إخواني القراء، في حياتي لم أكن أتوقع أبدا أن أتعرض لهذا الموقف الذي سأحكيه لكم، أنا سيدة متزوجة، محترمة ومن عائلة طيبة كنت أعمل في مؤسسة خاصة أتقاضى منها راتبا معقولا، ثم أُنهيت خدماتي ولأنني أحتاج إلى المال لمساعدة أهلي وأسرتي، بدأت أبحث عن عمل آخر، إلا أنني فشلت في ذلك حتى التقيت بإحدى صديقاتي وأبلغتني بأن هناك رجلا صاحب شركة كبيرة يستطيع أن يساعدني وبإمكانه أن يقوم بتوظيفي فطلبت منها أن تساعدني في الأمر فلم تبخل عليّ.
بعدما أبلغته بمشكلتي، طلب منها أن أحضر إلى مكتبه لكي يتعرف على بعض الأمور الروتينية الخاصة بكفاءتي ومؤهلاتي.
ذهبت إلى تلك الشركة في اليوم والوقت المحدد، وحينما دخلت مكتبه سألته إذا ما كان لديه فرصة عمل، لقد كنت في حالة يرثى لها لدرجة أنني استعطفته في ذلك، لكني رصدت نظراته الغريبة والتي كادت أن تفترسني حتى شعرت بالخجل والارتباك، بعدها أخذ يسألني عن بعض الأمور الشخصية التي لا تمت بصلة للعمل!

استمعت جيدا إلى ما قاله ثم خرجت من مكتبه وأنا نادمة على الظروف التي دفعتني للتردد على هذا الرجل، الذي أوحى لي بأنني سوف أكون خليلة له وأنه سوف يحل كل مشاكلي المادية، قالها بصريح العبارة "أنت جميلة وجسدك أنثوي صارخ" بالطبع لم أخبر زوجي بما حدث فلو علم سيرتكب جريمة قتل لا محالة.
بعد مدة قصيرة اتصلت بي بصديقتي التي وصفتني بالحمقاء لأنني لم أستجب لرغبات رب العمل الذي وعد بمساعدتي، وقالت إن هناك كثيرات غيري مررن بنفس الظروف ولم يترددن ـ بالطبع دفعن المقابل ـ.
قالت لي صديقتي "لا تكوني غبية فتضيعي فرصة ذهبية، اغتنميها ولا تبال بشيء، بل بالعكس ستكون استغلالك لهذه الفرصة بابا لحياة رغدة لم تكونِ لتحلمي بها، فكري جيدا وابتعدي عن المثاليات التي لم تعد تجدي في هذا العصر وفي مثل هذا الموقف بالذات".
في حالة ضعف فكرت وترددت، ثم قررت فتراجعت، نعم فكرت في كلام الصديقة في حالة ضعف إنساني، ولكن سرعان ما تدخل عقلي ليحسم الأمر، ويسيطر على نفسي الأمّارة بالسوء، تذكرت زوجي وأهلي، وقبل ذلك تذكرت ربي وقلت: إن الأرزاق بيد الله وحده فحسمت أمري، بألا أتنازل أبدا عن شرفي ومبادئي حتى لو دفعتني الظروف إلى التسول، الشرف أغلى ما تملكه المرأة، ولا تستحق أية امرأة أن تعيش من دونه لأنه رأس المال الذي لا يزول أبدا.