مرحبا,
بعد أن ضاقت بي الحياة بما رحبت، لم أجد سواك أفرغ له ما يعذب قلبي وما رمى به في حلقات الشجن، فأنا تائهة بين حبيبٍ لا يستطيع أن يفعل لي شيئا، وشهم أصيل يريدني وقبولي له هو الهناء... نعم فأنا أعيش تحت قهر التفكير، وعذاب الضمير بعد أن أحببت حد النخاع رجلا متزوج وأب لأطفال، لا أنكر أنه هو الآخر أحبني وأغدق عليّ بالحنان، لكن للأسف الرجل لا يستطيع أن يحرك لأجلي ساكناً فهو شديد التعلق بأطفاله، وحريصَ على استقرار نفسيتهم، وأنا من جهتي مولعة بشخصيته غارقة في حبه، رافضة لأجله كل تغيير في حياتي، أعلم أنني جد مقصرة في حق نفسي إذ حكمت عليها بالمؤبد وجعلتها أسيرة حب لن يعرف النور ولا أمل فيه، وما زاد من قهري ومن ألمي هو زميلي الذي يرغب فيّ بشدة وأنا لا أبالي بما يكنّه لي من مشاعر مع أنه مثال للرجل الأصيل والشهم، لم يكلّ ولم يملّ ولم يراوده الاستسلام، بالرغم من أنني لم أعطه ولا مرّة أملا، وهذا تماما ما جعلني أحيا عذاب الضمير، فأنا أظلم نفسي إذ حرمتها الحياة وتركتها تركض وراء السراب . أرجوكم أنا حقا تائهة ولا أعلم أين سبيل الراحة؟ فحب ذاك الرجل غمر قلبي، وأشعر أنه ملأ كل حياتي، في حين أعيش فراغاً رهيباً كلما قال إنه داخل إلى بيته...، وكأن خنجرا طعن صدري وكتم أنفاسي، كيف لي أن أتخلص من كل تلك الآهات؟ فأنا بأمسّ الحاجة إلى من يأخذ بيدي لدُنيا الأمان؟