مرحبا,
دعوني أشكركم جزيل الشكر على ما تقومون به في سبيل مساعدة قرائكم على تجاوز مآسيهم وهواجسهم، وأرجو أن تتقبلوني اليوم وأنا في أمس الحاجة إليكم وإلى حنانة قلبكم، وبالتأكيد إلى صريح عباراتكم. أنا أعيش خيبة قصة حب دامت أكثر من عشر سنوات مع رجل جمعت بيننا أحلام وطموح واحدة، خططنا واتفقنا على تحقيقها يداً في اليد، أحبني كثيراً ودللني أكثر، قسا علي فقط لكي لا أقبل أقل من النجاح، شجعني وسهر على راحتي تماماً كما تفعل الأم، لا أنكر أنه كان دافعي للنجاح، وقد فعلت ذلك من أجله، وإلى حد اليوم لا أنكر له هذا الأمر، فكل ما بلغته الآن من منصب مرموق ومكانة اجتماعية هي بفضله، أنا أيضا بادلته بأجمل وأنبل وأرقى مشاعر الود والاحترام والوفاء. لكن سرعان ما بدأ يبدي تذمره ويأسه من الحياة بسبب ظروفه المادية بالرغم من أنني كنت على أتم الاستعداد لأن أقاسمه مرّ الحياة، وحاولت أن أقنعه بكل الطرق لكنه أبى، والحل الوحيد لتلك الظروف كان الهجرة إلى الخارج.فعل ذلك وبقينا لمدّة طويلة على اتصال، لكن لا أدري كيف ولماذا انقطع كل ذلك وبدون سابق إنذار، تخبطت في ذلك الفراغ، عانيت كثيراً وتعذبت أكثر، وبعد أن بدأت جراحي تلتئم، عاد وظهر لكن لم يعد وحيداً بل مع زوجته الأجنبية، عاد في حلة جديدة وفي مستوى أفضل، ووضعني أمام واقع لم أتخيله في حياتي من رجل أحببته أكثر من نفسي، فقد عرض وبكل جرأة أن أكون مجرد صديقة لأنه لا يستطيع أن يفعل لي شيئا، وأن قسوة الحياة كانت أقوى منه ومن أن يبقى طوال حياته فقيرا.أنا محتارة فلا أنكر أنني وبالرغم من كل شيء لازلت أحبه، ولا أدري ماذا أفعل ولا كيف أتصرف مع قلبي الذي يرفض تماماً الإنصات لما يقوله عقلي.