج. ويعود الفضل في هذه الخصائص إلى الحزوز الطولية الخاصة في الإطارات وإلى خلطة مطاط جديدة لا تطلق مادة «باكPAK» المسببة للسرطان. وعرضت «ميشلان» في جناحها إطارا اسمته «حافظ البيئة» يحمل نفس مواصفات الإطارات الكورية لكنه أغلى ثمنا. وذكرت الشركة أن مادة «سيليكا» التي استخدمت في «سبيكة الإطارت» تقلل استهلاك البنزين بمقدار 0.2 لتر لكل كيلومتر. وحسبت الشركة فإن استبدال كافة إطارات سيارات العالم بإطاراتها الحافظة للبيئة سيقلل إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون في العالم بمقدار 50 مليون طن سنويا.

وأعلن مركز أبحاث كارلسروهه عن إنتاج وقود صناعي سائل اسمه «بيوليك» ويمكن أن يغطي 15% من حاجة السوق الالمانية من البنزين والديزل خلال سنوات. وهو وقود رخيص مستخرج من القش وبقايا حصاد المزروعات والورق القديم ونشارة الخشب وما إلى ذلك.

أودي تخطف الأضواء: وتفننت شركات السيارات في اختيار طرق جذب الجمهور إلى أجنحتها، فعرضت استون مارتن سيارة جيمس بوند التي استخدمها العميل البريطاني في فيلمه الأخير «كازينو رويال». وفضلت فيراري أن تخاطب الألمانب بلغتهم فعرضت سيارة سكوديرا 430 التي قادها بطل العالم السابق مايكل شوماخر في سباقات الفرومولا 1. واستقدمت سوبارو سائق الرالي الشهير بيتر سولبيرغ إلى جناحها، وجعلت مرسيدس سائقها لويس هاملتون يوزع «عجلات سمارت» في المعرض. وأحاطت أوبل جناحها بالأضواء الخضراء التي تنسجم مع موضوع البيئة، وجلبت دودج سيارة طائرة استخدمت في تصوير فيلم من الخيال العلمي. وأرادت اوبل أن تحتفظ بسيارتها «الخفية» سرا حتى موعد المعرض، إلا أن صورتها تسربت رغم ذلك إلى الانترنت.

وسيارة اوبل فليكستريم تبدو، مثل أوبل زافيرا او استرا، سيارة مستقبلية، فهي سيارة بلا مقابض، وبلا زوايا، واستعاض مصمموها عن المرايا الجانبية بكاميرات. الابواب تنفتح إلى الأعلى كالأجنحة وتعمل بضغط الهواء، وتحتوي على صندوق تحت الجسم يمكن استخدامه لنقل الدراجات الهوائية أو العجلات السيارة. والسيارة مزودة بمحرك 163 حصانا، وبطارية تعمل بأيونات الليثيوم بقوة 16 كيلووات/ ساعة ويشحن بالكهرباء خلال ثلاث ساعات. ويستخدم المحرك الهجين 26.0 لترا من الديزل تكفي لمسافة 700 كلم بمساعدة المحرك الكهربائي، وهذا يعني انه سيارة 3.1 لتر. واجرت مجلة «بيلد أوتو» المتخصصة بالسيارات استفتاء شارك فيه 50 ألف شخص انتخبوا سيارة «اودي ر8» كأجمل سيارة في العالم تليها السيارات الجديدة من مرسيدس «الفئة س» ثم سيارة أخرى من اودي هي «اودي 5».

وتبدو سيارة «أودي ر8» متفردة بين السيارات من الفئة ذاتها في أجنحة المعرض الأخرى. فهي متينة، سريعة وقوية، بقدر ما هي أنيقة ومتقدمة وجميلة. وهي عنوان سليم للرياضيين والباحثين عن السرعة والمغامرة رغم اتساعها لعائلة، وارتفاعها لا يزيد عن 1.25 مترا وعرضها 1,90 مترا وطولها 4.43 متر. ويتسع خزانها إلى 90 لترا من البنزين «سوبر بلوس»، وتستهلك 10.9 لتر لكل 100 كم. وهي مزودة بمحرك من 8 اسطوانات، بطاقة 420 حصانا وزنها الكلي 1640 كلغم، سرعتها القصوى 301 كلم/ ساعة وسعرها يتراوح حول 100 ألف يورو. ولا تقل سيارات أودي 8 عن سابقتها من ناحية الاناقة والجمال والسرعة، لكنها كبيرة ومخصصة للمدن والعائلات. وكانت اودي 8 حاضرة بفخامة بموديلات جديدة من A8 2.8 FSI, S8 , A8 W12. وهي أقل سيارة، في فئتها، عرضت في المعرض من ناحية بث غاز ثاني أوكسيد الكربون (199 غرام/ كلم). وهي تستهلك 8.31 لترات لكل 100 كلم ومريحة وواسعة. وإذا كان الجمهور قد انتخب فيات 500 كملكة على السيارات الصغيرة فإنه أطلق على بي إم دبليو 530 آي اسم السيارة الذكية لأنها تكسب الطاقة أثناء الفرملة بدلا من أن تفقدها، وأطلق على سكودا فوبيا «كوبيه» اسم محبوبة الأمهات باعتبارها سيارة مرغوبة من العائلات. كما اختار الألمان سيارة المستقبل ف 700 من مرسيدس كسيارة متعددة الخدمات للسفر الداخلي (السياحة الداخلية).

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق