" لحظات بين يديه" بقلم : سوزان شجراوي
2012-02-25 22:06:08

شعرت بيديه تلتفان حول عنقي وتحاولان خنقي إثناء النوم، هذه المرة الثانية خلال أسبوع واحد التي اشعر بها بهذا الشيء، انه يأتيني وانا نائمة ساكنه مطمئنه أنها لحظات تمر بسرعة رهيبة وتتركني بعدها جالسه في سريري محدقة في سقف غرفتي ونيضات قلبي تتلاحق بسرعة طائره حربيه عليها الوصول الى ساحة المعركة قبل فوات الأوان!!! فبعد تلك اللحظات أخاف ان أغمض عيناي واستسلم للنوم!!!أشعرت بانقطاع أنفاسي وبعدم قدرتي على استنشاق الهواء فتبدأ المعركة حين أحاول إدخال الأوكسجين الى رئتاي ولكن يتصداني المريء ليحاول إغلاق الطريق ببعض السوائل من فمي ! انها أجزاء من الثانية بها واجهته، نعم واجهته، انه الموت شعرت به، انه هو ، حاولت ان ادخل الهواء كي أتنفس وأتفادى موتي خنقاً وانا اسمع صوت شهقاتي ,  تخرج من أعماقي أفزعتني ، أرعبتني حتى لحظه  كتابه هذه السطور....وشعرت به واظننني انتصرت عليه ليس لأنني غلبت لا ابداً، وإنما لان ساعتي لم تحن بعد!!! للمرة الثانية يحاول الموت كتم أنفاسي وخطف روحي من جسدي المتعب بساعة يكون بها الأخير بقمة الهشاشة والضعف. موت جعل  حياتي في لحظة كأنها شريط فيديو يمر إمامي بسرعة البرق،حياتي بفرحها بحزنها بأوقاتها الحلوة وأوقاتها العصيبة بلحظات  الحب وكلماته التي علقت في ذهني لا استطيع نسيانها  بأنجازات وشخصيات قليله تعني لي الكثير، بلحظات وأجزاء من الثانية قد تمر بذهني ألاف الأفكار ، يا الهي لقد مر في ذهني ايضاً هاتفي الشخصي وحاسوبي النقال!!! كيف ممكن ان اذهب من هذا العالم واترك كتاباتي وإسراري واشيائي ورسائلي  الحميمة التي احفظها داخل ايميلي وبعضها داخل هاتفي !!! كان من الصعب تصور ذلك، من الصعب التصور إنهم سيقرؤون كل تلك الأشياء دون إذن ودون إمكانية إعطائي فرصه للتوضيح!!! ببساطه سيقفون بأفواه فاغره وعيون جاحظة وحسره حارقه، أكثر ما رأيته واذكره من تلك اللحظة هي صوره أطفالي الثلاث الذين لا ادري هل بدت تظهر عليهم علامات الشباب ام انهم ما زالوا أطفال كما يخال لي!نوع من الصرع يكاد  يفجر مشاعري ويمزق أحشائي، ويهبط عزيمتي ويحملني بضعه أمتار عن وجه الأرض ليعود ويرطمني بإسفلت الشارع عل لونه الأسود  الحالك  يتبدل ويصبح مائل الى الأحمر الياقوتي لون دمائي, على اثر هذه الحادثة التي شعرت بها للمرة الثانية هذا الأسبوع، انا لا اصدق اني ما زلت هنا، استطعت ان اعزي نفسي بكلمات قليله، فاهم ما أردت من روحي ان تدرك انها ما زالت على قيد الحياة وهذه المرة بالصدفة وان عليها استغلال كل دقيقه سعادة حتى  وان كان ثمنها باهظاً احياناً، فالمادة هي الوسيلة وليست الغاية،فانا لو لم اصحي من نومي بتلك اللحظة كان من الممكن ان يحصل موتي إثناء النوم وفي الصباح يذاع الخبر وتبدأ عمليه الصاق الإعلانات على عواميد الكهرباء، الشيء الذي أراه يومياً في طريقي الى العمل، فكل يوم ارى إعلانا جديداً وأقول اليوم انا اقرأ الإعلان وغداً هم سيقرؤون. أردت من روحي ان تدرك انها قد تغادر الجسد  فجاه، و بسهوله  كما يغادر البخار فنجان الشاي الذي ارتشفه  كل صباح!!! لذلك أريد لها إدراك ان الحياة غالية  وجديرة بالعيش والتمتع بها فلا يعلم أي منا متى يكون الأجل وكيف ! سأفرح قدر استطاعتي وأحزن فأنا في النهاية إنسان ولكنني سأعيش اليوم  كأنني سأموت غدا!!


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق