قصه من الواقع: فتاة تروي قصتها مع أب مدمن للكحول وأم مطلقه
2012-02-13 17:19:14

وسيم فارس

بكى قلمي كما بكت عيوني واصبحت حروفه ملونة بالدم من ظلم الزمان وقسوة الظروف التي جعلت من زهرة نقيه ورقيقه تنزف من كثرة الجروح الداميه والاشواك القاسيه ... هذه قصة فتاة شربت كأس المر من ظلم القدر ولم يبقى لها سوى قلب ينزف دما وروح سوداء تكتم الألم فشكت لي همها وبكت من كثرة حزنها وطلبت مني ان اروي قصتها قصة فتاة قطفت بريع العمر زهرة ورمتها الايام والسنين لتحترق شمعة تذوب كل ليلة وليلة . انا فتاة وحيدة لأخ اصغر مني بثالاث سنوات واب مدمن للخمور وام مطلقه .. رحلتي مع العذاب بدأت منذ تفتحت عيناي على هذه الدنيا عندما كان ابي دائما يشرب الخمر ويسكر الى درجة يصبح فيها وحش لا يحمل اي صفه من صفات الانسانيه فلقد كان يضرب امي ويرغمها بالقيام باعمال قذره امام عيناي البريئتين اتذكر الى هذا اليوم صراخ امي وبكائها جراء اعمال ابي الوحشيه في امي القاصره عن ردعه .. ابي الذي لم يفارق زجاجة الخمر يوما واحدا لطالما حرمني من مصروفي حتى انني كنت اذهب الى المدرسه في عز الشتاء والبرد القارص بمعطف ممزق ولطالما كنت اذوب خجلا من نظرات الشفقه من فبل الناس وما ان عدت الى البيت ارى امي تبكي وابي جالسا امام التلفاز وبيده زجاجة الخمر بعد ان سلب من امي المال الذي كان بحوزتها لمصروف البيت ليسد بها ديونه المتراكمه جراء شرائه لزجاجات الخمر التي يعبدها اكثر مما يعبد ربه ومع مرور الايام اصبح ابي اكثر عدوانيه واكثر شرب للخمر الذي جعله يهدم عش الزوجيه بشهواته التي لا تنتهي من الخمر وبنات الهوى والسهر وامي جعلها كالخادمه في البيت عدى عن معاملته القاسيه لها وضربها كلما اراد ذلك حتى اتى يوم وسئمت امي من هذا الوضع وطلبت الطلاق وبعد نجاحها في الانفصال عنه ذهبت لتعيش في بيت جدي وجدتي الذين رفضوا ان تأخذنا امي معها لنعيش معهم وبقيت انا مع ابي الظالم اما بالنسبه لاخي فبعد ان انتهى من خدمته في الجيش سافر ليعمل في مدينه بعيده وقرر العيش هناك وبقيت انا وحدي اواجه العذاب فكل ما كان يفعله ابي مع امي فعله معي والأسوء من ذلك بان كل من يحاول الارتباط بي يبتعد عني بسبب سمعة عائلتي السيئه فمجتمعنا لا يرحم خصوصا وان امي مطلقه فنظرة مجتمعنا للمطلقه نظره قاسيه.. ولكن الله عاقب ابي على افعاله و من كثرة شربه للخمر اصبح اليوم مريضا جدا ويلازم الفراش دائما وحياته كلها بين المشفى وغرفته في البيت ومع هذا كله لم اتخلى عنه ولم التفت الى اي شيء آخر سوى الاعتناء به ..اما انا وبعد ان تعبت الآه في صدري والدمع جف من عيني والجروح مزقت لي قلبي قررت الاقتراب من الله واللجوء اليه والى ديننا الشريف فهذا هو قدري ويتوجب علي ان ارضى ما كتبه الله لي والحمدلله والشكر له على كل شيء .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق