لأنني‮ ‬لم أخضع لها ولم أكن ضمن رعاياها‮ ‬الظالمة حرمتني‮ ‬من زوجتي
2012-01-10 11:35:09

إخواني القراء، أكتب لكم قصتي بعد أن أذاقتني الدنيا من مرارة الأيام.

لقد أصبحت مطلقا بإرادتي؛ المهم أن هذا ما حدث.

كانت شابة مرحة، لم يتجاوز عمرها 24 عاما بينما كنت أكبرها بعقد من الزمن. كانت صديقة مقربة جدا من شقيقتي فتعرفت عليها، ونشأت بيننا قصة حب سريعة، سرعان ما أعقبتها فترة خطبة، اكتشفت فيها براءتها وطهرها، ثم عقدنا القران وتزوجتها، وأقمنا في شقة جميلة، كما كانت علاقتنا التي غدت جميلة ورائعة.

كانت السعادة تلفّنا، والحق أنني أحببتها من أعماق قلبي، وكانت هي تغمرني بحبها وحنانها، المهم أنني لم أجد أي منغّص لحياتي إلا من والدتها، وظننت أن ذلك شيء طبيعي، ولكن أمها كانت تدرك أن ابنتها خرجت من بين يديها، ومع أن ذلك شيء طبيعي أن تكون مع زوجها إلا أنها لم تستوعب الأمر، فبدأت تضع العراقيل أمامنا، وكنت أنتظر من زوجها التدخل لكنه كان بلا شخصية، ولا يستطيع أن يعارض زوجته، فكانت الطامة الكبرى أنني لم أجد رجلا في العائلة يمكن التفاهم معه وإيجاد حل لهذه المشكلة، خاصة أن زوجتي ليس لديها أشقاء؛ المهم أنني وجدت نفسي وحيدا، أقاوم رياح تلك العجوز وأعاصيرها التي لم تهدأ، ولكنني لم أصمد كثيرا، خاصة بعد أن ظلت تتقصى عن حياتي السابقة وتتحرى كل من يعرفني، فبدأت تتبع أعمالي وتسأل عن أجري، ومن ثم لم تجد ما تقف به ضدي سوى أن تدّعي أنني ذو علاقات متعددة مع النساء، وبدأت تشوّه سمعتي وتطعنني في شرفي وكرامتي، ثم سهل عليها إقناع ابنتها بأنني منحط أخلاقيا، وأنني أمثل البراءة والطهر أمامها، وظلت تهمس في أذنيها، ثم جاءت بوالدها وظلت تهمس في أذنه مثلما فعلت ابنتها فصدّقها، وفشلت أنا في محاولات النفي ودفع التهمة عني، وبالتالي أقنعت حماتي وزوجتي بضرورة الانتقال إلى بيت أبيها؛ تمهيدا للطلاق، مدعية لها أنها سألت بعض الجيران وزملاء العمل فلم ينفوا التهمة رغم أنني، والله، بريئ من تهمتها.

وما أحزنني حقا هو موقف والد زوجتي الذي عاش حياته بعيدا عن أي مشاكل. فضّل أن تبتعد ابنته عني ولا ترتبط بي، كيف أقنعته زوجته وصدقها، هل هو خوف منها أم أنه أراد تجنب المشاكل ووجع الرأس، لا أدري؟! في تلك الأثناء كانت زوجتي، التي لم تعش معي أكثر من أشهر معدودات، تعاني من آلام نفسية بسبب موقف والديها مني، لكنها لم تجد مفرا من الذهاب إلى منزلهما؛ تجنبا لمزيد من المشاكل، متمنية، في قرارة نفسها، أن تكون فترة الانتقال هذه فترة يراجع فيها والداها موقفهما ويحاسبا فيها أنفسهما، حتى تعود الحياة بيننا دون أن يعكّر صفوها شيء. وبعد ذلك فوجئت بأن أقامت زوجتي قضية طلاق، فرفضت أن أطلقها، وبعد أن أصرت وصممت على الطلاق طلقتها، وأنا أعلم أنها كانت خاضعة لأمر والديها ولم يكن بيدها شيء، ولكن كان السهم قد نفذ، وضاعت مني معالم الطريق بعد أن أُجبرنا على الطلاق.

كل منا مازال يحب الآخر؛ إنها ضحية مثلي، والدتها هي الجانية، لأني لم أخضع لها ولم أكن ضمن رعاياها، ولست على استعداد لذلك. الآن، أعيش مطلقا، سمعتي تلوثت لا أستطيع أن أنسى زوجتي المحبة الحنون، وإني متيقن أنها كذلك تعيش في عذاب بعد الطلاق.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق