الوضع الغذائي المتدني له علاقة بارتفاع حالات الوفاة لدى كبار السن
11/06/2018 - 02:19:46 pm

الأبحاث التي أجريت في السنوات الأخيرة والتي توصّلت إلى النتيجة بأن الوضع الغذائي المتدني له علاقة بارتفاع حالات الوفاة لدى كبار السن، أدّت إلى اصدار تعليمات جديدة من قِبل منظمة الصحّة العالمية للعلاج الطبي الكامل لكبار السن مع التشديد على التغذية

العلاج الطبي الكامل للشخص الكبير بالسن هو المفتاح للمحافظة على صحته. نشرت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا إرشادات جديدة للعلاج الطبي الكامل لكبار السن وتشمل توصيات تعتمد على العلم والتي ستساعد على تقليل، منع وتقليص عملية تدني القدرة على أداء الوظائف الجسدية والنفسية لدى كبار السن.

تشمل التعليمات الجديدة توصيات تعتمد على العلم في المواضيع التالية:

تقييم شامل لحالة كبار السن الصحية، الوظيفية والغذائية.

ادخال نظام صحة كامل وشامل يتيح للمتعالجين الكبار المحافظة على قدرتهم الجسدية والعقلية أو ابطاء وتيرة تفاقم حالتهم.

ادخال أدوات جديدة لتدخل معالجين طبيين مثل: تحديد أهداف علاج مناسبة، استمارات أسئلة للتعبئة الذاتية وعمليات رصد ومراقبة للوضع الصحي لهذه الشريحة السكانية.

هذه الخطوة هي نتيجة أبحاث تمّ اجراؤها في السنوات الأخيرة والتي أظهرت علاقة مباشرة بين سوء التغذية لدى كبار السن وبين ارتفاع نسب الوفاة. مثلًا، بحث والذي نشر للمرة الأولى في المجلة العلمية البريطانية للتغذية (British Journal of Nutrition) يشير الى أن الوضع الغذائي المتدني لدى كبار السن من جيل 65 وما فوق يمكن أن ينبئ بالوفاة المبكرة، بغض النظر عن سبب الوفاة.

شمل البحث الذي أجري في السويد 1767 مشتركًا من جيل 65 وما فوق ممن باتوا في المستشفيات. تمّ تقييم الحالة الغذائية للمرضى اعتمادًا على استمارة أسئلة وقد تم تصنيف حالتهم الغذائية إلى 3 مستويات: حالة غذائية سليمة، خطر الإصابة بسوء تغذية أو سوء تغذية.

وُجد من خلال تحليل احصائي لمعطيات المشتركين أن الحالة الغذائية المتدنية، أي خطر الإصابة بسوء تغذية أو سوء تغذية، قد زادت حالات الوفاة بغض النظر عن سبب الوفاة، معطى والذي يعزز الحاجة إلى رصد كبار سن في حالة غذائية متدنية ومنح دعم غذائي من أجل منع الوفاة المبكّرة.

سوء التغذية جراء مرض أو جيل متقدّم يتم تعريفه كحالة نابعة من قلة امتصاص أو استهلاك غذاء غير كافٍ، وذو عواقب سلبية على تركيبة الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض في كتلة العضلة، في أداء الجسم والعقل وإلى الحاق الضرر بالوضع الصحي.

هذه الحالة شائعة جدًا عند الشريحة السكانية من كبار السن، وتصل الى حوالي 46% عند كبار السن فوق جيل 65 ممن يبيتون في المستشفى، يدور الحديث عن ظاهرة منتشرة والتي تلحق الضرر بأدائهم، بجودة حياتهم وتزيد من الحالات المرضية، تشرح رونيت دوييـﭫ، مديرة علمية في ابوت منتجة أنشور ﭘـلوس ادﭬـانس. إضافة إلى هذا، يتميز كبار السن ممن يتواجدون في وضع غذائي متدني، أي في حالة من سوء التغذية أو في خطر الإصابة بسوء التغذية بحالات وفاة أعلى مقارنة مع كبار سن في حالة غذائية سليمة. المفهوم بأن سوء التغذية يؤدي إلى المرض والوفاة كمسبب منفصل ولا يتعلق بمرض كبار السن يؤكّد على أهمية الرصد المبكّر والعلاج الغذائي المرافق له.

تنطوي الشيخوخة على تغييرات في تركيبة الجسم. بعد جيل 60 ثمة تدني سريع في كتلة العضلة، إلا أن الارتفاع في كتلة الدهن في الجسم يغطي على التغييرات في تركيبة الجسم. كبار السن ممن لا يستهلكون البروتين بكمية مناسبة يتواجدون في خطر متزايد للإصابة بضمور اللحم، هشاشة العظام وردّ مناعي متدني. إضافة إلى هذا فإن سوء التغذية يتجسد من بين أمور عديدة أيضًا بتدني كتلة العظام وكتلة عضلات الجسم، والتي تزيد من احتمال الهشاشة والاصابات. إضافة إلى هذا، يتعلق سوء التغذية أيضًا بتدهور الأداء الادراكي والقدرة على الأداء الشخصي للكبار وتؤدي في نهاية الأمر إلى تعلّق كبير السن بالمتعالجين المحيطين به.

الوضع الغذائي المتدني يصعّب عملية الشفاء والتأهيل وقد يؤدي إلى تفاقم الأمراض، إلى الضعف، السقوط والمبيت المتكرر في المستشفى.

التغذية المتنوعة والعالية الجودة هامة جدًا للمحافظة على الصحة في الجيل المتقدّم، للشفاء من الأمراض ولعملية التأهيل، عند وجود صعوبة بالأكل من كل مركبات الغذاء المطلوبة وبالكمية المطلوبة، يفضّل دمج غذاء خاص سائل، يمكن تناوله كسائل والملائم للاحتياجات الغذائية للكبار ممن يحتاجون لتكملة التغذية و/ أو في حالات فقدان كتلة العضل، قوة العضل وتدني الأداء والذي هو غني بالسعرات الحرارية وبالبروتين ويحتوي على HMB – مركّب غذائي يساعد في المحافظة على كتلة العضلة في الجسم. من أجل التأكد من عدم وجود نواقص غذائية أو وجود حالة من فقدان كتلة العضل التي تؤثر للأمد البعيد على القدرة على الحركة والاستقلالية، يفضل أن تدمجوا في الغذاء مرة- مرتين في اليوم شرب غذاء طبي مثل انشور ﭘـلوس ادﭬـانس.

من بين التوصيات الجديدة لمنظمة الصحة العالمية يمكن أن نجد تطرّقًا واسعًا للاستشارة الغذائية مع دمج اثراء غذائي خاص، من منطلق الادراك بأن التغذية المناسبة تزيد من التأثير الناجع للرياضة البدنية وتؤثر مباشرة على زيادة كتلة العضلة وعلى قوّتها.

يجب أن يكون التقييم الغذائي مناسب لشريحة كبار السن ويشمل: التاريخ الغذائي، مفكّرة لتناول الطعام على مدار 24 ساعة، فحص جسدي وفحوصات مخبرية ذات صلة.

يجب أن يكون التقييم لكتلة العضلة وقوة العضلة ضمن التقييم الغذائي.

في الاستشارة الغذائية يجب أن نضمن أن تحتوي قائمة الوجبات على كميات مناسبة من الطاقة، البروتين، الـﭭـيتامينات والمعادن أيضًا للكبار ممن يتواجدون في خطر الإصابة بسوء تغذية وكذلك ممن يتواجدون في حالة من سوء التغذية.

من المهم التفكير بإضافة مكمّل غذائي خاص يحتوي على كثافة سعرات حرارية، بروتينات، دهنيات، ﭬـيتامينات ومعادن ملائمة للحالة الصحية والغذائية، والتي ستساعد على الوصول للتوصيات الغذائية للشخص الكبير في السن.

يجب أن يأخذ التدخل الغذائي بعين الاعتبار نمط حياة الشخص الكبير بالسن، تناول الطعام في إطار عائلي أو مع آخرين هو أسلوب مهم لعلاج سوء التغذية. يجب الأخذ بعين الاعتبار الثقافة، العادات والتفضيلات الشخصية.

مع تقدّم العمر يقلّ امتصاص البروتين ولذا فإن الاستهلاك الطبيعي للبروتين قد يكون منخفضًا وغير كافٍ. الاستهلاك المتدني للبروتين يؤدي إلى انخفاض في كتلة العضلة ووجود كتلة جسم نحيل. 

يجب الانتباه إلى الحالات الخاصة التي تتطلب استفسار طبي مثل متلازمة الهزال الحاد، تدني سريع بالوزن، انسدادات أو مشاكل في البلع، تقيؤ، اسهال مزمن، أوجاع بطن أو انتفاخ.

تُدعم التوصيات الغذائية من منظمة الصحة العالمية بواسطة ثلاثة مراجعات علمية. تدلّ المعلومات العلمية على أن استهلاك الاثراء الغذائي يقلّل بشكل كبير من حالات الوفاة نسبيًا بالمقارنة مع أشخاص حصلوا على علاج بدون اثراء غذائي. شوهد ارتفاع بالوزن خلال 70 بحث، ومن هنا يتضح أن التدخل الغذائي ويشمل استشارة مع دمج الاثراء الغذائي يحسّن من وزن كبار سن يعانون من سوء تغذية في المستشفيات، في صناديق المرضى ودور المسنين.

وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن التجاوب مع الاثراء الغذائي مقبول على الكثير من الكبار بالسن وعلى الأشخاص الذين يتخذون القرارات. وواضح أيضًا أن تطبيق التوصيات الغذائية يستوجب تأهيل الطواقم الطبية وشتّى المعالِجين.

"كان الاثراء الغذائي كالطعام الخاص ضروري من أجل احراز زيادة في الاستهلاك الغذائي لكبار السن ولذا يجب أن يُدمج في كل استشارة غذائية لكبير سن يعاني من سوء تغذية. ستساعد الاستشارة الغذائية كبار السن في فهم أهمية وضرورة الإثراء الغذائي وستضمن المحافظة على حقوقهم. اعتمادًا على هذه المعلومات توصي لجنة منظمة الصحة العالمية بشدّة على الاثراء الغذائي لكبار السن والذين تمّ تشخيصهم على أنهم يعانون من سوء تغذية"، تشرح دوييـﭫ.





المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق