اني لجئت اليكم بعدما ضاقت بي الدنيا بما رحبت واجتاح صفوي هماً حول حياتي الى جحيم واصبحت نفسي بالاثقال تهيم ولا اقوى التفكير رغم اني لست سقيم فلعل فيكم من يغيثني في الحل السليم

جئت الى هذة الدنيا وحيد لولا ان من الله علىَ بصديق كان بمثابة الاخ وربما اكثر فلقد ترعرعنا في حي واحد ودرسنا في نفس المدرسه وفي فصل واحد بل وعلى مكتب واحد دوما نلتقي وتعودنا ان نتناول طعامنا سويا كنا لا نفترق الا في ساعات النوم كبرنا وكبر الحب معنا وتجسدت اجمل معاني الصداقه في نفوسنا تعاهدنا على الصدق واقسمنا الا نخفي عن بعضنا اي صغيرة ولا كبيرة كنا بمثابة الكتاب المفتوح لبعضنا نتواسى في المصائب ونبتهل في المسرات كنت له عونا وكان لي سند سطرنا سويا في ساحات المقاومه اروع التضحيات وكان اذا القى جنود الاحتلال علينا القبض وانهالو علينا بالظرب دوما يحتضنني ليتلقى عني سجل في المحكمه الاسرائيليه اعظم موقف عندما وقفنا سويا امام القاضي المكلف وحكم علي بالسجن اكثر منه بستة اشهر فوقف بكل شجاعه يقول للقاضي انا لا اتوسل اليك لتفرج عني ولن اتوسل اليك لترئف بي ولكن اطلب منك ان تحكم علي بنفس المدة التي حكمت على صديقي فمن شدة غرابة القاضي قال له لا بل ساخفف عن صديقك الحكم ليكون بنفس المدة التي ستقضيها وهذا ليس الا موقف من عدة مواقف

نعم صديقي دوما مثل للتضحيه وعنوان للصداقه ولكني اليوم اصبحت في موقف لا احسد عليه وامسيت بين امرين احلاهم مر المذاق فمنذ عشر ايام التقيت بصديقي وكانت عيونه تفيض بالدموع وجل الحزن يخيم على وجهه المبتسم دوما ولاحظت عليه انه يحاول الابتعاد عني ولم يصافحني فسئلته عن سبب حزنه والححت بالسؤال فطلب مني ان اعاهدة بان يكون ما بيننا سر لا اطلع عليه احد فعاهدته واقسمت له مهما يكون الامر لن اطلع عليه احد فقال طلب الطبيب مني بعض الفحوصات فتبين اني مصاب بالوباء الكبد ( الهبتايتس )وابلغني المختبر ان حالتي معديه فقلت له وهذا الامر الذي جعلك تتجنبني ولا تصافحني فقال اني اخشى عليك اكثر من نفسي فقلت له لا عليك يا صديقي وتطعمت من هذا الفيروس حتى اكون دوما معه ولا اشعرة ان شئ تغير بيننا ولكن المشكله الكبيرة ان صديقي يعمل في احد المطاعم وهو المعيل الوحيد للاسرة بالاضافه لان هذة الاسرة فيها شهيد تاركا في عنق صديقي اربعه لطفال والان انا بين ناريين الاول عذاب الضمير لعلمي بنوعية المرض المصاب به صديقي وحساسيه موقع عمله وتأثيرة على الاخرين والثاني خيانه العهد الذي قطعته على نفسي بان اكتم هذا السر مهما بلغ بالاضافه انه صديقي الوحيد

اخواني القراء والمعلقين ها انا اضع بين ايديكم موضوعي لعل البعض الذي لا يعلم معنى الصداقه الحقيقيه يستخف ولا يعيرة اهتمام ولكن صدقوني اني احس بجبل يحط على صدري ويطبق على انفاسي وبتت عاجز عن التفكير ما بين حبي لصديقي وعذاب الضمير

فرجائي كل رجائي من كان لديه كلمة خير فيها نصح فل يغثني فبحق ما غلي في قلوبكم لا تجعلو موضوعي محل استخفاف ولا مساحتا لتبادل السلامات والاهدائات فيعز علي ان احمل كاهل العذاب واجد من يستخف بالموضوع ويبدأ بارسال الامسيات للمعلقين وشكراً